المعارضة السورية تكوِّن «جيشاً وطنياً» يمكنه التصدي لقوات الأسد.. لكن هناك عقبة واحدة أمامه

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/12 الساعة 10:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/12 الساعة 10:47 بتوقيت غرينتش

من المحتمل أن يصبح "جيش وطني" تعمل المعارضة السورية على تأسيسه بمساعدة تركيا، عقبةً في الأمد البعيد أمام استعادة بشار الأسد السيطرة على شمال غربي البلاد، وذلك إذا ما تمكَّنت المعارضة من إنهاء الخصومات الفئوية التي نُكبت بها منذ فترة طويلة.

ويمثل هذا المسعى عنصراً أساسياً في خطط المعارضة المدعومة من تركيا، لتأمين شريط من الأرض يشكل جزءاً من آخر معقل كبير للمعارضة في سوريا، وفرض حكمها عليه.

وقد ساعد وجود القوات التركية على الأرض في حماية هذا الشريط من هجوم قوات النظام السوري.

وكان الأسد، الذي يحظى بدعم روسيا وإيران، قد تعهَّد باستعادة "كل شبر" من الأرض السورية، ورغم أنه استردَّ السيطرة على معظم أنحاء البلاد فإن الوجود التركي سيُعقد أي حملة عسكرية حكومية في الشمال الغربي.

ويقول العقيد هيثم العفيسي قائد "الجيش الوطني" إن إنشاء هذه القوة لم يكن بالمهمة السهلة خلال السنة الأخيرة.

بداية تطوير الجيش الوطني السوري

وقال في مقابلة ببلدة أعزاز، قرب الحدود التركية: "نحن ننتقل في تطوير الجيش من مرحلة إلى مرحلة. ونحن اليوم في بداية التنظيم، أمامنا صعوبات كثيرة، ولكن نعمل على تجاوزها".

وفي أواخر الشهر الماضي، أصدر تعليمات لقادة "الجيش الوطني" تقضي بمنع المقاتلين من "إطلاق النار العشوائي منعاً باتاً"، والالتزام بارتداء الزي العسكري، و"التعاون الكامل مع قيادة الشرطة العسكرية… فالشرطة العسكرية تمثل قوة القانون والعدالة، وليست منافساً لأي فصيل".

وتم منع الفصائل التي يتألف منها "الجيش الوطني" من إدارة سجون ومحاكم خاصة بها، ومن "اعتقال أي مواطن من قِبل أي فصيل كان، إلا بموجب كتاب رسمي من القضاء، وعن طريق الشرطة العسكرية حصراً".

وقد تعرَّض مشروع الجيش الوطني للهجوم، إذ أصيب عدد من المجندين بجروح، في الخامس من أغسطس/آب الجاري، عندما تعرَّض حفل تخريج دفعة من المقاتلين في مدينة الباب للقصف.

وقال العفيسي إن هذا الهجوم من عمل "أعداء الثورة. أياً كان مَن فعله فهو عدو للثورة، سواء كان داخلياً أو خارجياً".

وأضاف: "تعرّفنا على السلاح المستخدم في الاستهداف، والجهات الأمنية في الجيش الوطني تقوم بالتحري والبحث والتحقيق ومتابعة الأمر بشكل حثيث، ويمكن القول إننا وصلنا إلى الفاعل".

يتألف الجيش الوطني من حوالي 35 ألف مقاتل، من بعض أكبر الفصائل في الحرب الأهلية، التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، وأرغمت حوالي 11 مليوناً على النزوح عن بيوتهم خلال السنوات السبع الأخيرة.

وفي السابق فشلت مساع عديدة لتوحيد مقاتلي المعارضة، إذ عرقلتها منافسات محلية، وفي بعض الأحيان تعارُض أهداف الدول الأجنبية التي كانت تدعم كثيراً من المقاتلين في وقت من الأوقات في الحرب السورية.

ومن المحتمل أن يختلف الوضع بالنسبة للجيش الوطني؛ نظراً للوجود التركي على الأرض.

وكان الجيش التركي قد توغَّل في الشمال الغربي في حملتين. الأولى "درع الفرات" في 2016، وأدت لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة الواقعة بين اعزاز وجرابلس. والثانية "غصن الزيتون" التي انتزعت فيها تركيا السيطرة على منطقة عفرين من وحدات حماية الشعب الكردية السورية في وقت سابق من العام الجاري.

أهمية المنطقة بالنسبة لتركيا

وللمنطقة أهمية خاصة لأنقرة؛ لأنها ترى خطراً أمنياً عليها في وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمرداً منذ أكثر من ثلاثة عقود في تركيا.

ويقول الأسد إن تركيا تحتل الأرض السورية دون مسوغ قانوني.

وقال العفيسي: "كل ما يتم تقديمه حتى الآن من دعم للجيش الوطني هو دعم تركي. لا توجد أي دولة أخرى شريك في هذا الأمر. فقط تركيا".

وقال العفيسي إن الدعم التركي "يتمثل في تقديم رواتب للمقاتلين، وفي نفس الوقت إصلاحات وتقديم المساعدة والخبرات في كافة المجالات: مادية ولوجيستية وآليات وسلاح إذا اضطر الأمر".

وقال إن أعداء الجيش الوطني ثلاثة، يتمثلون في النظام السوري، وحزب العمال الكردستاني، وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقد أقامت تركيا أيضاً 12 موقعاً عسكرياً في محافظة إدلب والمناطق المجاورة لها جنوبي عفرين، بموجب اتفاق مع روسيا وإيران، بهدف مراقبة اتفاق "خفض التصعيد" في منطقة إدلب.

وكان الأسد قد أشار إلى أن إدلب ربما تكون الهدف التالي لقواته.

وقال العفيسي إن من الممكن دمج الجيش الوطني بسرعة مع قوات المعارضة المدعومة من تركيا في إدلب، إذا اقتضت الضرورة.

ومما يعقد الوضع في إدلب وجود متشددين مدججين بالسلاح، قاتلوا الفصائل الأخرى.

وقال العفيسي: "يمكن أن يكون الدمج قريباً، في حال كانت الرؤية واحدة تماماً، ونحن جاهزون، ونمد أيدينا إلى كل تشكيل يمثل أهداف الثورة".


اقرأ ايضاً

الأكراد يريدون دولة ديمقراطية من فم الأسد.. والنظام يراهم خونة.. فإلى أين يتجه مسار التفاوض؟

النظام السوري يستعد لمهاجمتها والأتراك يعتبرونها خطاً أحمر.. إدلب معقل المعارضة الأخير الذي قد يتحول لمأساة إنسانية

علامات:
تحميل المزيد