في شهر رمضان المبارك، تتزين موائد الإفطار العربية بأشهى المأكولات والمشروبات التي تجمع بين تراث الأجداد وابتكارات الأحفاد، مشكلةً لوحة فنية تعبّر عن ثراء الثقافات وتنوعها في أرجاء الوطن العربي.

ومع اختلاف وتيرة الحياة، التي أصبحت السريعة، برزت الحاجة إلى وصفات رمضان تتسم بالسهولة والسرعة في التحضير، ولا تحتاج ساعات طويلة للانتهاء من إعدادها، وذلك دون التفريط بالنكهة الأصلية والقيمة الغذائية التي يجب أن تتوفر عليها. 

سنأخذكم في رحلة مميزة عبر مطابخ العالم العربي، والعالم، لاستكشاف وصفات رمضانية مبتكرة، تتنوع بين ما هو المالح وهو الحلو، إضافة إلى المشروبات الشهيرة خلال الشهر الفضيل.

مع التركيز على فكرة إعداد وصفات سهلة التحضير، تجعل مهمة إعداد طعام مائدة الإفطار مهمة سهلة وممتعة، وتقلل من المجهود الذي يتم بذله مع الوصفات الصعبة، والتي تحتاج مكونات كثيرة.

وصفات رمضان سهلة التحضير

في رحلة البحث عن وصفات رمضان سهلة وسريعة، لكنها في الوقت نفسه تحافظ على الطعم اللذيذ والقيمة الغذائية، نكتشف عالماً مليئاً بالخيارات التي تلبي متطلبات الحياة العصرية دون التنازل عن المذاق الأصيل والتغذية السليمة.

هذه الوصفات تعد بمثابة الحل الأمثل للعائلات التي تسعى إلى توفير الوقت والجهد خلال شهر رمضان، مما يتيح المزيد من الوقت للعبادة والتجمعات العائلية.

وهذه باقة مختارة من الوصفات المتنوعة، التي تجعل من مهمة تحضير الإفطار أمراً سهلاً:

السلطات من بين الوجبات المفيدة، التي ينصح بتوفرها في مائدة الإفطار، لذلك يمكن تحضير سلطة الحمص، المكونة من الحمص المعلب، والطماطم، والخيار، والبصل الأحمر، عصير ليمون، زيت زيتون، والملح، والبقدونس.

يتم خلط الحمص  مع الخضار المقطعة، ثم إضافة عصير الليمون وزيت الزيتون، ثم التوابل، وفي الأخير يتم تزيين الكل بالبقدونس.

يمكن كذلك تحضير سلطة الفتوش اللبنانية المكونة من الخضار من بينها البقدونس والنعناع والخس والخيار والثوم والبصل الأحمر والأخضر والزعتر والفجل والجرجير، ويضاف له نكهات دبس الرمان وزيت الزيتون وقشر الليمون والسماق وقليل من البهار والملح، وبعد ذلك يزين بالخبز اللبناني المحمص، والقليل من الرمان إذا كان متوفراً.

الفطائر السهلة كذلك تعتبر من بين أفضل ما يتم تحضيره في الشهر الفضيل، والتي لا تحتاج وقتاً طويلاً، مثل فطيرة الخضار في المقلاة.

إذ تعتبر مكوناتها سهلة، وتحتاج في العجين الدقيق الأبيض والسميد الناعم وخميرة الخبز وخميرة الحلويات والبيض والملح والخل وزيت الزيتون ويتم دمج الكل ثم إضافة الخضراوات المقطعة،من بينها الفلفل والبطاطس والزيتون الأخضر، وترك العجين ليتضاعف حجمه، ثم طهيه في المقلاة.

هناك بعض الوصفات السريعة التي يتم تحضيرها بخبز تورتيلا، من بينها البيتزا بالجبن، أو الدجاج بالخضار، أو حتى حلويات من بينها رول الشوكولاتة والمكسرات، والتي لا تحتاج أكثر من نصف ساعة لتكون جاهزة.

هناك كذلك وصفات بخبز التوست، الذي يعتبر بديلاً للعجين، إذ يمكن من خلاله تحضير البيتزا، أو السمبوسة، أو المملحات بالجبن بمختلف أنواعه.

المحشي كذلك يمكن أن يكون من بين الوصفات السهلة والسريعة في شهر رمضان، ولن يأخذ وقتاً طويلاً في التحضير، في حال اعتماد الوصفة المبتكرة الجديدة.

وتعتمد على الفلفل الرومي، سواء كان لونه أخضر، أو من الألوان الأخرى، سواء أصفر أو أحمر، إذ تتم إزالة القطعة العلوية منه، وحشوه بخليط مكون من الأرز ذي الحبات الصغيرة، واللحم المفروم، والبقدونس، ودبس الرمان، والطماطم، وتوابل الحشي، وإدخاله الفرن بعد سكب خليط مكون من التوابل وصلصة الطماطم في الصينية، وتركه لمدة تتراوح ما بين 35 إلى 45 دقيقة، وبذلك يكون قد أصبح جاهزاً.

الشوربات من بين الأكلات الصحية، والتي يمكن أن تجهز في وقت قصير، لتزيين مائدة الإفطار، ويمكن تحضير وصفة شوربة العدس، التي تحتاج في المقادير لعدس بني، بصل، جزر، ثوم، كمون، ملح، ثم الماء.

وطريقة التحضير تتم من خلال طبخ العدس مع البصل، الجزر، والثوم حتى ينضج، ثم إضافة الكمون والملح وهرس الشوربة للحصول على قوام ناعم.

مملحات رمضان

تبرز مملحات رمضان خلال الشهر الفضيل، لتكون من بين الأساسيات التي لا غنى عنها على موائد الإفطار في العالم العربي، ويجب أن تكون من بين وصفات رمضان الشهيرة.

إذ تتنوع هذه الوصفات لتشمل المورقات، الأطباق المخبوزة في الفرن، والطاجين، وأطباق أخرى متنوعة، مقدمة نكهات وأذواقاً تعكس ثراء وتنوع المطبخ العربي. 

بعض هذه الوصفات تتميز كونها تقليدية، وأخرى تمتاز بالابتكار، الشيء الذي يجعل كل صائم يفكر في تضمينها إلى الطاولة، لتكون غنية ومشبعة.

من بين هذه الوصفات نجد طاجين اللحم بالبرقوق المغربي، الذي يحتوي على لحم ضأن، برقوق، بصل، زيت زيتون، بهارات (زنجبيل، قرفة، كركم)، لوز محمص.

أما طريقة التحضير فيتم طهي اللحم مع البصل والبهارات حتى ينضج، ثم يُضاف البرقوق المرمل في السكر والقرفة، يقدم في النهاية مع واللوز المحمص.

يمكن كذلك إعداد كبة بالصينية السورية، التي تحتاج في إعدادها إلى لحم مفروم، برغل ناعم، بصل، بهارات، صنوبر، زيت زيتون، إذ تُخلط المكونات وتُشكل على شكل طبقة متساوية في الصينية، ثم تُخبز في الفرن حتى الاحمرار، لتكون بذلك صالحة للأكل مع الإفطار.

يمكن كذلك تحضير الكبة المقلية أو الكبة المشوية، والتي تعتبر متقاربة بعض الشيء في الوصفات سواء السورية أو اللبنانية أو التركية.

من لبنان يمكن اعتماد فطيرة السبانخ السهلة، من بين مملحات رمضان 2024، إذ تحتاج في مكوناتها إلى عجينة فطيرة، سبانخ، بصل، سماق، زيت زيتون، ليمون.

أما طريقة التحضير فليست بالصعبة، وتتم من خلال خلط السبانخ مع البصل والتوابل، ثم تُوضع داخل العجينة، وتُخبز في الفرن إلى أن يتحمر العجين وتصبح ناضجة كفاية.

على الإفطار يمكن تقديم وصفة كباب الدجاج المشوي، الذي يتكون من صدور دجاج، زبادي، بهارات كباب، بصل، ملح، فلفل، أما طريقة التحضير، فتعتمد على تتبيل الدجاج بالزبادي والبهارات، ثم إضافة البصل المقطع على الخليط، وإدخاله للفرن إلى أن يصبح جاهزاً.

قد تحب كذلك التغيير قليلاً، بوصفة تتنوع بين المكونات الحلوة والمالحة، وتحضير البسطيلة المغربية بالدجاج، والتي تحتاج لورقة بسطيلة، دجاج، بصل، لوز، بيض، بهارات متنوعة خاصة بالدجاج، زعفران حر، ماء زهر، قرفة.

التحضير ينقسم إلى ثلاث مراحل، أول مرحلة هي تحضير الدجاج مع البصل والبهارات، بعد ذلك يتم إزالة الدجاج من المرق وقصه بشكل صغير، المرحلة الثانية هي إضافة البيض على المرق إلى أن ينضج، وفي النهاية يتم طحن اللوز مع السكر والقرفة، ووضعه في صينية الفرن (عجينة البسطيلة) ثم وضع المكونات بالتناوب (دجاج، بيض، لوز) وتشكيلها، ثم إدخالها إلى الفرن، إلى أن تنضج وتقدم مزينة باللوز والقرفة.

حلويات رمضان 

تحتل حلويات رمضان مكانة خاصة في قلوب موائد الصائمين عبر العالم العربي، حيث تتنافس الأسر في تحضير أشهى الأطباق التي تروي الروح و تداعب الحواس بعد يوم طويل من الصيام. 

من المغرب إلى الخليج، تتنوع الحلويات الرمضانية لتعكس غنى وتنوع المطابخ العربية، مقدمة مزيجاً من النكهات الأصيلة والإبداعات الحديثة، التي جعلت من هذه الحلويات سهلة ولذيذة في نفس الوقت.

ومن بين هذه الحلويات الرمضانية الشهيرة، نذكر الكنافة النابلسية، التي تحتاج في مكوناتها لعجينة كنافة، جبنة نابلسية، سمن، سكر، ماء الورد، فستق حلبي.

أما طريقة التحضير فتتم بفرك الكنافة بالسمن وتُخبز حتى تحمر، تُحشى بالجبنة وتُخبز مجدداً، ثم تُسقى بالشربات وتُزين بالفستق.

البسبوسة من بين حلويات رمضان الشهيرة، التي تزين الموائد في الكثير من الدول العربية، ومكوناتها هي سميد، سكر، زبادي، سمن، جوز الهند، بيكينج بودر، شربات او عسل.

إذ تُخلط المكونات كاملة إلى أن تصبح متجانسة، وتُصب في صينية، ثم تُخبز حتى تحمر، ثم تُسقى بالشربات، يمكن تزيينها بالمكسرات أو جوز الهند حسب الرغبة.

القطايف، هي عروس مائدة الإفطار في مصر ودول الشام، ويتم تحضيرها بالمكونات التالية: عجينة قطايف، جوز أو جبن، سكر، قرفة، ماء زهر، شربات.

أما طريقة التحضير فيتم حشو القطايف بالجوز أو الجبن، تُقلى أو تُخبز، ثم تُسقى بالشربات أو العسل حسب الرغبة.

أما الشباكية المغربية، فتعتبر الحلوى الوحيدة التي لا يمكن أن تكون غائبة طيلة أيام شهر رمضان في المائدة المغربية، وتتكون من  دقيق، زبدة، سمسم، ماء زهر، خميرة حلويات، عسل، زيت للقلي.

وبعد خلط المكونات كاملة، بعد أن يتم طحن السمسم، يتم تشكيل العجينة على هيئة شباك، ثم تُقلى، وتُغمس في العسل، وتزين مرة أخرى بالسمسم.

في الجزائر تشتهر مائدة الإفطار بالزلابية، من بين حلويات رمضان التي لا تحتاج الكثير من المكونات لتحضيرها.

وتتكون من دقيق، خميرة، ماء، زيت للقلي، شربات، إذ تخلط المكونات وتقلى على شكل حلقات، وبعد ذلك تقلى وتسقى بالشربات.

وبنفس المقادير تقريباً، يتم تحضير لقمة القاضي الشهيرة في دول الشام، والتي يتم تحضيرها على شكل عجن المكونات، وتركها لتخمر، ثم تشكل على شكل كويرات، التي يتم قليها في الزيت، وتُسقى بالشربات.

كل وصفة من هذه الوصفات تحمل بصمة ثقافية فريدة تعبر عن تراث وعادات شعوبها، ممزوجة بالمحبة والدفء الذي يجمع العائلات على مائدة الإفطار في رمضان.

مشروبات رمضان 

تكتسب مشروبات رمضان أهمية كبيرة في ترطيب الحلق وإعادة الحيوية والنشاط للجسم بعد ساعات الصيام الطويلة.

ومن الشرق إلى الغرب، يزخر المطبخ العربي بمجموعة واسعة من المشروبات الرمضانية، في قائمة وصفات رمضان، سواء كانت باردة لتلطيف حرارة الجو، أو ساخنة لتوفير الدفء في الأمسيات الباردة.

وبعض هذه المشروبات لها تاريخ طويل، جعل منها نوعاً من أنواع الثقافة وحضارة البلدان التي تحضرها، الشيء الذي يجعل من الصعب الاستغناء عنها في الشهر الفضيل.

من بين هذه المشروبات يوجد قمر الدين، الذي تشتهر به دول الشام ومصر، والذي يتم تحضيره من لفة قمر الدين، ماء، سكر حسب الرغبة، إذ ينقع في الماء ليلة كاملة، ثم يُخلط في الخلاط، ويُصفى ويُحلى حسب الذوق.

التمر الهندي من بين مشروبات رمضان الشهيرة، والذي يحتاج تحضيره لتمر هندي، ماء ساخن، سكر، ماء ورد، ويحضر بعد نقع التمر الهندي في الماء الساخن، يُصفى ويُحلى بالسكر، يُضاف ماء الورد للنكهة.

يوجد كذلك مشروب الجلاب، الذي يشرب بشكل كبير في دول الخليج، ويتكون من دبس التمر، ماء الورد، ماء جلاب، صنوبر، زبيب. 

من أجل تحضير هذا المشروب،  يُخلط دبس التمر وماء الورد مع الماء، يُقدم بارداً مع إضافة الصنوبر والزبيب.

من بين المشروبات الباردة الأخرى، يوجد عرقسوس في مصر، الذي يتم تحضيره بعد نقع عرق السوس في الماء، يُصفى ويُقدم بارداً، يُحلى حسب الذوق.

أما في المغرب فتشتهر بعض المدن بمشروب اللوز، الذي يتكون من لوز مطحون، يضاف إليه السكر وماء الزهر والماء البارد، يُخلط جيداً، ثم يقدم مع الإفطار.

هناك مشروب ساخن شهير في الموائد المغربية كذلك، وهو الشاي بالنعناع، الذي يتكون من الشاي الأخضر، والنعناع، والسكر والماء.

يحضر هذا المشروب عن طريق غلي الماء وصبه على الشاي الذي يتم غليه مجدداً، ثم يوضع النعناع والسكر، ويتم قلبه من الإبريق إلى الكأس، حتى تتجانس المكونات، ويشرب ساخناً.

السوبيا كذلك شهيرة في الوطن العربي، مكونة من دقيق أرز، جوز الهند المبشور، سكر، فانيليا، ماء، إذ يخلط دقيق الأرز مع الماء والسكر، يُضاف جوز الهند والفانيليا، يُبرد ويُقدم ساعة الإفطار.

هذه المشروبات تقدم لمسة من الانتعاش والدفء لموائد رمضان، معززةً بنكهات تنبض بالحياة والطاقة، وتساعد على الترطيب والتجديد بعد يوم طويل من الصيام.