عندما يتعلق الأمر بالنواقل الكيميائية للدماغ (الناقلات العصبية)، فإن الدوبامين هو أفضلها وأشهرها، ولذا يُسمى بهرمون السعادة. ولأن الدوبامين ينشط مراكز الدماغ المختصة بالسعادة والمكافأة، فهو يؤدي دوراً مهماً في تنشيط الحماس والطاقة العقلية والحث.
وبسبب تأثيره على مراكز السعادة في الدماغ، ليس مفاجئاً إذاً أن ترتبط به العديد من العادات غير الصحية والخطيرة، مثل تعاطي المخدرات والمقامرة وحتى الدخان.
لكن وفقاً للخبراء، هناك طرق آمنة وطبيعية لزيادة مستويات الدوبامين بصورة طبيعية وآمنة، يشمل معظمها تناول مركبات نباتية طبيعية ومكملات عشبية يمكن أن نسميها طعام السعادة، بعيداً عن السمعة السيئة المرتبطة بتعاطي المواد الكيمائية الضارة.
طعام السعادة
الفاصوليا المخملية (الاسم العلمي: Mucuna pruriens)
الفاصوليا المخملية، والمعروفة أيضاً باسم Cowage، هي بقوليات استوائية تحتوي على ليفودوبا L-dopa، وهو من سلائف الدوبامين.
ويُزعم أنه يعزز الحالة المزاجية والذاكرة وصحة الدماغ بشكل عام، وحتى الرغبة الجنسية.
ويُنظر إليه كذلك على أنه خيار علاجي محتمل لمرض باركنسون، وهو مرض يتميز بانخفاض مستويات الدوبامين.
وهذه الفاصولياء هي عبارة عن نبات يشبه الفول ينمو في المناطق الاستوائية، بما في ذلك الهند وجزر الباهاما، وجنوب فلوريدا.
تستخدم حبة الفول والبذور والشعر المحيط بها في صناعة الدواء، وتحديداً لعلاج مرض باركنسون والقلق وآلام المفاصل والعضلات.
شجرة المعبد (الجنكة ثنائية الفلقة)
الجنكة هي واحدة من المكملات العشبية الأكثر استخداماً في العالم، إذ تستخدم في علاج مجموعة واسعة من الاضطرابات المرتبطة بالدماغ، مثل فقدان الذاكرة والضباب الدماغي والاكتئاب والقلق.
وفقاً للدراسات ترتبط خصائص الجنكة الداعمة للدماغ بقدرتها على زيادة معدل دوران الدوبامين والسيروتونين وبالتالي يمكن ضمها إلى لائحة طعام السعادة.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد الجنكة أيضاً في تقليل التوتر والقلق عن طريق خفض مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، وهو هرمون التوتر.
يتم توزيع الشجرة في جميع أنحاء العالم حالياً بعدما تم اكتشافها في القرن السابع عشر في اليابان.
تُزرع الجنكة كشجرة معبد كونها على شكل هرم، وهي أيضاً ذات قيمة عالية لبذورها الصالحة للأكل. يمكن أن تصل أشجار شجرة كزبرة البئر إلى عمر يصل إلى 1000 عام وقد تم إعلانها شجرة الألفية.
الزوفا المائية (باكوبا منيرة)
تستخدم الباكوبا في طب الأيورفيدا التقليدي بوصفها منشطاً للدماغ. وتشير الأبحاث إلى أن لديها القدرة على تعزيز الذاكرة والتعلم والتركيز لدى الأفراد.
تُصنف الباكوبا على أنها مادة متكيفة "Adaptogen"، أي أنها مادة تعدل الإجهاد من الجسم، بل وتبطل آثاره.
وفقاً للخبراء تعمل هذه العشبة عن طريق موازنة مستويات الدوبامين والسيروتونين مع تقليل مستويات الكورتيزول في الجسم.
موطنها الأصلي في الهند وتميل للعيش في الأجواء الرطبة، ومن الطرق التقليدية لاستهلاك الزوفا عبر غلي أوراقها مع الشاي أو الحليب أو صناعة منتج يشبه السمن لاستخدامه في العلاج، كما يمكن عصر أوراقها وطهيها.
الزنجبيل (Zingiber officinale)
يعد الزنجبيل أحد أشهر التوابل في العالم، إذ يحوز خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات قوية بسبب مخزونه الغني من مركبات الشوغول والجينجيرول الكيميائية. هذه المركبات لديها القدرة على حماية الدماغ من أضرار الجذور الحرة.
الأهم من ذلك أن الزنجبيل معروف بتنظيمه مستويات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، مما يفسر الخصائص المهدئة والملطفة لمشروب الزنجبيل.
ويمكن تناوله مع الشاي أو توظيفه في وصفات الطعام.
الكركم (كركوما لونغا Curcuma longa)
تماماً مثل الزنجبيل، الذي ينتمي هو الآخر إلى الفصيلة الزنجبيلية، يعد الكركم ذو اللون الأصفر الرائع مكملاً قوياً يمكنك تناوله إذا كنت ترغب في الحفاظ على صحة مثالية للدماغ.
ويعزى السبب في هذا إلى أن الكركم يحتوي على كميات عالية من مادة الكركمين المضادة للأكسدة، والمعروفة بقدرتها المذهلة على زيادة مستويات الدوبامين والسيروتونين.
وبسبب مذاقه القوي الترابي والمر، يستخدم الكركم عادةً إما مع التوابل في الطهي أو يؤخذ مكملاً غذائياً في شكل كبسولات.
إذا قررت تناول كبسولات الكركم، فتأكد من البحث عن المكمل الذي يحتوي على مادة البيبيرين Piperine، وهو مركب موجود في الفلفل الأسود يُعرف بقدرته على زيادة امتصاص الكركمين بنسبة تصل إلى 2000%.
الجينسنغ (الجينسنغ باناكس Panax ginseng)
يعد نبات الجينسنغ أحد أشهر الأعشاب الطبية الصينية، وهو مشهور لكونه نافعاً بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بمعالجة المشكلات العقلية والمعرفية.
يعزو هذا بالأساس إلى قدرته على تنظيم مستويات الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين في الدماغ، بحسب ما نشر موقع Natural News الأمريكي.
وبخلاف ذلك يحمي الجينسنغ أيضاً خلايا الدماغ التي تفرز الدوبامين من موت الخلايا المبرمج، أو الاستماتة. وفقاً للخبراء، تتجلى تلك القدرة في متعاطي المخدرات والأفراد المصابين بمرض باركنسون.
زيت الأوريغانو (Origanum vulgare)
بالإضافة لكونه عشباً لذيذاً لأغراض الطهي، يعد الأوريغانو كذلك مكملاً للدوبامين.
وفقاً للخبراء، يرجع هذا إلى ارتفاع مستويات مركبات الكارفاكرول والثيموكينون به، وهما مركبان قويان مضادان للبكتيريا ومضادان للأكسدة وللالتهابات.
والكارفاكرول مركب قوي يحمي الأعصاب، يساعد في زيادة مستويات الدوبامين والسيروتونين في قشرة الفص الجبهي والحصين.
وفي الوقت ذاته يرتبط الثيموكينون بالحد من التهاب أنسجة المخ، حسب ما نشرت مجلة Nature.
ريسفيراترول
إذا كنت قد قرأت مقالات تروج للفوائد الصحية للنبيذ الأحمر، فمن المحتمل أن تكون هذه التأثيرات مرتبطة بالريسفيراترول، وهو بوليفينول قوي للغاية معروف بخصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات. علاوةً على كونه مضاداً للأكسدة، يعرف الريسفيراترول أيضاً بقدرته على حماية خلايا الدماغ التي تنتج الدوبامين في حالة مرضى باركنسون.
لا يلزم لزيادة مستويات الدوبامين أن تتضمن ممارسات خطيرة ومهددة للحياة، يكفي إضافة الأطعمة الصحية إلى نظامك الغذائي (عن طريق تناول العنب الأحمر والتوت الأزرق والفستق الحلبي أو الفستق الأخضر) أو تناول المكملات الغذائية الطبيعية.