مع أن معظمنا يتوق إلى تلك الساعة اللذيذة من الشعور بالاسترخاء والتخمة، لكن إحساس امتلاء المعدة الزائد عن اللازم بعد الإفراط في تناول الطعام قد يجعلك سرعان ما تشعر بالندم والألم على حد سواء. وبسبب شعور عدم الراحة، تفكِّر "ربما لم يكن عليّ التهام كيس الشيبس الضخم كاملاً بعد انتهائي من البيتزا الكبيرة وعبوة المشروب الغازي العائلية!".
في هذا التقرير نستعرض لك كيف يمكنك التصرف عند الشعور بالتخمة وألم المعدة بعد جلسة من الإفراط في تناول الطعام، وكيف من الممكن أن تساعد نفسك في الشعور بشكل أفضل.
الإفراط في تناول الطعام أمر طبيعي.. كلنا هذا الرجل!
أول شيء يجب أن تعرفه هو أن الإفراط في تناول الطعام أمر طبيعي تماماً، كلنا نفعل ذلك من وقت لآخر. وتقول فيرونيكا جارنيت، خبيرة التغذية والصحة العامة، بحسب موقع Cosmopolitan: "لا بأس بأن تأكل أكثر من اللازم، أحياناً يكون الشعور بالامتلاء الزائد مريحاً بنسبة ما. ومن الشائع دوماً أن يتناول الناس أكثر من سعتهم في وجبات الأعياد أيام العطلات".
ومن المفيد أيضاً أن تفهم سبب معاناتك من الألم والانتفاخ عند حدوث ذلك. فإذ يمكن أن يؤدي الجمع بين الوجبات والمشروبات والهواء المبتلع والغازات الثانوية لعملية الهضم إلى تمدد معدتك وعضلات بطنك وأمعائك الدقيقة إلى أقصى حد إلى حدوث هذا النوع من الألم.
ومع ذلك، قد تسبب لك جلسات الإفراط في الأكل شعوراً بالضيق والذنب، علاوةً على تأثيرها الجسدي السلبي سواء في إحساس الامتلاء الزائد أو مشاكل الهضم والمعدة بسبب تناول كل شيء في وقت واحد. لذلك ينصح موقع Healthline الصحي باتباع الخطوات التالية:
1- اذهب في تمشية قصيرة
يمكن أن يساعدك المشي مباشرة بعد الإفراط في تناول الطعام على تصفية الذهن وجعل الجسم يشعر بالتحسن بصورة سريعة.
وثبت أن المشي يساعد في تسريع إفراغ المعدة وتسهيل عملية الهضم، ما قد يخفف من الشعور بعدم الراحة والامتلاء أو الانتفاخ الناجم عن الإفراط في تناول الطعام.
ويمكن أن يساعد المشي أيضاً في حرق بعض السعرات الحرارية الإضافية التي قد تكون قد اكتسبتها أثناء جلسة الشراهة المثيرة للذنب.
وبحسب Healthline، أظهرت إحدى الدراسات أن النساء البدينات اللائي يمشين 50-70 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 12 أسبوعاً فقدن 1.5% من كتلة دهون الجسم، بما في ذلك كمية كبيرة من دهون البطن.
كما يمكن للمشي أيضاً أن يحسِّن المزاج ويقلل من بعض المشاعر السلبية التي قد تؤدي إلى الأكل العاطفي أكثر بعد إحساس الذنب نتيجة الإفراط في الأكل، ما قد يدفع الشخص إلى حلقة مفرغة من الإفراط في تناول الطعام والإحساس بالضيق والذنب.
في الواقع، يمكن أن يحفز النشاط البدني إطلاق النواقل العصبية المهمة مثل السيروتونين والنورادرينالين، والتي يمكن أن تساعد في الحماية من حالات مثل الاكتئاب والقلق النفسي. وهو يحسِّن الحالة المزاجية ويقلل من الشعور بالتوتر، ما قد يساعد في منع نوبات الشراهة المستقبلية.
لا تفرط في ممارسة التمارين والإحماءات الرياضية
قد يكون أحد ردود الفعل الفورية بعد جلسة من الإفراط في تناول الطعام، هي محاولة القيام بنوبة أخرى مضادة من التمارين القاسية والإحماء. وهو الأمر الذي قد يؤتي بنتائج عكسية تماماً.
وقد تؤدي ممارسة الرياضة بشكل مفاجئ أكثر مما تعودت عليه في المعتاد إلى مخاطر عالية للإصابة أو في بعض الأحيان عواقب صحية أسوأ مثل النوبات القلبية.
وبحسب موقع Forbes، فإن كل الأمور التي يتم المبالغة في أدائها تؤدي لنتائج عكسية وسلبية وبالتالي لا ينبغي سوى القيام بتمارين معتدلة أو بسيطة بعد الإفراط في تناول الطعام. والانتظار لحين هضم الطعام والشعور أفضل لكي يتم بذل المزيد من الجهد.
لا تحاول تناول العقاقير والأدوية لعكس التأثير
إذا طور شخص ما عادة تناول دواء معين فهو يهدد سلامة جهازه الهضمي؛ لأنه في الواقع لا يوجد عقار أو مكمل من نوع معين يمكنه مواجهة آثار الإفراط في تناول الطعام بأمان ودون آثار جانبية، وفقاً لموقع Forbes. لذلك كن حذراً جداً بشأن الادعاءات القائلة إن بعض المنتجات يمكن أن تساعد في تسريع الهضم أو تخفيف أعراض الإفراط في تناول الطعام.
لا تستلقِ وقاوم رغبتك في الخلود إلى النوم أو نيل قيلولة قصيرة
بدلاً من الاستلقاء على أريكتك بعد الشعور بالتخمة، أو التجرؤ والخلود إلى النوم في السرير بشكل مباشر، قاوم تلك الرغبة بكل ما أوتيت من قوة؛ إذ من الممكن لذلك أن يضاعف من المشكلة ومن شعورك بعدم الراحة وألم المعدة.
وبدلاً من ذلك، حاول القيام بأي نشاط سهل وخفيف يبقيك مشتتاً عن الرغبة في النوم والاستلقاء. سواء من خلال مشاهدة التلفاز أو عبر الاتصال بصديق؛ المهم أن تحاول أن تظل منتصباً.
وبحسب Cosmopolitan، يمكن أن يضغط الاستلقاء على المعدة ويسبب زحف حمض المعدة إلى المريء، ما يؤدي إلى حرقة المعدة وتفاقم مشاكل الهضم.
ولكن إذا كنت تشعر بالألم حقاً لدرجة لا يمكنك فيها إلهاء نفسك أو الشعور بالراحة، ففكر إذن في تناول عقارات مضادة للغازات بدون وصفة طبية أو تجربة أحد مضادات الحموضة لتقليل إنتاج الحمض الإضافي الذي يحدث عند الإفراط في تناول الطعام. لكن مرة أخرى، يُنصح بهذا فقط إذا كان لديك ألم شديد في المعدة. لكن بخلاف ذلك، ما عليك سوى الجلوس بهدوء ومعرفة أن شعور الانزعاج سوف يزول في النهاية.
استأنف نظامك الغذائي المعتاد في أسرع وقت ممكن
يجب أن تكون حلقة الإفراط في الأكل مثل الحلقة السيئة في مسلسل تلفزيوني جيد بشكل عام. كلما عاد كل شيء إلى طبيعته مبكراً بعدها، قلّ تأثير تلك الحلقة في تقييمك للعمل ككل.
وتحدث المشكلات عندما تؤدي نوبة الإفراط في الأكل إلى تغيير لاحق نحو الأسوأ في نمطك الغذائي المعتاد، إذ يمكن أن تؤدي نوبات الإفراط في تناول الطعام إلى السقوط بئر من استئناف العادات الصحية سيئة التي كنت قد تمكنت من تجنبها لفترة طويلة .
لذلك، كلما عدت سريعاً إلى نمطك الصحي، كان ذلك أفضل.
أيضاً، يمكن لوجبة كبيرة مفاجئة أن تجعلك تشعر بالجوع أكثر في صباح اليوم التالي. لذا كن حذراً بشأن ما تأكله في اليوم التالي. ويمكنك تقليل ما تأكله خلال الأيام القليلة المقبلة للمساعدة في إنقاص بعض الوزن الذي اكتسبته كأقصى تقدير، ولكن لا تقم بإجراء تغييرات كبيرة لأنها قد لا تكون مستدامة وقد تؤتي بأثر عكسي، وفقاً لـForbes.
في نهاية المطاف.. لا تقلق، ولكن لا تجعلها عادة
في النهاية، يمكنك التغلب على نوبة الإفراط في الأكل هذه وما يصاحبها من مشاعر الندم أو الذنب أو الاشمئزاز أو الألم، ما لم تجعل الإفراط في تناول الطعام عادة متكررة.
وتذكر أن الإفراط في تناول الطعام ليس حدثاً كارثياً أو لا يمكن الرجعة منه. فقط كن لطيفاً مع نفسك وكن لطيفاً على جسدك وستشعر بتحسن في غضون ساعات قليلة. المهم ألا تعاود الكرة على فترات متقاربة وإلا أصبحت عادة سيصعب عليك التخلص منها!