رمضان بلا سكر.. إليك تجربتي وكيف تأثرت بشرتي وصحتي

عدد القراءات
2,143
عربي بوست
تم النشر: 2020/05/18 الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/03 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش

في إحدى عزومات رمضان على بوفيه مفتوح قامت صديقتي لتناول الحلويات بعد الانتهاء من الإفطار وسألتني: ماذا أود أن أتناول منها؟ فقلت: لا، أنا رمضاني بلا سكر، فأجابت رولا: هل أنتِ جادة؟! رمضان يسمى رمضان السكر والحلويات. 

رمضان شهر الصيام الذي يعتبر من أفضل الطرق التي تساعد الجسم على تجديد الخلايا وتنظيف الأعضاء والأجهزة الداخلية من السموم في حال طبقنا الصيام الصحيح الذي يعتمد على إفطار وسحور بشكل صحي، لكن رمضاننا في العالم العربي والإسلامي خضع للكثير من العادات والتقاليد التي تعتبر في أغلبها غير صحية، وتوارثناها عن آبائنا وطبقناها دون البحث فيما لو كانت تفيد أجسادنا فعلاً.

من أربع سنوات خضت تجربة اسمها #رمضان_بلا_سكر وفكرتها الأساسية تكمن في استبعاد السكر الأبيض المصنّع من الطعام بشكل تام واستبداله بمنتجات صحية مثل العسل أو شراب القيقب أو سكر استيفيا المحلي الطبيعي، بالإضافة لاستبدال كل أنواع النشويات البيضاء بالنشويات السمراء، فقمت باستبدال الخبز الأبيض بالأسمر والأرز الأبيض بالأسمر أو البرغل، حتى المعكرونة اخترت الأنواع السمراء المصنوعة من حبة القمح الكاملة.

ما الهدف الحقيقي من وراء هذه التجربة؟

في الحقيقة الإدمان على السكر إحدى أخطر عادات الإدمان الطعامية التي تؤثر بشكل سلبي على الوزن والصحة العامة للإنسان، ومن خلال مشاهداتي وعادات الناس وجدت أن قطع السكر لفترة تتجاوز العشرين يوماً إلى شهر هو من الأمور التي ربما تساعد في تخفيف الإدمان تجاه السكر، مع الملاحظة أنها لا تنفع كل الناس، لأن البعض قد يصيبه انخفاض في المزاج حاد بسبب حذف السكر دون البدائل الصحيحة ودون الوعي الكافي تجاه التجربة.

في إحدى التجارب الشهيرة التي أجريت على فئران التجارب في المختبرات تم إعطاء الفئران محلولاً سكرياً لفترة طويلة ثم قطع هذا المحلول السكري عنها بشكل كامل، فوجد الباحثون أن أعراض قطع السكر عن الفئران تشابهت كثيراً مع أعراض قطع المواد المخدرة عنهم، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن السكر له تأثير المواد المدمنة التي قد تكون خطرة جداً، لأننا نتعامل معه على أنه مادة آمنة ولا بأس باستخدامه بشكل يومي.

فكانت هذه التجربة في السنة الأولى لي كتحدٍّ لذاتي حتى أرى الآثار التي سأجنيها جراء خوض هذه التجربة، وسأحكي باختصار ما وجدت:

1- لاحظت تحسناً كبيراً على بشرتي من ناحية قلة ظهور الحبوب وصفاء البشرة، وهنا أود الإشارة إلى أن شهر رمضان نقوم فيه بشرب الكثير من الماء، لذا أظن أن العاملين كانا لهما التأثير الإيجابي على البشرة.

2- رغم أنني في وزن طبيعي ولا أحتاج لخسارة أي وزن، لكني بسبب إيقاف السكر لمدة شهر، وبالتالي كل أنواع الحلويات الرمضانية مثل القطايف والكنافة وغيرهما، لاحظت خسارة 3 كيلو بلا أي جهد، كنت فقط ملتزمة بإفطار وسحور بكميات متوازنة. 

3- الفائدة الأكبر التي جنيتها من هذه التجربة أنني استطعت تخفيف تعلقي بالحلويات والسكر عموماً، لذا بعدها أصبح من الأسهل عندي ألا أتناول أي نوع منها لفترات طويلة، و لا أشعر بحاجتي لها إطلاقاً. 

4- بدائل السكر التي تعرفت عليها كانت كثيرة ومنها ما كنت أجهله قبل هذه التجربة، مثل شراب القيقب مثلاً الذي يصنع في كندا بشكل كبير، وهو سائل شبيه بالعسل من مصدر طبيعي. 

5- بدأت باكتشاف وصفات لذيذة وصحية للحلويات لا تحتاج إلى السكر الأبيض، مثل بسبوسة التمر أو كيكة الفواكه، وبالتالي قمت باستخدام مصادر طبيعية لإعطاء طعم الحلاوة الذي نرغب به بلا احتياج لأي سكر أبيض مصنّع، وهذه نعمة عظيمة. 

6- أصبحت الفاكهة جزءاً لا يتجزأ من يومي، حيث إنها بديل رائع لطعم السكر الطبيعي، بالإضافة إلى أنها غنية بكثير من العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن والألياف والماء أيضاً. 

7- خوض مثل هذه التحديات جعل الناس يتحمسون لتجربتها، وبالتالي نشر الوعي الصحي كان إحدى أهم النتائج التي أفخر أنني ساعدت بوصولها إلى المجتمع. 

أذكر أنني في السنة الأولى للتحدي هذا خضته وحدي، حتى أهلي كانوا مستغربين جداً منه، لكن بعد النتائج التي شاركتها معهم في نهاية التحدي بدأ الكثير منهم بالتأثر بالفكرة من العائلة والأصدقاء ومتابعيّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي كل سنة كان العدد يزداد باطراد، حتى وصل الأمر إلى أن البعض منهم بدأوا بخوض التحدي في أشهر غير شهر رمضان، ومشاركتي نتائجهم الإيجابية من خسارة وزن وتحسن بالنشاط العام للجسم والتعود على مصادر السكر الطبيعية وتقليل الاشتهاء للحلويات والسكر، لذا يا أصدقائي أدعو كل من لديه مشكلة في الإدمان على السكر أو الحلويات والمعجنات لخوض تجربة شهر بلا سكر أو رمضان بلا سكر. 

نصيحة أخيرة: إذا وجدت أن هذه التجربة صعبة عليك، فجرب أن تقوم بتخفيف السكر بشكل تدريجي في طعامك أو على الشاي والقهوة مثلاً، وستجد بعد فترة أن طريقة التدريج قد تكون حلاً من الحلول التي تساعدك في اتباع نظام صحي مفيد لجسمك ولنفرض مثلاً أنك تشرب كوباً من الشاي بثلاث ملاعق من السكر فخطط لتخفيف السكر لمدة شهرين وكل أسبوع تقوم بإنقاص الكمية بمعدل نصف ملعقة فقط بعد شهر من التجربة ستجد أنك تشرب كوب الشاي بملعقة سكر واحدة وهذه طريقة فعالة جداً لمن يرغب وتذكر أنه لا فرق في الطرق المهم أن نصل إلى الهدف الذي نرجو، لكن المجد دائماً لمن يقبل التحدي. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

رولا علوش
اختصاصية تغذية
رولا علوش، مهندسة غذائية وحالياً طالبة ماجستير في تخصص التغذية والحميات في إسطنبول. مهتمة بمجال الوعي الصحي الإنساني وارتباطه بجودة الحياة، ولي برامج ومشاركات إعلامية في المجال الصحي الغذائي.
تحميل المزيد