«صدام حسين» يوقف مباراة كرة قدم ويشعل أزمة بين الجزائر والعراق.. واستدعاء السفير بعد عبارات «عنصرية»

استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير الجزائري في بغداد بعد تصرفات بعض المشجعين في المباراة بين "اتحاد العاصمة" الجزائري و"القوة الجوية" العراقي بكأس العرب

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/10 الساعة 15:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/10 الساعة 17:26 بتوقيت غرينتش

استدعت وزارة الخارجية العراقية، الإثنين 10 سبتمبر/أيلول 2018، السفير الجزائري في بغداد، وأعلمته بأسف بلادها من تصرفات بعض المشجعين في المباراة التي جمعت فريقي "اتحاد العاصمة" الجزائري و"القوة الجوية" العراقي، ضمن مباريات كأس العرب للأندية الأبطال.

وحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية في العراق، فإن وزارة الخارجية العراقية أعربت عن استنكارها سلوك بعض المغرضين من الموجودين ضمن الجماهير الرياضية الجزائرية التي حضرت مباراة نادي "القوة الجوية" العراقي المشارك في البطولة العربية، والتي أساءت بدورها إلى عمق العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين، على حد تعبيرها.

وطالبت الوزارة، حسب المصدر، "بتوضيح من الجهات ذات العلاقة عن هذا التصرف المدان، باستدعائها سفير الجمهورية الجزائرية في بغداد؛ لإبلاغه -ومِن خلاله إلى الحكومة الجزائرية- برفض واستياء العراق حكومةً وشعباً".

كما ذكَّر بيان وزارة الخارجية الجزائر بـ"مسؤولية حماية المواطنين العراقيين الموجودين في الجزائر، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة شعبنا العزيز، بتلميع الوجه القبيح للنظام الدكتاتوري الصدّامي البائد".

"الله أكبر.. صدام حسين" توقف المباراة

وكانت المباراة التي جمعت "اتحاد العاصمة" الجزائري ونظيره نادي "القوة الجوية" العراقي، مساء 9 سبتمبر/أيلول 2018، في إطار الدور المؤهل إلى المرحلة الـ16 من كأس العرب للأندية الأبطال، قد توقفت في الدقيقة الـ70، بعد انسحاب نادي "القوة الجوية" من الميدان.

وكان الفريق المحلي "اتحاد العاصمة" متفوقاً في النتيجة بهدفين نظيفين، عندما كسرت الجماهير صمت المدرجات التي عجَّت بالهتافات التي لم تعجب البعثة العراقية، بحسب مصادر إعلامية محلية، لا سيما عبارة "الله أكبر.. صدام حسين".

وحسب المصدر، فإن السفير العراقي لدى الجزائر توجَّه إلى غرف تغيير الملابس؛ لإقناع لاعبي "القوة الجوية" بالعدول عن قرار الانسحاب، لكنه لم يتمكن من إعادة اللاعبين إلى أرضية الميدان.

أدخَلوا السياسة فيها

الشكوى التي أودعها مسيِّرو نادي "القوة العر الجزائرية لمحافظ اللقاء بعد الانسحاب من المباراة، تتضمن تنديداً بتسيير اللقاء، والاعتماد على عبارات عنصرية وطائفية من قِبل الأنصار.   

وقال محمد كالي، مقرب من نادي "اتحاد العاصمة" الجزائري، لـ"عربي بوست"، إن التقرير المودَع لدى محافظ اللقاء تحدث عن الاستفزاز والتسييس اللذين طغيا على اللقاء؛ بسبب هتافات الجمهور.

وبحسب المتحدث، فإن الشكوى "خُتمت بتوجيه نسخ إلى الإعلام، ووزارة الرياضة بكل من الجزائر والعراق، إضافة إلى توجيه نسخة على شكل شكوى للاتحاد العربي لكرة القدم، راعي البطولة".

وينتظر نادي "القوة الجوية العراقي" -يضيف كالي- "معاقبة اتحاد العاصمة، وإرشاد الأنصار إلى طريقة تشجيع حضارية بعيدة عن الاستفزاز، والعنصرية وكذا الطائفية، حسبما ورد في التقرير".

رئيس البعثة العراقية يقصف الجماهير الجزائرية

اعتبر وليد الزيدي، رئيس البعثة العراقية إلى الجزائر في إطار مباراة كأس العرب للأندية الأبطال، أن ما حدث في اللقاء غير مقبول.

وبدا الزيدي في قمة الغضب، من خلال فيديو تم تصويره عقب نهاية المقابلة. وفوق ذلك، وصف طريقة تشجيع الجماهير ناديهم "اتحاد العاصمة" الجزائري بـ"البربرية وانعدام الثقافة فيها".

وأوضح رئيس البعثة العراقية سبب انسحاب اللاعبين، وقال إنه "راجع إلى الهتافات الطائفية والسياسية من المدرجات".

"الانسحاب هو أكبر إهانة"

الحارس الدولي وحامي عرين "اتحاد العاصمة" الجزائري، محمد الأمين زيماموش، يرفض الطريقة التي شجعت بها الجماهير، من خلال إقحام عبارات لا محل لها من الإعراب في لقاء كرة القدم.

وقال زيماموش في تصريح لـ"عربي بوست"، إنه على الجماهير أن تفرّق بين الرياضة والسياسة، وعليها أن تشجع فريقها بطريقة تجعله بعيداً عن العقوبات، وحتى وإن كان اللعب دون جماهير.

لكن ورغم ذلك، يستدرك محمد الأمين: "كان على فريق القوة الجوية العراقي تكملة اللقاء، وتدوين ملاحظاته لدى محافظ المباراة، وترك الأمور لدى الاتحادية العربية لكرة القدم ودفتر القوانين".

إذ إن الانسحاب بهذه الطريقة "إهانة وعدم احترام للبلد المستضيف، وكذا استهتار بالقوانين المسيِّرة للعبة، ولو أن فريقنا اهتم بهتافات وشعارات الجماهير لتوقَّف عن اللعب نهائياً وفي كل المنافسات".

"الهتاف بحياة صدام كان بأدب.. وليس من حق القوة الجوية الانسحاب"

الإعلامي والنشاط عادل صياد ينظر إلى طريقة تشجيع أنصار "اتحاد العاصمة" خلال مباراة فريقهم الأخيرة مع "القوة الجوية" العراقي، على أنها "صادمة وراقية في الوقت نفسه".

وكتب على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك": "جمهور اتحاد العاصمة هتف باسم الرئيس صدام حسين، ولم يتلفظ بعبارات نابية ولا بالكلام الفاحش".

وأضاف أيضاً: "حتى في هتافاته السياسية ضد السلطة بالجزائر كان دائماً يعبّر بطريقة صادمة وراقية، ليس من حق الفريق العراقي الانسحاب لهذا السبب".

انتقد حتى سلطة بلاده

يعتبر المحلل الرياضي إسعاد عبد الرزاق أن ما قام به فريق "القوة الجوية" العراقي خطأ رياضي فادح، وجب من خلاله أن يقدم الاعتذار لكل العرب.

وقال في تصريح لـ"عربي بوست"، إن اللاعب في أرضية الميدان لا يهتم إلا باللعب النظيف، وحماية ألوان الفريق، بعيداً عما قد يقوله الأنصار، أو يدور في المدرجات؛ لأن هتافات الجماهير أحياناً تدخل في إطار اللعبة.

وأضاف: "أنا هنا لا أدافع عن أنصار اتحاد العاصمة، الذين كان عليهم الابتعاد عن عبارات السياسة، كما يستحيل أيضاً على إدارة الملعب، أو الأمن أو حتى إدارة الفريق، توجيه 80 ألف مناصر في طريقة التشجيع".    

وتابع أن "المناصر وفي نفس المباراة نفسها انتقد كثيراً سلطات بلاده، وبعض المسؤولين الكبار، والوضع العام في الجزائر".

وكانت مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، توثق لأنصار "اتحاد العاصمة" في المباريات السابقة، وهم ينتقدون العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

الجزائر لم تردَّ

لم يصدر عن الخارجية الجزائرية أي تصريح أو بيان إعلامي بشأن استدعاء العراق سفيرها في بغداد، بعد انسحاب نادي "القوة الجوية" العراقي من مباراته أمام "اتحاد العاصمة" في ملعب 5 يوليو/تموز.

ويستبعد نعمان لعور، رئيس كتلة برلمانية سابقة عن تكتل الجزائر الخضراء، أن تردَّ الجزائر في اليومين القادمين؛ لأن العراق -كما قال لـ"عربي بوست"- "تسرَّع في تكييف الأحداث، واعتبرها طائفية بربط مباشر بين السُّنة والشيعة".

وانتقد المتحدث "مستوى بعض الدول في خلق نعرات وخلافات دبلوماسية بسبب مباراة في كرة القدم، والأغرب من ذلك أن تلك الأخطاء ليست من الرسميين؛ بل لجماهير من مختلف المستويات".

وقال: "أتحدى العراق وغيره، إن كان قادراً على التحكم في تصرفات 80 ألف مناصر يحضرون مباراة كرة قدم، ولكم ما حدث بالملاعب المصرية خير مثال".

أزمة المدرجات.. ليست الأولى  

الأزمة الدبلوماسية التي تلوح بين الجزائر والعراق بسبب "صدام حسين" ليست الأولى التي تحدث بالجزائر، فقد سبقتها أزمة أخرى في ديسمبر/كانون الأول 2017، بين الجزائر والسعودية بسبب صورة في المدرجات.

إذ قام أنصار جمعية عين مليلة في شرق الجزائر برفع تيفو كبير يصوّر الملك سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترمب بوجه واحد، مع كتابة أسفل الراية: "سلمان وترمب وجهان لعُملة واحدة".

تصرُّف الأنصار جاء بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس الأميركي نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة.

وقد استدعت حينها السعودية سفير الجزائر في الرياض، وطالبت بتوضيحات، قبل أن يظهر الوزير الأول، أحمد أويحيى، مقدِّماً اعتذاراً للمملكة وشعبها.

تيفو عين مليلة الذي أثار غضب آل سعود🤔عندما قال إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس أن : ترامب و الملك سلمان يقودان العالم معا إلى السلام ,,, لم يتحرك أحد في السعودية .. بل فرح الجميع .و عندما قام جمهور نادي محلي في الجزائر بتجسيد هذه المقولة في صورة … قامت السعودة غضبا و لم تقعد .غريب منطقكم أيها الأعراب .

Geplaatst door ‎هنا عنابة ici c'est Annaba‎ op Zondag 17 december 2017


اقرأ أيضاً..

كيف نجح الانقلاب الكروي الأكبر في العقد الأخير؟ العقل المدبر يروي كواليس الحدث من مدريد إلى تورينو

زيدان يصرح بقرب عودته إلى التدريب مرة أخرى.. ويخطط لخطف هؤلاء النجوم من كبار أوروبا

تحميل المزيد