توصلت الدراسات العلمية الحديثة إلى أن الراغبين في اتباع الحميات الخاصة بالتخسيس، يجب أن يقصروا فترات الأكل اليومية لديهم؛ لكي تكون في الفترة بين الساعة 7 صباحاً و3 مساءً فقط، وذلك لتحقيق النتائج المثلى في فقدان مزيد من الوزن.
ويُعد الصيام المتقطع أسلوباً غذائياً شائعاً يمكن للشخص خلاله أن يأكل بقدر ما يشاء، من أي شيء يحلو له، ولكن في إطار زمني محدد كل يوم.
وبحسب الدراسات في هذا الخصوص، اتضح أن تلك العادة بمفردها تُعد أداة فعالة لإنقاص الوزن، ولكنها عندما تقترن أيضاً بنظام غذائي صحي يتم التحكم فيه بعدد السعرات الحرارية المُستهلكة، يمكن أن تكون طريقة فعالة للغاية في تقليل الوزن، وتقليص محيط الخصر، وتحسين الصحة العامة.
تناول الطعام بين الـ7 صباحاً والـ3 مساءً
قام باحثون من جامعة ألاباما في مدينة برمنغهام بالمملكة المتحدة، بالاتفاق مع 90 شخصاً يعانون من السمنة المفرطة، ووضعهم جميعاً على نظام غذائي محدد، تم السماح لنصفهم بتناول الطعام لمدة ثماني ساعات فقط يومياً بين الساعة 7 صباحاً و3 مساءً، بينما لم يُطلب من النصف الآخر نظام غذائي محدد.
وقد تلقت المجموعتان إرشادات من الخبراء حول كيفية اتباع نظام غذائي، وطُلب منهما الالتزام به لمدة ستة أيام على الأقل في الأسبوع، وممارسة ما بين 75 و150 دقيقة من التمارين في الأسبوع.
تحسُّن مستويات ضغط الدم
وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين توقفوا عن تناول الطعام في الساعة 3 مساءً يومياً، فقدوا نحو 6 كيلوغرامات كاملة على مدار 14 أسبوعاً من النظام المُتبع، بينما فقدت المجموعة الأخرى حوالي 4 كيلوغرامات فقط. ووجد الباحثون أن الجمع بين النظام الغذائي الصحي، والقيود الزمنية في وقت وجبات الشخص اليومية، يعادل خسارة حوالي كيلوغرامين أو أكثر تقريباً بصورة إضافية.
وكتب العلماء في ورقتهم البحثية المنشورة في دورية JAMA للطب الباطني، في 8 أغسطس/آب عام 2022 الجاري أن "تأثير الأكل المحدد بوقت، مع تقييد نسبة السعرات الحرارية المُستهلكة يومياً، كانتا تعادلان الحد من تناول نحو 214 سعراً حرارياً إضافياً في اليوم الواحد".
وقد أظهرت البيانات في نتائج الدراسة أيضاً أن ضغط الدم قد تحسن بسبب الصيام المتقطع بهذا الشكل، إضافة لتحسين الحالة المزاجية للمشاركين.
أنظمة صيام تلائم نمط اليوم السريع
وقال الباحثون إن روتين التوقف عن تناول الطعام في الساعة 3 مساءً كان "ممكناً" في نهاية المطاف، حيث تمكن الناس من الالتزام به، على الرغم من وجود التزامات اجتماعية في المساء، ووظائف بدوام كامل.
ولكن مع جداول العصر الحديث والاتجاه لتناول الطعام في وقت متأخر من المساء، يعتقد بعض الخبراء أن فترة متأخرة عن هذا التوقيت لتناول الطعام قد تكون أفضل نهجاً للصيام المتقطع، بشكل يتناسب مع نمط الحياة الحالي.
على سبيل المثال، يجب على الأشخاص تناول وجبة الإفطار في موعد لا يتجاوز الساعة 11 صباحاً، لأن هذا يعني أنه إذا كان الشخص يأكل في الساعة 8 مساءً أو 9 مساءً كآخر وجبة، فسيظل لديه نافذة كبيرة للصيام حتى نهار اليوم التالي، بحسب تقرير تناول نتائج الدراسة في صحيفة Telegraph البريطانية.
فوائد منع الأكل ليلاً على الصحة النفسية
تم العثور أيضاً على أن الأكل المقيد بالوقت يكون أكثر فاعلية في تحسين اضطرابات المزاج بين المشاركين في الدراسة.
وقالت النتائج إن ما نأكله ومتى نأكله "يؤثر أيضاً على مزاجنا لأسباب عديدة"، وذلك لأنه يمكن أن ينشأ الدوبامين من تناول أطعمة معينة، والطريقة التي نشعر بها تجاه أنفسنا يمكن أن تتأثر بما نأكله.
كما يمكن أن يؤثر الالتهاب (أو مضادات الالتهاب) في الأطعمة التي نستهلكها خلال اليوم على مزاجنا العام وحالتنا النفسية. ويمكن أن يؤثر صعود مستويات الجلوكوز وهبوطها في الدم على مزاجنا أيضاً.
لذلك، فإن الطريقة التي نأكل بها الطعام، وما نأكله من مكونات، علاوة على توقيت ما نأكل كذلك، تعمل كلها مثل إيقاعات الساعة البيولوجية للجسم، ما يمكن أن تؤثر على مزاجنا ورفاهيتنا النفسية.
كيف تبدأ في اتباع خطة النظام الغذائي
ولكن قبل الشروع في خطة تناول طعام محدودة الوقت، ينصح الخبراء بالتحدث مع الطبيب وخبير التغذية المتخصص؛ للحصول على المشورة وتحديد البرامج الملائمة لمتطلبات جسمك وصحتك العامة.
وبحسب موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية، تتمثل الخطوة الأولى قبل تجربة خطة نظام غذائي مقيدة بالوقت، مثل برنامج الصيام المتقطع السالف ذكره، أو أي نظام غذائي، في رؤية الطبيب والتأكد من نمطك الغذائي الجديد مناسب لمخاوفك الصحية.
كذلك فإن مرضى السكري والحالات الأخرى يمكن أن يكون لبرامج الصيام المتقطع تأثير جذري على صحتهم العامة وقدرتهم على إدارة الحالة بعناية.