هل سألت نفسك يوماً ما هو النجاح من الأساس؟ كل شخص له نظرة مختلفة عن الفشل والنجاح، ولكن كيف نحدد النجاح الحقيقي، هل الفشل فشل في حد ذاته، أم النجاح هو الذي جعله فاشلاً؟ أسئلة عديدة تدور في النفس الإنسانية، وتتعقد يوماً بعد يوم، لكن هل المعضلة هي في فهمنا الخاطئ لبعض المفاهيم؟
تعريف النجاح: النجاح ما هو إلا مجموعة من الأفعال أو الأقوال التي تؤدي لنتيجة حسنة لصاحبها تفيده مادياً أو معنوياً، وتؤدي لازدهار النفس الإنسانية وشعورها ببهجة ملموسة، حتى لو كان ذلك الشعور لبعض الدقائق.
تعريف الفشل: الفشل ضد النجاح، وهو مجموعة من الأفعال أو الأقوال التي تؤدي لنتيجة سلبية لصاحبها تضره مادياً أو معنوياً، وتؤدي لإحباط النفس الإنسانية في معظم الأحيان.
كثيراً ما نرى أن معظم الناس أو جميعهم يرون أن النجاح هو ضد الفشل والعكس صحيح، ولكن هل هذا المفهوم صائب؟
أولاً يجب أن نتفق أن التعريفات المعتادة للفشل أو النجاح غير دقيقة، فالنجاح أو الفشل يختلف بين شخص وآخر على مدى طموح المرء، فمثلاً الطالب الذي يريد أن يجتاز مادة لاختبار بدرجة 100% ولا يُنقص شيئاً منها، فلو نقص وكانت درجته تتعدى 50% أو درجة النجاح الموضوعة من المؤسسة فهو ناجح في نظر الجامعة أو المدرسة أو أياً كان، ولكن في طيات نفسه سيشعر بأنه فاشل؛ لأن طموحاته كانت أعلى من النجاح الذي يعتبره الآخرون نجاحاً، وسيعتبر أن هذا فشل وليس نجاحاً، أما على الجهة الأخرى فهناك طالب أعلى أمنياته أن يحصل فقط على درجة النجاح في مادة ما، وسيعتبر هذا نجاحاً عظيماً؛ لأنه تجاوز المادة وتخلص منها.
فكما رأينا في المثال السابق أن النجاح ليس له تعريف ثابت أو محدد لجميع الأشخاص، فيتفاوت النجاح على حسب الطموحات والأحلام التي تؤدي لتعريفنا للنجاح على حسب معتقداتنا نحن، السؤال هنا: كيف نعلو بسقف طموحاتنا لنصل لأقصى نجاح ممكن أن نحققه؟ وهل هناك عوامل تحفز ارتفاع تلك الطموحات، وتجعلنا دائماً ننظر لأعلى وليس للأقل منا؟
عوامل ارتفاع الطموحات
أولاً- وضوح الأهداف
أن تنظر للنجاح الذي تريد أن تحققه بعين ثاقبة، وتضع هدفاً واضحاً للوصول لهذا النجاح، وأن تسأل نفسك ما غايتك للوصول إليه؛ لكي تجد الإجابة التي ستكون دائماً المحفز الداخلي الذي يدفعك بقوة باتجاه هدفك ذاك، فإذا لم تكن غايتك واضحة أو برؤية صادقة فلن تتحقق تلك الغاية أبداً.
ثانياً- صُحبة ناجحة
من العوامل المهمة التي يترتب عليها نجاح الشخص هو أن يحاط بمجموعة من الأصدقاء النشطين الناجحين، وهدفهم دائماً الوصول لأعلى الدرجات ولا يرضون أبداً بالدنيّة، فتلك المجموعة ستظل عينك عليهم إذا شعرت بالتكاسل وستحفزك للعمل دائماً؛ لأنك ستشعر حينها بالحرج من نفسك، وستريد أن تصبح ناجحاً مثلهم.
ثالثاً- الألم والمتعة
مهما صارعتك شهواتك للقضاء على حلمك فيجب أن تفكر في نظرية الألم والمتعة، وهي أن تفكر أن المتعة اللحظية بكسلك أو مشاهدة فيلم ما أو فعل أي شيء ممتع في نظرك ما هو إلا متعة سريعة، ستنتهي بعد بضع لحظات أو ساعات، وستتحول متعتك التي كنت تنعم بها إلى ألم وتأنيب ضمير لعدم استغلال لوقتك للسعي وراء حلمك، أما إذا كنت بدأت بالسعي باتجاه حلمك ووضع ذلك التعب المسبب بالألم بأنه نقطة لبداية المتعة القادمة عندما تحقق نجاحك، حينها لن تشعر بمتعة لحظية بل ستدوم وستشعر نفسك بالسعادة عندما ترى نجاحك يتحقق.
رابعاً- أن تنظر للأعلى دائماً
أن تنظر للناجحين الذين وصلوا لمراتب عالية، وكيف صارعوا أنفسهم ومن حولهم للوصول للنجاح الذي يبغونه، ولست أقصد هنا النظر لهم بحسد أو ببغض، بل أقصد التعلم منهم، والعمل بذكاء مع بعض التعب، فليست كل الأرزاق تأتي بالراحة.
خامساً- التوفيق من الله
مهما بلغ ذكاؤك أو قدراتك الجسمانية والعقلية، يجب أن تعلم أن التوفيق هو من الله فقط، وأن لا ملجأ من الله إلا إليه، وليس كل ما تريده في الدنيا يجب أن يتحقق، فالله من الممكن أن يفتح لك باباً آخر لم تكن تتوقع أنه هو الطريق الصحيح الذي يجب أن تسير فيه، فالله هو علّام الغيوب القادر على كل شيء.
علمنا من النقاط السابقة العوامل التي تؤدي للنجاح، ولكن ما العقبات التي يجب أن نتفاداها، ولا نقع فيها لنصل للهدف المنشود الذي نريده؟
العقبات التي يجب أن نتخطاها للوصول للهدف
أولاً- القلق والتوتر الزائد
عندما نشعر بالتوتر أو القلق يصعب علينا التفكير بطريقة جيدة وإيجاد حلول، حينها يكون صعباً، فتفادي القلق والتوتر عن طريق ممارسة الرياضة مثلاً، أو فعل شيء نستمتع به يجعلنا أفضل وأكثر ثقة في تفكيرنا، لنصل للهدف الذي نريده في أسرع مدة ممكنة.
ثانياً- الإحباط
من الطبيعي ألّا ينجح الإنسان في كل الأهداف التي يريدها من المرة الأولى دائماً، فهناك سقوط وفشل، وهذا أيضاً أمر طبيعي، ولكن الأمر المضر وغير الطبيعي ويؤدي للتهلكة النفسية قبل الجسدية هو الشعور بالإحباط الزائد الذي يؤدي للاكتئاب. لا أخفي عليكم أن شعور الفشل محزن، ولكن يجب أن نتعلم من التجارب لنقوم ونستمر وراء أهدافنا، فالفشل والآلام يجب أن تكون دافعاً لنا للنجاح والاستمرار دائماً، وعدم السقوط.
ثالثاً- نسيان الأهداف
البعد عن أي مشتت للنجاح، ووضع الهدف صوب العين، والقضاء على الملهيات واستبدالها بما يفيد لتحقيق الهدف الذي ترنو إليه، بحيث تتذكر دائماً ما تحلم به ولا تنساه أبداً، فيزيد ذلك من قدرتك وطاقتك للعمل أكثر.
أن تبقى دائماً متيقّناً أن أهدافك وقدراتك قادرة على الظهور للعلن، هذا هو النجاح الحقيقي والسعادة التي ما بعدها سعادة، فالسعي نجاح في حد ذاته.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.