قالت صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن قانوناً جديداً سوف ينص على تغريم رواد المطاعم الذين يفشلون في إنهاء وجباتهم داخل المطاعم في الصين، وذلك في إطار حملة للحد من إهدار الطعام.
منع إهدار الطعام
هذا التشريع يأتي بعد أربعة أشهر من طلب الرئيس الصيني شي جين بينغ، اتخاذ إجراء حاسم لوقف إلقاء بقايا الطعام في القمامة، وحينها وصف كمية الطعام التي تُهدر في البلاد بأنها "صادمة ومزعجة"، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية الصينية Xinhua.
كذلك يحظر القانون المكون من 32 جزءاً إنتاج أو إصدار أو انتشار محتوى مرئي أو صوتي يروج للشراهة في تناول الطعام، مثل مسابقات الأكل التي تعد شائعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
والغرامة التي فرضتها السلطات تصل إلى 10 آلاف يوان، أي ما يعادل حوالي 1530 دولاراً. كما أنه يمكن أن يُطلب من المطاعم تذكير الزبائن بألا يطلبوا طعاماً كثيراً، بل وقد تجمع المطاعم نفسها الغرامات من مرتاديها الذين ثبت أنهم تسببوا في "إهدار واضح" للطعام، مع استخدام أموال الغرامات في التخلص من بقايا الطعام المهدر.
إضافة إلى ذلك سوف يُطلب من الحكومات المحلية أن تعزز إشرافها على الإجراءات التي تحد من إهدار الطعام، وإبلاغ الجمهور بالتقدم المحرز سنوياً.
يخضع القانون لاستعراض عن طريق اللجنة الدائمة بالبرلمان، ومن المؤكد أن مجلس الشعب الصيني المذعن بطبيعته سوف يوافق عليه.
صحيفة The Guardian البريطانية كانت قد ذكرت في تقرير سابق أنه في مدينة تشونغتشينغ، أصدر اتحاد الصناعة والتجارة هناك بياناً يعد بتنفيذ توجيهات شي، مع تركيب شاشات في الشوارع تروج إلى عدم إهدار الطعام، وتدعو إلى "تأسيس نظام تذكير بالاستهلاك المُقتصد".
كما دعت "جمعية صناع الطعام في ووهان" مطاعم المدينة إلى تطبيق نظام يُعرف باسم "طلب ناقص واحد"، حيث يجب على أي مجموعة تتناول الطعام في مطعم أن تكتفي بأطباق أقل بطبق واحد على الأقل من عدد أفراد المجموعة الجالسين إلى الطعام.
على الجانب الآخر، وضمن تعليقات على مقال نشرته صحيفة People's Daily الرسمية الصينية للترويج لمبادرة "طلب ناقص واحد" في ووهان، كتب صينيون في موقع Weibo للتواصل الاجتماعي تعليقات متشككة وحتى ساخطة في بعض الحالات، بعد التوجيهات التي أصدرها شي.
وفي إشارة إلى المآدب الرسمية الباذخة وكميات الطعام الضخمة التي تقدم فيها، قال أحد المعلقين: "هل يمكنكم أولاً التقليل من كميات الطعام في وجبات عشاء المسؤولين؟ لماذا عليكم أن تحرموا الناس العاديين دائماً".
سبب قرار "شي"
تشير صحيفة The Guardian إلى أن تركيز الرئيس الصيني على إهدار الطعام بعد أسابيع من فيضانات اجتاحت مناطق عدة في جميع أنحاء البلاد خلال شهر يوليو/تموز 2020، وقضت على كثير من المحاصيل، ما أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، التي كانت أسعارها مرتفعة بالفعل من جراء جائحة كورونا التي أصابت الاقتصاد الصيني بالشلل.
كذلك فإنه في ظل التوترات التجارية مع الولايات المتحدة ودول أخرى، أصبح الأمن الغذائي، الذي لطالما كان أولوية للصين، أشد أهمية. إذ تستورد الصين ما يصل من 20% إلى 30% من احتياجاتها من الحبوب من خارج البلاد، وفقاً لتقديرات.
تعد الصين أكبر منتج للغذاء، واستطاعت نظرياً إطعام شعبها البالغ عدده 1.4 مليار نسمة، لكنها كذلك أكبر مستورد غذاء في العالم، فعلى الرغم أن الصين تضم خُمس سكان العالم، فإنها تملك 7% فقط من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم.
ويُعتقد أن أكثر من 35 مليون طن من الطعام، أي حوالي 6% من إجمالي إنتاج الصين وهو ما يكفي لإطعام 50 مليون شخص، تُفقد أو تُهدر سنوياً. ويُهدر نصف هذه الكمية بعد بيعها إلى الزبائن عن طريق المحال أو المطاعم، وذلك وفقاً للصندوق الدولي للتنمية الزراعية.