«معاك في السِّكَّة».. مصريون يطلقون مبادرة لمواجهة غلاء الوقود.. الآلاف شاركوا فيها والانضمام إليها ليس بهذه السهولة

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/10 الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/10 الساعة 07:13 بتوقيت غرينتش
TO GO WITH AFP STORY: (FILES) A file picture dated 10 September 2007 shows cars stuck in a traffic jam in Cairo a few days before the start of the school year and beginning of the holy month of Ramadan. A permanent cacophony in Cairo, already suffering from a record high air pollution, makes the Egyptian capital one of the world's most unbearably noisy cities, according to scientific studies. AFP PHOTO/KHALED DESOUKI (Photo credit should read KHALED DESOUKI/AFP/Getty Images)

أطلق شباب مصريون مبادرة للمشاركة في تكاليف التنقل، ومساعدة مَن لا يملك سيارة، في محاولة منهم لمواجهة غلاء الوقود وتقليل الزحام.

وعبر موقع التواصل الاجتماعي Facebook أنشأ أحمد سيف (29 عاماً)، وهو محاسب بشركة تأمين خاصة، مجموعة "معاك في السكة (الطريق)"، وتقوم فكرتها على مشاركة الأعضاء سياراتهم الخاصة في مساعدة بعضهم البعض، وتوصيل مَن لا يملك سيارة إلى وجهته.

مبادرة تطوعية

وقال سيف، في تصريح لوكالة الأناضول، إن المبادرة تطوعية يقوم عليها ستة أفراد (5 شباب وفتاة)، يتقاسمون العمل بينهم، والغرض منها في الأساس خدمة قطاع كبير من الجماهير ممن لا يمتلكون سيارات، وبالتالي تعوقهم حركة التنقلات يومياً.

وأضاف أن المبادرة تهدف أيضاً إلى تخفيف حدة أسعار تعريفة وسائل نقل الركاب بعد زيادة أسعار الوقود، والأهم هو تخفيف حالة الزحام الموجودة في أنحاء مصر.

سيف أشار أيضاً إلى أن الفكرة جاءته قبل عامين، عندما اقترح عليه زميله في العمل، يقطن بجواره في مدينة الشيخ زايد (غرب القاهرة)، أن يحضرا معاً بسيارة أحدهما إلى عملهما بمنطقة المهندسين (نحو 25 كيلومتراً) بالتبادل لمدة أسبوع، توفيراً للبنزين وإراحة للسيارة وتوفيراً لقطع الغيار.

وبدأت الحكومة المصرية، في 16 يونيو/حزيران الماضي، تطبيق زيادة جديدة في أسعار الوقود تتراوح بين 17.4 و66.6%، وهي الثالثة خلال أقل من عامين.

وبيّن سيف أنه لم يستسغ الفكرة في بادئ الأمر، لكن مع تطبيقها كان الأمر جيداً، بل اقترح على صديقه تعميمها على كافة الزملاء في الشركة بأن يتقاسم السيارة أكثر من زميل، وأنشأوا مجموعة صغيرة كانت النواة للفكرة الحالية.

غلاء الوقود دفع المصريين للبحث عن بدائل لتقليل الخسائر
غلاء الوقود دفع المصريين للبحث عن بدائل لتقليل الخسائر

شروط وضمانات

وكانت الفكرة تقتصر على عدد بسيط، قبل أن يطلب سيف توسيعها بمشاركة أصدقاء الأصدقاء، واقترحوا جميعاً مطلع يوليو/تموز الماضي، إضافة كل من يرغب إلى المجموعة، لكن  حتى لا تحدث أي مشاكل كان هناك بعض الشروط.

وأشار إلى أنه لكي ينضم العضو إلى المجموعة، لا بد أن يراجع الأدمن (المسؤول) بياناته كاملة ووظيفته ومدى مصداقية حسابه على Facebook، عبر عدد الأصدقاء الموجودين عليه، وكذلك أسلوب كتابته في تدويناته، كون المجموعة بها فتيات، وفي حال الشك يتم رفض الطلب حفاظاً على بقية الأعضاء.

ولسلامة الأعضاء، وفق سيف، لا يقتصر الأمر على ذلك، فلإجراء رحلة لا بد من التواصل بين الطرفين أمام الجميع عن طريق الصفحة، ضماناً للشفافية، ومن ثم إرسال صور بطاقة الطرفين ورقمي هاتفيهما، إضافة إلى صورة من رخصة السيارة ومالكها.

كما ينسق الطرفان مع أحد المسؤولين في المجموعة، الذي يلعب دور الوسيط بينهما ومتابعة الرحلة حتى انتهائها، ثم تأكيد ذلك في تدوينة لإعطاء الأمان والثقة لغيرهما في خوض التجربة.

ويبدأ التواصل بأن يكتب العضو على الصفحة وجهته وتوقيتها، سواء يملك سيارة أو لا، ثم يتفاعل معها العضو الذي تتوافق معه الرحلة، وعند التأكيد يأتي دور المسؤول عن الصفحة لتأمين الرحلة.

ويقول سيف إنهم يفكرون في طباعة "شعار" يحمل اسم المجموعة يتم لصقه على سيارات الأعضاء، لإضفاء نوع من الثّقة والأمان في المبادرة، كون من يحصل عليه ستكون جميع بياناته مع المسؤولين عن الصفحة.

وحول إمكانية ركوب فتاة مع شاب، يعتبر أن الضمانات التي يأخذها المسؤول عن الصفحة كافية لعدم حدوث أي مضايقات، وأن الردود والتعليقات بالثناء والشكر على الصفحة تثبت ذلك بعد كل رحلة.

تعريفة رمزية

ويشير سيف إلى أن أحد المسؤولين عن الصفحة اقترح تعريفة رمزية لمن لا يملك سيارة حتى لا يشعر بالإحراج، ويضيف أنه تم اقتراح تعريفة ثابتة مقدارها 10 جنيهات (نحو نصف دولار) إذا كانت الرحلة داخل المحافظة نفسها، و30 جنيهاً (أكثر من دولارين) إذا كانت من محافظة إلى أخرى تُدفع بعد الرحلة.

ويلفت إلى أنها ليست ملزمة وتتم بالتراضي بين الطرفين، وأن غالبية الرحلات لا تنفذها، موضحاً أن هذه المبادرة تعود بالنفع، لاسيما مع الرحلة اليومية الثابتة، في ظل ارتفاع أسعار البنزين.

ويتابع أنهم وجدوا حماسة كبيرة في التفاعل من قبَل قطاع عريض من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويختتم بأن صفحة المجموعة، ومنذ إنشائها في 4 يوليو/تموز الماضي، لاقت ترحيباً كبيراً، حيث بلغ عدد أعضائها نحو 10 آلاف مشترك، غالبيتهم يتفاعلون مع المبادرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واقرأ أيضاً: 

قرروا بيع سياراتهم واستعمال النقل العمومي.. المصريون في مهمة صعبة للتكيف مع رفع أسعار الوقود

مزايا رفع أسعار الوقود في مصر.. ترشيد للاستهلاك وتوفير 3 مليارات دولار، مهلاً، هذا ليس رأينا بل تصريح رسمي للحكومة، فكيف ردَّ المواطنون؟

"الغلاء يصيب كل شيء إلا الأجور" و"المرتَّب لن يكفي ولو حلبناه".. هكذا تفاعل المصريون مع الزيادات الجديدة في أسعار الوقود

علامات:
تحميل المزيد