توصل بحثٌ جديد إلى أن الحمية النباتية تقلل خطر السكري بحوالي 25%.
ووجد تحليلٌ، أُجري على أكثر من 300 ألف شخص، أن هؤلاء الذين يعتمد نظامهم الغذائي بشكلٍ رئيسي على النباتات أقل عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني المرتبط بالسمنة.
ويقول العلماء إن هذه النوعية من الأغذية غنيةٌ بمضادات الأكسدة التي تحمي الجسم ضد الأمراض المميتة المحتملة.
وترفع هذه الأغذية من حساسية الجسم تجاه الأنسولين -الهرمون المسؤول عن التحكم في مستوى السكر في الدم- وتخفض وزن الجسم.
الحمية النباتية تقلل خطر السكري
وقال فريق العلماء الأمريكي، وفق ما نشرت صحيفة The Telegraph، إن الأغذية النباتية تحارب أيضاً الالتهاب.
هذه الدراسة هي الأولى من نوعها، لأنها تفرق أيضاً بين الأنظمة الغذائية النباتية الصحية وتلك التي تعتبر أقل صحيةً.
وتشتمل الحمية الغذائية النباتية الصحية على الفاكهة، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والمسكرات، والبقوليات، بينما تحتوي الحميات الغذائية النباتية الأقل صحيةً على البطاطا، والدقيق الأبيض، والسكر، وكميات صغيرة من المنتجات الحيوانية.
ووجدت الدراسة أيضاً أن العلاقة بين الحمية الغذائية وتقليل خطر الإصابة بداء السكري باتت أكثر وضوحاً بالنسبة لهؤلاء الذين يتبعون حميةً تركز على الأغذية النباتية الصحية وتقلل استهلاك الأطعمة غير الصحية.
وقال تشي سون، أستاذ التغذية في كلية تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد في بوسطن: "بشكلٍ عام، تؤكد هذه البيانات على أهمية الالتزام بحمية غذائية نباتية للتمتع بصحةٍ جيدة" .
وأضاف: "يجب أن يختار الناس الفاكهة والخضراوات الطازجة، والحبوب الكاملة، والتوفو، وغيرها من الأطعمة النباتية الصحية كعناصر أساسية في حمياتهم الغذائية" .
وتابع: "ارتبط ارتفاع درجة الالتزام بالعادات الغذائية النباتية بخفض معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، خاصةً عندما تكون الأغذية الصحية النباتية، مثل الفاكهة، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات متضمنة في تعريف الحمية الغذائية النباتية" .
وتحمي من سكر النوع الثاني أيضاً
وتؤكد هذه النتائج، المنشورة في صحيفة JAMA Internal Medicine، الأدلة التي تشير إلى أن الحميات الغذائية هي أداة حيوية للتعامل مع وضعٍ يؤثر على حوالي 4 ملايين شخص في بريطانيا.
ويعاني غالبية هذا العدد، 9 من كل 10 أشخاص، من داء السكري من النوع الثاني، الذي يمكن تجنبه بإحداث تغييرات في نمط الحياة الشخصية.
ووجد سون وزملاؤه أيضاً أن العلاقة بين الحمية الغذائية وداء السكري كانت أقوى لدى الأشخاص الذين يركزون في أنظمتهم الغذائية على الأطعمة النباتية الصحية.
وقال فرانك تشيان، وهو باحث رئيسي في الدراسة: "حظيت أنماط الحميات الغذائية النباتية بشهرةٍ خلال السنوات الأخيرة" .
وتابع: "لذا اعتقدنا أنه من المهم تحديد العلاقة الكمية بين هذه الحميات وخطر الإصابة بداء السكري، نظراً لأن هذه الحميات تختلف اختلافاً جوهرياً في العناصر الغذائية المكونة لها" .
وأشارت دراسات سابقة إلى أن الحميات الغذائية النباتية ربما تساعد في تقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
لكن كان هناك نقصٌ في الأبحاث التي تحلل جميع الأدلة الطبية بشأن العلاقة السالف ذكرها.
وفقاً للباحثين، فإن نتائجهم توفر أكثر البيانات شمولاً التي تدعم العلاقة بين الحمية الغذائية النباتية وداء السكري.
واستخدم الباحثون بيانات من 9 دراسات سابقة، شملت 307099 مشاركاً، وكان 23544 منهم مصابين بداء السكري من النوع الثاني.
وكان يعاني حوالي 549 ألف شخص من داء السكري من النوع الثاني لكنهم لم يكونوا على علمٍ بذلك.
وقالت منظمة Diabetes UK إن الحمية التي تحتوي على أغذية غنية بمضادات الأكسدة، مثل الفاكهة والخضراوات، مرتبطة بخفض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
فضلاً عن الفاكهة والخضراوات، هناك أطعمة أخرى مثل الحبوب الكاملة، والمكسرات، والبذور، والبقوليات، والأطعمة المخمرة مثل اللبن الرائب، تحمي من الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
وتقول المنظمة إن أفضل طريقة لتقليص خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني هي الحفاظ على وزنٍ صحي عبر اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.