تحول العصير الأخضر في الفترة الأخيرة إلى صيحة رائجة في عالم الحميات الغذائية الصحية وخسارة الوزن والتخلص من سموم الجسم. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يساعد العصير الأخضر فعلاً في خسارة الوزن أو تعزيز الصحة وهل يفيد كل الناس؟
قد يبدو تناول العصير الأخضر المكون من مجموعة خضراوات وفاكهة خضراء اللون فكرة جيدة وصحية، بل خياراً بديلاً لمن لا يطيب لهم تناول الفاكهة والخضراوات بشكلها الطبيعي، لكن هذه العادة قد تكون ضارة بالفعل لبعض الأشخاص.
لا توجد وصفة ثابتة لهذا العصير، ولكن المكونات الشائعة تشمل الكرفس والسلق والسبانخ والخيار والبقدونس والنعناع والكيوي والتفاح الأخضر والبرتقال والتوت والجريب فروت لإضافة النكهة الحلوة.
موقع Mayoclinic الطبي أوضح في تقرير توضيحي عن العصير الأخضر بأن منافعه لا تزيد عن تناول الفاكهة والخضراوات بصورتها أو شكلها الطبيعي.
فالعصير يستخرج من الفاكهة أو الخضراوات الطازجة، وبالتالي يحتوي السائل على معظم الفيتامينات والمعادن والمواد الكيميائية النباتية المغذية الموجودة في الفاكهة.
ومع ذلك، تحتوي الفاكهة والخضراوات الكاملة أيضاً على ألياف صحية، يزول معظمها أثناء العصر.
هل العصير مفيد أم سيئ من الناحية التغذوية؟
ينصح خبير فقدان الوزن الطبي والعلاج الغذائي في كاليفورنيا آدريان يوديم عبر موقع Everyday Health بأنه قبل اعتماد العصير الأخضر يجب استشارة الطبيب، خصوصاً إذا كان الإنسان يعاني من حالة طبية مزمنة أو يتناول بعض الأدوية.
على سبيل المثال، فإن عصير الجريب فروت يتفاعل مع بعض الأدوية التي من شأنها خفض الكولسترول، وبالتالي يزيد من نسبة الكيماويات التي يمتصها الدم ويضاعف من مفعول الدواء، ما قد يؤدي لأعراض جانبية.
سلبيات محتملة
على الرغم من أن شرب العصير الأخضر طريقة رائعة لزيادة مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المهمة، فإن هناك بعض المخاطر التي يجب مراعاتها قبل التوجه إلى ماكينة العصير.

يرفع مستويات السكر
وجدت دراسة نُشرت في سبتمبر/أيلول عام 2019 في مجلة Diabetes Care أن زيادة تناول المشروبات السكرية -التي تشمل عصائر الفاكهة بنسبة 100%- بمقدار نصف كوب أو أكثر يومياً تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 16%.
من ناحية أخرى، فإن تبديل كوب من العصير بمشروبات خالية من السعرات الحرارية بشكل طبيعي، مثل الماء أو القهوة أو الشاي، يقلل من هذا الخطر بنسبة تصل إلى 10%.
يؤذي مرضى الكلى
تعد الفواكه والخضراوات مصادر غنية بالبوتاسيوم بشكل طبيعي، وهو أمر جيد عادة، لأن البوتاسيوم ينظم ضغط الدم، وفقاً لجمعية القلب الأمريكية.
تقوم الكليتان بالمهمة المتمثلة في إفراز البوتاسيوم الزائد، وإذا كان الإنسان يعاني من مرض مزمن في الكلى فإن هذه الوظيفة لا تعمل بشكل جيد، ويمكن أن يتراكم البوتاسيوم في الدم، بحسب ما نشره موقع Health Line.
لا ينجح في تخسيس الوزن
إن الفكرة خلف تناول العصير الأخضر وتخليص الجسم من السموم تتم عبر شرب العصير كمصدر وحيد للغذاء.
لكن الخبراء لا ينصحون بهذا الأسلوب، لأن الجسم لا يحتاج إلى التطهير، لأنه يزيل السموم من تلقاء نفسه. يقول الدكتور يوديم: "تمتلك أجسامنا نظاماً أنيقاً ومتطوراً لإزالة السموم، يسمى الكبد والأمعاء والكلى".
بل ويحذر من أن الاعتماد على العصير الأخضر كمصدر وحيد للتغذية يعرّض صاحبه لسوء التغذية بسبب إزالة مكونات غذائية ضرورية كالبروتين والدهون الصحية.
بدورها نصحت أخصائية التغذية كاثرين زيراتكسي، عبر موقع Mayo Clinic، بخلط الفاكهة والخضراوات بالخلاط بدلاً من عصرها. ينتج عن مزج الأجزاء الصالحة للأكل من الفاكهة والخضراوات مشروب يحتوي على المزيد من المغذيات النباتية الصحية والألياف التي تساعد على الشعور بالشبع.