عادة ما يعتبر عشاق السوشي أنه وجبة مغذية وصحية، لفائف صغيرة مكونة من أعشاب بحرية محشية بالأرز والأسماك النيئة وغيرها، إلا أن البعض يشعر بالقلق إزاء بعض مكوناته فهو غالبا ما يحتوي على الأسماك النيئة وصلصة الصويا المالحة.
فإذا كنت من محبي السوشي، فيما يلي تقرير عن فوائده التي يضيفها للحمية الغذائية ومخاطره الصحية المحتملة.
هل السوشي وجبة صحية؟
يعد السوشي غذاء صحياً لأنه يضم العديد من المكونات المغذية، إذ تحتوي الأسماك الزيتية مثل السلمون والتونة على أوميغا 3، وهو أحد الأحماض الدهنية الأساسية التي تساعد على محاربة أمراض القلب والسكتة الدماغية، كما تعد الأسماك مصدرا جيدا للبروتين واليود والفيتامينات والمعادن المتعددة.
يرتبط السمك أيضاً بانخفاض خطر الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية والاكتئاب وفقدان الذاكرة والرؤية في الشيخوخة.
كما أن الخضروات شائعة الاستخدام في تحضير السوشي كالخيار والباذنجان والأفوكادو مهمة لصحة الجسم.
فمثلا نجد أن الباذنجان مصدر جيد للألياف والفيتامينات B1 و B6 والبوتاسيوم، و الأفوكادو مصدر ممتاز للدهون غير المشبعة الأحادية وفيتامين E.
ولفائف الأعشاب البحرية في السوشي غنية بالألياف والبروتين بالإضافة إلى كونها مصدراً جيداً للمعادن بما في ذلك اليود والحديد والزنك وفيتامين ب 12.
وغالباً ما يتم تقديم معجون الوسابي إلى جانب السوشي؛ ولأن نكهته قوية جداً، يوضع بكميات صغيرة.
والوسابي غني بمركبات لها خصائص مضادة للجراثيم والالتهابات، ومضادة للسرطان.
ومع ذلك، بسبب ندرة نبات الوسابي، تستخدم العديد من المطاعم عجينة تقليدية مصنوعة من مزيج من الفجل ومسحوق الخردل والصبغة الخضراء. وبالطبع لا تحتوي على نفس الخصائص الغذائية المهمة للوسابي.
أما النوري الذي يُستخدم في لفائف السوشي، فهو أعشاب بحرية تحتوي على العديد من العناصر الغذائية، بما في ذلك الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والحديد والصوديوم واليود والثيامين والفيتامينات A و C و E 15.
ومع ذلك، فإن لفة واحدة من السوشي توفر القليل جدًا من الأعشاب البحرية ، مما يجعل من غير المحتمل أن تسهم كثيرًا في احتياجاتك الغذائية اليومية.
ومن عادات المطبخ الياباني تقديم الزنجبيل الحلو والمخلل، المعروف أيضًا باسم غاري Gari، وهو مصدر غني بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والنحاس والمنغنيز.
يحمي هذا الزنجبيل من البكتيريا والفيروسات، وتشير الدراسات أيضاً إلى أنه يحسن الذاكرة ويساعد على تقليل الغثيان وآلام العضلات وآلام المفاصل وآلام الدورة الشهرية وحتى مستويات الكوليسترول الضار.
أي مكونات السوشي ليست صحية؟
والمكون الرئيسي للسوشي هو الأرز الأبيض، الذي يكرر من جميع الألياف والفيتامينات والمعادن تقريبًا.
تشير بعض الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات المكررة ترتبط بزيادة في مستويات السكر في الدم، وها قد يعزز الالتهاب ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.
وغالبًا ما يصنع الأرز الياباني من مزيج من الخل والسكر والملح، مما يزيد من إجمالي مدخولك من السكر والملح خلال اليوم.
إن تحضير السوشي مع الأرز البني بدلاً من الأرز الأبيض يمكن أن يزيد من محتواه من الألياف وقيمته الغذائية.
يمكن أيضاً تحضير اللفائف في المنزل باستخدام كمية أقل من الأرز والمزيد من الخضروات لزيادة محتوى المواد الغذائية.
وبالنسبة لصلصة الصويا التي تقدم إلى جانب اللفائف، فهي غنية جدًا بالملح، لذلك من المفيد مراقبة الكمية.
قد تحتوي ملعقة صغيرة واحدة فقط من صلصة الصويا على ما يصل إلى 15٪ من كمية الملح اليومية الموصى بها.
لذا لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الملح الذي يضاف للأرز عند طهيه، إلى جانب الأسماك المملحة.
ومن الجدير ذكره أن نسبة الأملاح العالية في الطعام ترفع احتمال الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
التلوث بالبكتيريا والطفيليات
تناول السوشي المصنوع من الأسماك النيئة يرفع احتمال خطر العدوى من البكتيريا والطفيليات المختلفة كالسالمونيلا، وبكتيريا الضمة (فيبريو) التي تسبب إلتهاب المعدة والأمعاء، وأمراض طفيلية كداء المتشاخسات Anisakis، وهو عبارة عن عدوى بيرقات الديدان الأسطوانية التي تهاجم الجدار المعوي أو الأمعاء.
يوضح بعض الخبراء أن تجميد الأسماك النيئة تجاريا عند درجة حرارة 4 درجات فهرنهايت لمدة ثلاثة أيام على الأقل يدمر غالبية هذه الطفيليات.
ويوصي الخبراء أي شخص يريد تناول السوشي يجب أن يطلبه فقط من مطاعم جديرة بالثقة أو ذات سمعة طيبة، والتي تمارس قواعد سلامة الأغذية أثناء إعدادها.
قد يحتاج بعض الأشخاص – وخاصة النساء الحوامل والأطفال الصغار وكبار السن، والذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي – إلى تجنب تناول السوشي المصنوع من الأسماك النيئة تماماً.
هل يجب أن نشعر بالقلق إزاء مستويات الزئبق في الأسماك؟
أحد مخاطر تناول السوشي هو المستويات العالية من الزئبق.
إذوجدت دراسة أجرتها المجلة الدولية للنظافة والصحة البيئية عام 2014 أن مستويات الدم كانت أعلى في الزئبق مع الاستهلاك الأسبوعي لبعض الأسماك.
فالأسماك المفترسة، مثل سمك التونة وسمك أبو سيف وسمك الماكريل ومارلن وسمك القرش تميل إلى احتوائها على أعلى المستويات من الزئبق.
تشمل الأنواع البحرية التي تحتوي على نسبة منخفضة من الزئبق السلمون، وثعبان البحر وقنفذ البحر والسلمون المرقط وسرطان البحر والأخطبوط والروبيان وسمك القد.
وتُنصح النساء الحوامل أو المرضعات والأطفال دون سن 16 بتجنب تناول الأسماك النيئة، منعاً لأي تسمم غذائي.