هل فكرت في كل تلك الأجهزة التي تستخدمها في حياتك اليومية أو الموجودة حولك؛ من أين أتت؟ أو من صاحبها؟ أو متى وكيف كانت البداية؟ تبدو هذه الأسئلة بسيطة وسهلة، لكنها ليست كذلك دائماً. فهناك الكثير من الأسرار التي لا ندري بها حول تلك الأجهزة؛ بعض تلك الأسرار أسدل الوقت عنها الستار فيما بعد، والبعض الآخر اكتفى التاريخ بأن يُثير حولها الشكوك لنحاول نحن البحث عن إجابات لها.أحد تلك الاختراعات أو الاكتشافات التي غيرت حياة الجميع بلا استثناء، هو المصباح الكهربائي، وبالطبع فإن
توماس آديسون هو الذي اخترعه، كما اخترع الفلورسكوب أو أشعة X، والفونوغراف، ومسجل الصوت الكهربائي، ومغناطيس فاصل الحديد الخام، وغيرها من الاختراعات التي سُجلت في التاريخ باسم آديسون الأميركي المخترع العظيم.يخبرنا التاريخ بأن آديسون هو صاحب براءة اختراع المصباح الكهربائي، بالإضافة إلى الكثير من براءات الاختراع الأخرى التي تصل عددها لحوالي
1093، إلا أن التاريخ يخبرنا أيضاً بأنه ربما كان لصّ اختراعات وأن الكثير منها يرجع لأشخاص آخرين.فهل حقاً قام آديسون بسرقة تلك الاختراعات ونسبها إلى نفسه مثلما اتهمه تسلا وآخرون بسرقة اختراعاتهم؟
فيما يلي، نقدم قائمة بأشهر الاختراعات التي اتُّهم آديسون بسرقتها:1- المولد الكهربائي
"حرب التيارات" هي القصة الأشهر حول آديسون وسرقاته لاختراعات وجهود الآخرين، فمنافسه وخصمه هذه المرة هو نيكولا تسلا، العالم الصربي الذي يعتبره البعض العالم الأعظم على الإطلاق.القصة تبدأ بمجيء تسلا للولايات المتحدة عام 1884 ليعمل في شركة آديسون للكهرباء وعرضه على آديسون تطوير المولدات الكهربائية لتصبح أكثر استخداماً وفاعلية. في المقابل عرض آديسون على تسلا مكافأة كبيرة في حال تنفيذه لمشروعه. إلا أن آديسون لم يفِ بوعده تجاه تسلا بعد أن قام بالفعل بتطوير المولدات الكهربائية، وقال مازحا إن تسلا لا يفهم روح الدعابة الأميركية ورفض إعطاءه المكافأة.من هنا بدأت
الحرب بين الاثنين حيث انفصل تسلا وبدأ في تطوير نظام الكهرباء الخاص به، الذي عرف بالتيار المتردد والذي سيصبح فيما بعد هو النظام المستخدم، أما آديسون فكان من مؤيدي نظام التيار المستمر وبذل قصارى جهوده واستخدم نفوذه ليبقى هذا النظام الكهربائي هو النظام المستخدم في تلك الفترة.ومع الوقت تحولت القصة لصالح تسلا ليكون هو البطل المظلوم أو المهدور حقه في حين يظهر آديسون بصورة الشرير.
2- المصباح الكهربائي
في التاريخ عرفت أول محاولة لصنع مصباح ضوئي عن طريق المخترع الإيطالي اليساندرو فولتا عام 1879. وفي عام 1800 وضع فولتا الأسس الأولية لتوليد الكهرباء بشكل عملي، كما يذكر موقع Live Science.من بعده جاء المخترع هامفري دافي ليخترع أول مصباح كهربائي وهو ما عُرف باسمه عام 1802. إلا أن هذا المصباح قد ظل غير مستخدم من قبل العامة نظراً لأنه ضوئه كان قصير المدى وغير عملي.بالإضافة إلى فولتا ودافي حاول الكثيرون تطوير المصباح الكهربائي، إلا أنه وكنتيجة لعدم تسويقهم تجارياً لاختراعاتهم بالشكل الكافي أمام الجمهور لم تكتب أسماؤهم في التاريخ، كما كُتب اسم آديسون المخترع ورجل الأعمال بحروف من ذهب.ثم أتى آديسون عام 1879 ليسجل باسمه براءة اختراع
المصباح الكهربائي بعد تجارب عدة لتطوير المصباح ما بين الأعوام 1987 - 1880 في معامل ومختبرات آديسون في مينلو بارك، ليصبح اسم آديسون بعدها علامة مسجلة وهو ما ساعده على تسجيل الكثير من الاختراعات باسمه، حتى وإن كان ترجع جهودها لمعاونيه أو العاملين في مختبراته من المخترعين والعلماء.
3- الفلورسكوب أو أشعة X
لآديسون مقولة شهيرة حول أشعة X التي كانت سبباً في فقدانه بصره، وهي ألا يتحدث أحد فيما بعد عنها، لأنه يخاف منها.كان المخترع الأول لأشعة X هو عالم الفيزياء الألماني ويليام رونتغين، حيث أجرى تجاربه واكتشفها عام 1895. إلا أن "قناص الفرص" آديسون بمجرد معرفته بتلك التجارب قام على الفور بتطويرها في معامله الكبيرة والمتقدمة، ليعرضها على الجمهور في معرض الرابطة الوطنية للضوء الكهربائي في نيويورك.وبذلك سُجل الاختراع باسم آديسون، إلا أنه بعد فقدانه
بصره بسببها تخلى عنها عام 1903.
4- الصورة أو الكاميرا المتحركة
تنسب الكاميرا المتحركة إلى آديسون حيث سُجلت براءة الاختراع كينت سكوب Kinetoscope باسمه عام 1891. إلا أن هذا الاختراع يرجع بالأساس إلى مساعده ويليم ديكسون.الادعاءات لم تقف عند هذا الحد حول المخترع الحقيقي، إذ قيل أيضاً إن أول مخترع للصورة المتحركة كان هو توماس آرمات، إلا أن الاختراع رغم هذا قد
سُجل باسم آديسون لأنه كان المطور والمروج التجاري لهذا الاختراع، وصولاً للآلات المتطورة للتصوير السينمائي وتصوير أول فيلم عام 1913.في النهاية لا شك أن آديسون كان يعرف جيداً كيف يستغل الفرص وكيف يطورها ويجعلها جاهزة ليعرضها على الجمهور بشكل جذاب ومبهر ويروج لها، ليبقى في التاريخ اسم آديسون من أكثر المخترعين ورجال الأعمال نجاحاً وعبقرياً على مر الزمان.
5- الكرسي الكهربائي
كان العداء المشترك للتيار المتردد وجورج واشنطن أو "حرب التيارات" هو ما جمع بين هارلود براون وآديسون عام 1888.قام آديسون بتوظيف براون عنده لتطوير الكرسي الكهربائي الذي كان الأخير قد اخترعه ليثبت أن التيار المتردد له نتائج مميتة حتى يقنع الرأي العام أن التيار المستمر هو الخيار الأمثل للاستخدام.وبعد عدة تجارب على الحيوانات أجراها براون وبدعم مادي من آديسون، قام الأخير بنسب الاختراع لنفسه، ليكتب اسم آديسون فيما بعد كصاحب براءة اختراع الكرسي الكهربائي أو
كرسي الإعدام.
6- بطاريات التخزين
صناعة البطاريات هي تجارة مربحة للغاية، فهي تستخدم في كل شيء تقريباً خاصة في الإضاءة. ومن بين الاختراعات الأخرى المنسوبة لآديسون كان بطاريات التخزين، إذ تعد التجارة الأكثر ربحاً بلا شك.ورغم أن آديسون لم يكن صاحب براءة اختراع بطاريات التخزين، فإنه استخدم مهاراته - كما فعل دائماً - وعمل على تطوير البطاريات لتناسب الاستخدام الشعبي والاستعمال التجاري، وقد نجح في هذا بالفعل نجاحاً باهراً، لتكون مكافأته تسجيل اسمه كمخترع لبطاريات التخزين.
7- ورق الشمع
كما تعلم فإن ورق الشمع أو الورق الشفاف يستخدم لنسخ ما تحته من الورق أو الصور أو لتغليف الطعام أو استخدامات أخرى متعددة. لكن من مخترعه إذاً؟بلا شك وكعادته قام آديسون بنسب
اختراع ورق الشمع لنفسه، إلا أن صاحب براءة هذا الاختراع الحقيقي هو غوستاف لو غراي، المصور الفرنسي الأشهر في القرن التاسع عشر، الذي اخترع ورق الشمع ليسهل مهام التصوير.
8- التلغراف
شفرة مورس، هي الطريقة الأولى المستخدمة للتواصل التلغرافي في العالم. يرجع فضل هذا الاختراع العظيم للرسام والمخترع الأميركي صمويل مورس عام 1835 وحصل بالفعل على براءة الاختراع عام 1867.إلا أن
آديسون الذي جاء فيما بعد، طور هذا الاختراع بشكل أكثر فاعلية وسرعة ليكون الأساس للنظام التلغرافي الأتوماتيك في العالم.
9- المسجل الصوتي
لابد وأنك ستتوقع أن هذا الاختراع أيضاً لم يكن بالأساس ينسب لتوماس آديسون، إلا أنه بمهارته وذكائه التجاري استطاع تطوير جهاز المشغل الصوتي وتسويقه لينسب له في النهاية.في الحقيقة أن آديسون هو مخترع جهاز فونوغراف وهو جهاز تسجيل صوتي، عكف على تطويره ليخرج عام 1877 كمنتج في الأسواق.رغم هذا
لم يكن آديسون هو المخترع الأول الذي يُخرج للعالم جهازاً لهذا الغرض، فقد سبقه من قبل اميل برلينر بعدة سنوات ليكون هو صاحب براءة اختراع المشغل الصوتي.