يعاني كثيرٌ من الأشخاص من كثرة التعرق عندما يتناولون وجبة طعام دسمة، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو ظاهرة صحيّة تسمى "التعرق بسبب تناول اللحوم"، والتي تدفع جسم الإنسان إلى التعرق الشديد أثناء أو بعد فترة قصيرة من تناول هذه الوجبة.
كثرة التعرق بسبب تناول اللحوم
ورغم أن التعرّق بسبب تناول اللحوم لم يُدرَس بشكل مفصل، فإن الآلية المسؤولة عن هذه الظاهرة معروفة.
فعندما تأكل اللحم، يجب أن يضخ جسمك بعض الطاقة للمساعدة في عملية هضم وتحويل هذا الطعام. ويعرف هذا بتوليد الحرارة الناتج عن النظام الغذائي، وقد يتسبب فعلاً في رفع درجة حرارة الجسم على نحوٍ طفيف.
ولأن البروتينات من أكثر العناصر الغذائية التي تستهلك طاقة أثناء عملية الهضم، فقد يكون لها تأثير أكبر على توليد حرارة الجسم مقارنة بطبق معكرونة أو سلطة. لذا، فإن قطعة اللحم الكبيرة قادرة على رفع درجة حرارة جسمك وبالتالي تبدأ بالتعرق الزائد، وذلك بحسب ما ذكره موقع Insider.
الشعور بالتعب بعد تناول وجبة كبيرة
عند تناول وجبة لحوم كبيرة، يهدر جسم الإنسان كمية طاقة كبيرة، وبالتالي تظهر أعراض إضافية مثل الشعور بالكسل والنعاس.
فبينما يعمل الجسم على هضم الطعام، يتحول تدفق الدم إلى الأمعاء لتعزيز هذه العملية، وهو ما يعني تحويل الدم من مناطق أخرى في الجسم مثل المخ، ويتسبب هذا في حالة التراخي التي تعقب تناول وجبة كبيرة أحياناً.
لكن ينطبق هذا الأمر أيضاً على الوجبات غير المتوازنة التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات أو الدهون، إذ يتسبب هذا في رفع مستوى هرمون الأنسولين أو سكر الدم. لذا، فإن فرصتك المثلى للحفاظ على مستوى الطاقة في الجسم تكمن في المزج الجيد بين العناصر الغذائية الثلاثة الكبرى.
فضلاً عن هذا، فإن بعض أنواع اللحوم مثل اللحم البقري، ولحم الديك الرومي غنيةٌ بالتريبتوفان، وهو حمض أميني يرتبط بإنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم.
الانتفاخ أو الإمساك أو الإسهال
من بين تداعيات الأكل المفرط للحوم أنك، في الغالب، تأكل أنواع الطعام الأخرى بكميات أقل، بما في ذلك الحبوب الكاملة والعصائر الطبيعية. ونتيجة لهذا، ربما تجد نفسك تشعر بالانتفاخ أو تعاني إما من الإمساك أو الإسهال بسبب الهضم السيئ.
تحتوي اللحوم على العديد من العناصر الغذائية، لكنها تفتقد إلى عنصر مهم وهو الألياف، وهو نوع من الكربوهيدرات مهم لعملية الهضم وتنظيم سكر الدم، وبدونه، قد تعاني من آلام حادة في الجهاز الهضمي.
الإصابة بالجفاف بسبب تناول كل هذه البروتينات
أحد الآثار الجانبية الناتجة عن تناول نظام غذائي غني باللحوم هو أنه قد يحتاج إلى امتصاص كمية كبيرة من المياه الموجودة في جسمك للمساعدة في عملية الهضم، ما قد يجعلك تعاني من الجفاف.
رغم أن البروتينات مفيدة للصحة، بما في ذلك بناء العضلات، يميل الناس إلى الاعتقاد بأنهم يحتاجون إلى كميات كبيرة من اللحوم أكثر مما يحتاجونه فعلاً.
وتفيد الإرشادات الرسمية بتناول 0.36 غرام فقط من البروتين لكل رطل من وزن الجسم بالنسبة لمعظم الأشخاص وحتى اللاعبين الرياضيين لا يحتاجون لأكثر من غرام واحد من البروتينات لكل رطل من وزن الجسم كل يوم.
إذا تناولت اللحوم بأكثر من هذا الحد، سيستخدم جسمك المزيد من السوائل لطرد نسبة النيتروجين الزائدة في الجسم، وفقاً للأبحاث. وإذا لم تشرب كمية كافية من المياه، ربما تشعر بالإغماء، وبدوار، أو ستشعر بانزعاج.
الإفراط في تناول اللحوم يضر الحمية الصحية
صحيح أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين قد تساعد في تحقيق أهداف إنقاص الوزن، لأنها تجعلك تشعر بالامتلاء لفترة أطول بعد تناول وجبتك، كما أن الحرارة المتولدة عن تناول اللحوم تساعد في حرق السعرات.
لكن إذا كان هذا يشمل البروتين الحيواني، من المهم إدراك أن هناك أنواعاً معينة من اللحوم الغنية بالسعرات الحرارية، ما يعنى أن كل قضمة تحتوي على سعرات حرارية أكثر من أنواع طعام أخرى (مثل الخضار).
وتشمل أنواع اللحوم، التي تحتوي على أكبر نسبة سعرات حرارية، قطع اللحم الغنية بالدهون، واللحوم المعالجة مثل الهامبرغر الذي يباع في المطاعم والسجق.
لذا إذا كنت تحاول إنقاص وزنك، اختر قطع اللحم البقري الرفيعة الخالية من الدهون، ولحوم الدجاج، أو السمك، وجميعها تحتوي على سعرات حرارية أقل.
كما قد يزداد خطر إصابتك ببعض الأمراض مثل بعض أنواع مرض السرطان وأمراض القلب.
وتربط الدراسات باستمرار بين الاستهلاك الزائد للحوم الحمراء والمعالجة، وزيادة خطر الإصابة بأنواع محددة من مرض السرطان، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويلقى باللوم، على وجه الخصوص، على اللحوم المعالجة مثل السجق، لأن معظمها تعالج بمادة كيميائية لحفظها تسمى النترات، وهذه المواد الكيميائية مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان المعدة، والكلى، والقولون.