بجهود وحماس مجموعة شبابية موريتانية، انطلقت مبادرة “اقرأ معي” عبر الشبكات الاجتماعية، قبل أن تُنفّذ على أرض الواقع بتشييد مكتبةٍ عامةٍ توفر مئات الكتب في مختلف مجالات المعرفة، هدفها الأهم - بحسب أصحاب الفكرة - نشر ثقافة القراءة والمطالعة وتبادل الكتب.

بت أقرأ الأوراق والكتب بعين أخرى وبشغف أوسع، لقد نقلتني هذه التجربة من ضيق صفحات الكتب إلى سعة عالم كبير. هذه التجربة جعلتني أرى العالم فسيحاً رغم ظلمته وضيق حاله، شعرت بأني أسافر مع كل شخص رغم أني لم أركب طائرة أو أعبر البحار.. كانت وما زالت رحلات ممتعة، شعرت أني أتعلم في مدارس كثيرة بسعادة غامرة.

العملية استحالت إلى تجارة وفهلوة وتسويق، حتى أن أحدهم أصدر أكثر من كتاب لا فائدة تذكر فيه، فتحمس وأصدر كتابا مغلفا كانت كل صفحاته بيضاء لم يلطخها حبر!! اعتبرها مزحة، غضب الناس قليلا ونسوا.. ألم يسمَّ الإنسان إنسانا لأنه ينسى؟

يظن الناس أن الكتب العلمية هي أكثر أنواع الكتب مللاً، ما يجعلهم ينظرون بدهشة إلى أي شخص يقول أنه يفضل هذا النوع من الكتب، فالآباء يشترون لأطفالهم الروايات التاريخية والبوليسية والرومانسية، دون أن يقتربوا في العادة من ركن هذه الكتب، لكن المشكلة ليست في الكتب العلمية، المشكلة أحيانا في طبيعة هذه الكتب.