إن كنت تستمتع بتناول فاكهتك المفضلة مثل الموز والتفاح والبرتقال، فأنت مدين بذلك لقرون طويلة من عمليات تهجين النباتات، فالكثير مما نأكله اليوم من فواكه وخضراوات تختلف كلياً عن شكلها وطعمها في الطبيعة.
عدل البشر صفات هذه الفاكهة والخضراوات من خلال التكاثر الانتقائي والتهجين، وخلقوا أنواعاً جديدة من الصفات المرغوبة، بما في ذلك المظهر والنكهة؛ بل ابتكروا أنواعاً من الفواكه الشائعة في يومنا هذا، والتي لم تكن موجودة أصلاً.
فيما يلي قائمة بالخضراوات والفواكه التي ربما لم تكن تعلم أنها من صُنع الإنسان:
1- بفضل عملية تهجين النباتات تخلصنا من بذور الموز
الموز ليس من صنع الإنسان، لكن التدخل البشري شكل تطوره بشكل كبير. الموز الذي نتمتع به اليوم بمذاقه الحلو، وانعدام البذور هو نتاج أكثر من 7000 عام من التربية الانتقائية التي شملت نوعين من أنواع الموز البرية؛ "موسى أكوميناتا"، و"موسى بالبيسيانا". بينما كان الموز البري قبل عمليات التهجين لا يمكن مضغه بسهولة ومليء بالبذور.
ألقت الأبحاث العلمية الحديثة ضوءاً جديداً على التدجين القديم للموز، الذي يعود تاريخه إلى حوالي 7000 عام. من خلال تحليل جينومات ما يقرب من 1000 نوع من أنواع الموز البرية والمزروعة، اكتشف الباحثون أن العديد من أحداث التدجين المستقل حدثت عبر جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ.
قام المزارعون الأوائل باختيار ونشر أفضل النباتات خلال هذه العملية؛ ما أدى إلى أحداث تهجين معقدة بين الموز البري. وقد ساهم ذلك في تطوير أصناف متنوعة مزروعة ذات سمات مرغوبة، مثل عدم البذور وزيادة الحلاوة.
2- الذرة كانت أصغر وأقل إنتاجاً
الذرة هي أكبر قصة نجاح زراعي للأمريكتين، منذ بدايتها كعشب بري قبل 7000 عام أو أكثر في المكسيك لتصبح واحداً من ثلاثة محاصيل غذائية وأعلاف مهيمنة في العالم الحديث.
تم تدجين الذرة لأول مرة من قبل السكان الأصليين في جنوب المكسيك منذ حوالي 10 آلاف عام. فبينما كانت نبات الذرة البري يحمل عدداً قليلاً جداً من الحبوب وعُرضة للأمراض والآفات، ولكن بعد العديد من عمليات التهجين وصلت لشكلها الحالي.
وانتشرت ثقافتها بحلول وقت الاستيطان الأوروبي في أمريكا الشمالية، وعلم الأمريكيون الأصليون المستعمرين الأوروبيين زراعة الحبوب الأصلية.
ومنذ دخولها إلى أوروبا بواسطة كريستوفر كولومبوس والمستكشفين والمستعمرين الآخرين، انتشرت الذرة في جميع مناطق العالم المناسبة لزراعتها، حيث ينضج محصول الذرة في مكان ما في العالم تقريباً كل شهر على مدار العام. إنه أهم محصول في الولايات المتحدة وهو غذاء أساسي في العديد من الأماكن.
3- الجزر لم يكن برتقالياً
يعود أصل اكتشاف الجزر إلى أكثر من 1000 عام في الشرق الأوسط. في الأصل، لم يكن للجزر لونه البرتقالي اللامع الذي نعرفه. بدلاً من ذلك، كان مظهره أكثر نعومة ولونه أبيض أو أرجواني.
في الواقع، تم إنشاء العديد من ألوان الجزر مع مرور الوقت من قِبل المزارعين سواء عن قصد أو عن غير قصد. اللون البرتقالي الذي نعرف أن الجزر يمتلكه اليوم يأتي من مادة "بيتا كاروتين"، والذي يعطي الجزر أيضاً فيتامين أ.
4- البرتقال اخترعه البشر!
يعتبر البرتقال من أكثر الفاكهة شهرة في العالم.. إنها في الواقع فاكهة هجينة. ولم تكن موجودة كنوع مستقل بحد ذاته، يمكن إرجاع البرتقال إلى سلالة هجينة بين "البوميلو" و"اليوسفي" وأول ظهور لها يعود إلى الصين. ويرجع أقدم ذكر للبرتقال في الأدب الصيني إلى عام 314 قبل الميلاد.
في أوروبا، أدخل البرتقال إلى شبه الجزيرة الأيبيرية، والتي كانت تُعرف باسم الأندلس، ومع الزراعة على نطاق واسع ابتداءً من القرن العاشر، كما يتضح من تقنيات الري المعقدة التي تم تكييفها خصيصاً لدعم بساتين البرتقال.
أواخر القرن الخامس عشر أو بداية القرن السادس عشر، جلب التجار البرتغاليون أشجار البرتقال إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط. بعد ذلك بوقت قصير، سرعان ما تم اعتماد البرتقال الحلو كفاكهة صالحة للأكل.
5- الملفوف
الملفوف كما نعرفه مشتق من نبات الخردل البري منذ أكثر من 2500 عام. كان الرومان واليونانيون أول من هجَّن الملفوف الحديث، مما جعله أحد أقدم الخضراوات التي صنعها الإنسان في العالم الغربي.
بعد ظهور نبات الملفوف الحديث، تم تهجين نباتات أخرى منه، وأصبح للملفوف سلالة خاصة به. بعض الخضراوات التي تم صنعها بمساعدة الملفوف من صنع الإنسان تشمل الكرنب والبروكلي وبراعم بروكسل.
6- التفاح حامض المذاق ولا يمكن أكله
نشأت شجرة التفاح في جنوب كازاخستان وآسيا الوسطى، حيث لا يزال أسلافها البري يقيم. ومع ذلك، فإن أنواع التفاح البري حامضة وغير صالحة للأكل.
لذلك بدون تدخل بشري، ما كنا لنحصل على التفاح الحلو الذي يستمتع به الناس اليوم. بالإضافة إلى أكثر من 7500 نوع معروف من التفاح. تتم تربية الأصناف لمختلف الأذواق والاستخدامات.
7- الطماطم كانت صفراء أو خضراء
بينما كان أسلاف الطماطم اليوم فاكهة صغيرة صفراء أو خضراء. يعود تاريخ أقدم نسخة من الطماطم الحمراء إلى 700 ميلادي أنتجها الأزتيك ثم شقت الطماطم طريقها إلى ما نعرفه الآن باسم إسبانيا الجديدة. من هناك، استمرت شعبية الطماطم في النمو وانتشرت في العالم.
وعندما أحضره المستكشفون إلى إيطاليا وإسبانيا. كان يُعتقد أنه كان تفاحة سامة في القرن الثامن عشر الميلادي؛ لأن الناس اعتقدوا أن الأرستقراطيين ماتوا بعد تناولها. اتضح فيما بعد أنهم ماتوا بسبب التسمم بالرصاص الذي حدث عندما تسرب الرصاص للثمار من ألواح القصدير التي كان يتم حفظها فيها.
8- الباذنجان كان لونه أبيض
يشتهر الباذنجان بلونه الأرجواني المائل للسواد، لكنه في الماضي كان شكله مستديراً أو بيضاوياً، حتى إن بعضهم كان لديه أشواك ولونه أبيض. أو مائل للصفرة أحياناً. ولكن تم تربيتها بشكل انتقائي على مدار سنوات للحصول على لونها الأرجواني الداكن المميز.
9- الفراولة حجمها أكبر
الفاكهة الموجودة في الأسواق اليوم هي النسخة الأصغر من الفراولة البرية. تتمتع الفراولة البرية برائحة ونكهة أفضل، وكان حجمها يصل إلى 20 ضعف حجمها الطبيعي اليوم، لكن مدة صلاحيتها أقصر.
ظهرت الفراولة اليوم لأول مرة في فرنسا في القرن الثامن عشر؛ لكن بالنسبة لهذا النبات، بدأ برنامج التهجين قبل ذلك بكثير. بدأ علماء النبات الفرنسيون في زراعة الفراولة في القرن الثالث عشر الميلادي بمجرد أن أدركوا أن الفراولة البرية يمكن أن تتكاثر من خلال التهجين.
10 – البطيخ لم يكن لونه أحمر من الداخل
يعد البطيخ من أقدم الأطعمة على وجه الأرض؛ حيث إنه موجود منذ أكثر من ألف عام. في الواقع، وجد علماء الآثار بذور البطيخ في مستوطنة بليبيا عمرها 5000 عام. كما عثر على رسومات وبذور البطيخ في المقابر المصرية التي لا يقل عمرها عن 4000 عام. وكان أحد تلك المقابر للملك الشهير توت.
في الماضي، كان لون البطيخ أكثر شحوباً ويحتوي بذوراً أكثر.كما كان القشر أكثر سماكة.