أصولها عثمانية ووصلت إلى المغرب عن طريق الجزائر.. “الشباكية”، أشهر الحلويات الرمضانية المغربية

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/16 الساعة 12:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/16 الساعة 12:35 بتوقيت غرينتش
حلوى الشباكية| shutterstock

عند حلول شهر رمضان، يكون من البديهي وجود حلوى الشباكية في طاولة إفطار جميع الأسر المغربية، وذلك لأنها تعتبر واحدة من بين أشهر الأطباق الرمضانية، التي يحبها الكبير قبل الصغير.

إذ إن هذه الحلوى التي تحتاج مكونات بسيطة، وساعات طويلة للتحضير، يتم بيعها في كل مكان في المغرب، من المحلات الشعبية الصغيرة، وصولاً إلى المخابز الكبرى والشهيرة.

ويمكن اعتبار أن من يقوم ببيع الشباكية قبل شهر رمضان، حتى عيد الفطر، من بين أكثر التجار ربحاً خلال الشهر الفضيل، بسبب ازدياد الطلب عليها بشكل كبير، وعدم قدرة جميع النساء على تحضيرها في المنزل.

وللشباكية العديد من الأسماء، التي تختلف من مدينة إلى أخرى، ففي مدينة الرباط العاصمة يطلق عليها اسم "المخرقة"، أما سكان مدينة فاس فيسمونها "الغريوش"، فيما اختار لها سكان الشمال اسم "كليوش".

ويتم تناولها بالعديد من الطرق، فبعض المغاربة يحبون تناول الشباكية مع الشاي المغربي بالنعناع، فيما هناك من يقوم بتناولها إلى جانب حساء "الحريرة" الشهير، في الوقت الذي يختارها البعض الآخر لكسر الصيام، قبل تناول أي شيء آخر.

محل شعبي لبيع الشباكية |shutterstock
محل شعبي لبيع الشباكية |shutterstock

أصل حلوى الشباكية

هناك العديد من الروايات التي تحكي عن أصل حلوى الشباكية المغربية، إلا أن أبرزها هي تلك التي تشير إلى أنها جاءت من تركيا عبر الجزائر، خلال فترة الحكم العثماني.

وذلك لأن الشباكية من بين نوع حلوى "المعسلات"، مثل البقلاوة، والحلقة في تركيا، و"القريوش" في الجزائر، و"المشبك" في سوريا ودول الشام.

والعامل المشترك بين كل هذه الحلويات هو أنها توضع في العسل مباشرة بعد الانتهاء من طبخها، في حين أن مكونات كل واحدة مختلفة، وذلك لأن كل دولة من هذه الدولة تركت بصمتها الخاصة على هذا النوع من المعسلات حسب ثقافتها. 

أما الرواية الأخرى تقول إن حلوى الشباكية جاءت إلى أرض المغرب خلال فترة حكم المسلمين الأندلس، وبعد أن طردوا منها، استمر سكان المغرب في تحضير هذا النوع من الحلويات، وتم توارثها بين الأجيال، لتصبح الحلوى الأشهر في شهر رمضان. 

الشباكية والشاي المغربي| shutterstock
الشباكية والشاي المغربي| shutterstock

أسطورة الشباكية.. طريقة للتعبير عن الحب 

هناك بعض الأساطير التي حيكت عن حلوى الشباكية، والتي ترويها الجدات المغربيات إلى أحفادهن، لكن لا يمكن القول إنها حقيقية، لأنه لا يوجد أي دليل ليها.

وهذه القصة الأسطورية تقول إن هناك بائع حلويات متجولاً، كان يجوب الحارات والشوارع ليعرض بضاعته على السكان، وكان دائماً يحب الوقوف تحت شباك إحدى البيوت ويبيع حلوياته هناك.

وكان دائماً بائع الحلويات هذا يشاهد فتاة فاتنة الجمال تطل عليه من الشباك الذي يقف بالقرب منه، لتطلب منه أن يبيعها الحلوى، ومن كثرة إعجابه بجمالها قرر صنع حلوة بشكل شباك بيتها.

فقام بائع الحلويات بتزيين هذه الحلوى بالعسل ليعبر عن حلاوتها وجمالها، ثم قدمها لها تعبيراً عن إعجابه بالجمال الذي وصفه على طريقته من حلوى وعسل.

الشباكية في الطاولة الرمضانية المغربي| shutterstock
الشباكية في الطاولة الرمضانية المغربي| shutterstock

مكونات الشباكية

طريقة تحضير الشباكية ليست صعبة، لكنها تحتاج لضبط التقنية خلال عملية التشبيك، ثم القلي، وصولاً إلى غمرها في العسل، لنتعرف عليها.

نحتاج في المكونات إلى:

• 1 كغ طحين أبيض

• كوب سمسم محمص ومطحون بشكل ناعم: ما يعادل 100 أو 120 غم

• كوب من اللوز المحمص والمطحون بشكل ناعم: ما يعادل 100 أو 120 غم

• 1 ملعقة كبيرة غير مملوءة من القرفة

• 1 ملعقة كبيرة من اليانسون

• قليل من الملح

• قليل من اللبان العربي، وتسمى في المغرب بـ"المسكة الحرة"

• 1 كوب غير مملوء بزبدة ذائبة إلى أن يصبح لونها بنياً، تعادل 160 مل

• 1 كوب غير مملوء بزيت نباتي أو زيت زيتون، ما يعادل 160 مل

• 1 صفار بيض

• 1 ملعقة صغيرة خميرة حلوى

• نصف كوب مملوء بالخل، ما يعادل 70 مل

• 1 كوب وربع ماء زهر، ما يعادل 250 مل

• زيت للقلي

• سمسم محمص للتزيين

ويمكن استعمال العسل الجاهز، أو تحضيره في المنزل، ومن أجل ذلك نحتاج إلى:

• 2 كيلو سكر

• 1 لتر ماء

• 1 ليمونة مقطعة إلى ثلاثة أجزاء

• القليل من عود القرفة تم نتركه يطهى لمدة 45 دقيقة

1- نضع الطحين في طبق كبير، ونضيف دقيق اللوز والملح ودقيق السمسم المحمص دون زيت واليانسون المحمص والمطحون، والقرفة، وخميرة الحلويات.

2- نخلط جيداً كل المكونات الجافة، ثم نضيف ماء الزهر وصفار البيض، والخل، والزبدة المذابة، والزيت، ونعجن بقوة لتشكيل عجينة متجانسة وقابلة للتشكيل.

 3- نقسم العجينة إلى كرات متوسطة ومتساوية الحجم، ثم نغطيها بالبلاستيك أو قطعة قماش نظيف، حتى لا تجف، ويصبح من الصعب تشكيلها.

4- يتم أخذ كل كرة على حدة وفردها إلى أن تصبح ذات طبقة رقيقة، لكن لا يجب أن تصبح شفافة.

5- يتم تقطيع العجين إلى مربعات متساوية، ثم وضع خمس خطوط من أجل إدخالها في بعضها، وهي العملية التي تسمى بالتشبيك.

6- ومن أجل بدء التشبيك يتم تثبيت الزاويتين المتقابلتين (يمين/يسار) وإلصاقهما معاً بشكل جيد، ثم يتم سحب اليد اليسرى قليلاً إلى اليسار واليد اليمنى قليلاً إلى اليمين لنتمكن من إخراج الزوايا الملتصقة مع تشابك الأطراف، لتصبح العجينة مثل الوردة.

7- يتم قلي الشباكية في حمام زيت ساخن، وبعد أن تكتسب لوناً ذهبياً من الجانبين، يتم تصفيتها من زوائد الزيت، وغمسها في العسل، ثم تصفيتها من العسل الزائد، ورشها بالسمسم المحمص، لتكون جاهزة للتقديم.

يمكن حفظ حلوى الشباكية لمدة طويلة، قد تتجاوز الشهر الواحد، إلا أنه مع مرور الوقت يمكن أن تفقد كمية كبيرة من العسل الذي تم غمسها فيه، لذلك يمكن إضافة العسل عليها من فترة إلى أخرى.

تحميل المزيد