يختار بعض المليارديرات، مثل إيلون ماسك، تناول كعكة مُحلاة "دونات" في وجبة الإفطار والمشويات في العشاء، بينما يُفضّل آخرون، مثل رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا الحيوية، براين جونسون، إعداد عصائر مضاف إليها مركبات مثل "الكرياتين" و"السبيرميدين" و"ببتيدات الكولاجين" مع استهلاك كميات كبيرة من الخضراوات.
الأطعمة التي تطيل العمر
يتّضح جلياً التباين في الأنظمة الغذائية والأهداف الصحية لكبار رجال الأعمال في المجال التقني. ومع ذلك، لا يلتزم بعضهم، مثل براين جونسون، بخطط تغذية شديدة الدقة والصرامة لمجرد البقاء بصحة جيدة، بل يهدفون إلى العيش لفترة أطول.
ضبط استهلاك من البروتين مثل سكان المناطق الزرقاء
وفقاً لما ذكره موقع Business Insider الأمريكي فإنّ البروتين ضروري لبناء كتلة العضلات والحفاظ عليها، وهو أمر مهم للتمتع بصحة جيدة في مرحلة الشيخوخة (وهو ما يُعرف بـ"الشيخوخة الصحية").
في الوقت نفسه، من المعروف أيضاً أنَّ الاستهلاك غير المنضبط للبروتين يعرقل بعض المسارات الترميمية المفيدة في أجسامنا.
دُعمت تلك الفكرة من خلال دان بوتنر، رائد دراسة "المناطق الزرقاء" – وهو مصطلح يشير إلى 5 مناطق من العالم يعيش سكانها عادةً حتى يبلغوا 100 عام.
قضى بوتنر سنوات في دراسة عادات سكان تلك "المناطق الزرقاء" –وهي "أوكيناوا" في اليابان، "سردينيا" في إيطاليا، "نيكويا" في كوستاريكا، "إيكاريا" في اليونان و"لوما ليندا" بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وقد وجد بوتنر وفريقه أنَّ هؤلاء الناس يستهلكون كمية بروتين أقل من بقية العالم -لا سيما البروتين الحيواني.
فيما يلي بعض الأطعمة التي ستساعدك في العيش لفترة أطول.
1- البقوليات
تحظى البقوليات بشعبية خاصة بين الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الزرقاء.
ويُعتبر فول الصويا والفاصوليا الجافة والعدس والحمص وغيرها جزءاً مهماً من النظام الغذائي التقليدي، علاوة على الأطعمة النباتية الأخرى الغنية بالألياف.
ووجدت دراسة علمية أجريت في عام 2022 ونُشرت في مجلة PLOS Medicine أن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف يُعزز الشعور بالشبع، ويُحسّن مستويات الكوليسترول والسكر في الدم.
كما أنه يحمي من السرطان ومرض السكري، ويقلل من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب أو السكتة الدماغية، وهما اثنان من الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم.
2- البصل الأحمر
البصل الأحمر غني بمركب يُسمَّى "كيرسيتين"، الذي أثبتت دراسات متعددة دوره الفعَّال في تقليل "الخلايا الشائخة" المعروفة أحياناً باسم "خلايا الزومبي".
كما أنّ البصل يفيد الجهاز القلبي الوعائي والجهاز المناعي وله تأثيرات مضادة لمرض السكري ومضادة للسرطان.
كما يشتهر البصل الأحمر، وفقاً لما ذكره مركز Denver Health Medical الطبي الأمريكي، أنه غني بمركبات الكبريت العضوي التي تساعد على منع تطور السرطانات عن طريق إزالة السموم من المواد المسرطنة، ووقف نمو الخلايا السرطانية ومنع تكون الأوعية الدموية.
3- نبات الكَبَر (Caper)
يعتبر نبات الكَبَر (أو القبار) أغنى مصدر طبيعي لمركب "الكيرسيتين"، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية، تحتوي كل 100 غرام من هذا النبات على أكثر من 230 مليغرام من "الكيرسيتين".
لكن لأنَّه يُباع عادةً في محلول ملحي، فإنَّ كل 100 غرام من النبات توفر حوالي 172 مليغراماً من "الكيرسيتين"، وفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية.
ونبات القبر له العديد من الأسماء المشهورة في الوطن العربي مثل الشفلح والقبار، ويوجد بشكل أساسي في حوض البحر الأبيض المتوسط؛ إذ تنمو نباتاته على الجدران وفي المناطق المحجرة وعلى جوانب الطرق وعند الشواطئ الصخرية.
4- الكُركُم
في الوقت الحالي، لا يوجد دليل على أن الكركم يؤثر بشكل مباشر على طول العمر، ولكن بفضل قدرته على محاربة الالتهاب، وحماية جسمك من الجذور الحرة، واحتمالية تأخير تنكس الدماغ والأمراض الأخرى المرتبطة بالعمر، قد يكون الكركم فعالاً في مكافحة الشيخوخة.
ويحتوي الكركم على مادة "الكركمين"، التي أثبتت العديد من الدراسات التي نشرها المركز الوطني لتكنولوجيا المعلومات الحيوية الأمريكي "National Center for Biotechnology Information" أنَّها تقلل الالتهابات المزمنة المرتبطة بعدد من الأمراض ذات الصلة بالتقدّم في العمر، من بينها مرض الزهايمر والسرطان والتهاب المفاصل.
5- المكسرات
المكسرات غنية بالفيتامينات والألياف والمعادن، وهي عنصر غذائي أساسي للعديد من سكان المنطقة الزرقاء.
وقد وجدت دراسة بمجلة JAMA Medicine أجريت في عام 1992، أن أولئك الذين تناولوا المكسرات أكثر من 4 مرات في الأسبوع كانوا أقل عرضة بنسبة 51% للإصابة بنوبة قلبية و48% أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب، مقارنة بأقرانهم الذين تناولوا المكسرات ما لا يزيد عن مرة واحدة في الأسبوع.
6- القهوة
يمنحك شرب كوب قهوة ساخناً أو بارداً جرعة من مادة البوليفينول الموجودة في النبات، وهي من مضادات الأكسدة.
وتحتوي مادة البوليفينول على عدد قليل من الخصائص المعززة للصحة التي يمكن أن تساعد في الحماية من: (الالتهاب، السرطان، السكري، ارتفاع ضغط الدم).
ووفقاً لدراسة نُشرت العام الماضي في دورية "European Journal of Preventive Cardiology"، فإنَّ شرب ما بين فنجانين إلى 3 فناجين من القهوة يومياً قد يكون مرتبطاً بإطالة العمر.
كما أن شرب القهوة قد يساعد في منع تطور مرض السكري من النوع 2، وقد جمع تحليل تلوي بين 30 دراسة ووجد أن خطر الإصابة بالنوع 2 من مرض السكري قد انخفض بنسبة 6% لكل زيادة بمقدار كوب يومياً في استهلاك القهوة.
ويعتقد الباحثون أن السبب وراء هذه الفائدة المحتملة هو قدرة القهوة على زيادة استهلاك الطاقة (مما يقلل من مخاطر السمنة)، وتأثيراتها المضادة للالتهابات، وكونها مضادة للأكسدة.
7- الرمان
بحسب تقرير نقله موقع Express، فإنّ الرمان لا يطيل الحياة فحسب، بل يمكن أن يقلل أيضاً من مخاطر الإصابة بالسرطان.
وقد أظهرت التجارب على ذباب الفاكهة أن عصير الرمان يزيد من متوسط العمر المتوقع للذكور بنسبة 18% والذباب الإناث بنسبة 8%.
الحشرات الأخرى التي تشرب هذا العصير تكون أيضاً أكثر نشاطاً بدنياً خلال النهار.
يقول الخبراء إن عصير الرمان يحتوي على مادة تسمى urolithin A، والتي تعمل على تحسين وظيفة الميتوكوندريا في الخلايا.
يساعد تحسين دور الميتوكوندريا على إبطاء عملية الشيخوخة، علاوة على ذلك، فإن عصير الرمان يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
8- زيت الزيتون
وفقاً لما ذكرته منظمة AARP الطبية الأمريكية، فإنّ الدهون الأحادية غير المشبعة الصحية للقلب موجودة في زيت الزيتون وخاصة في الصنف البكر.
وأضاف المنظمة أنّ زيت الزيتون يحتوي أيضاً على مادة البوليفينول ومضادات الأكسدة القوية التي قد تساعد في الحماية من العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر، بما في ذلك مرض الزهايمر وباركنسون وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.