تشير دراسة جديدة إلى أن القدرة على أداء تمارين الضغط ليست دليلاً على القوة فحسب، بل ربما تكون أيضاً إشارة إلى صحة القلب الجيدة.
اختبرت الدراسة قوة تحمّل رجال الإطفاء من الذكور متوسطي الأعمار. ووجدت أن هؤلاء القادرين على أداء تمارين الضغط أكثر من 40 مرة متصلة تقلّ لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 96%.
أو أنهم لا يعانون من مشاكل القلب خلال مدة 10 سنوات، وذلك بالمقارنة مع الرجال القادرين على أداء أقل من 10 مرات في التمرين الواحد.
غير أنه نظراً إلى أن الدراسة أجرت الاختبار على الذكور فقط من رجال الإطفاء، الذين يعملون في وظيفة تتطلب نشاطاً كبيراً، فليس من الواضح ما إذا كانت النتائج تنطبق على الوظائف التي تتطلب نشاطاً معتدلاً، بحسب موقع Live Science الأمريكي.
لكن النتائج تشير إلى أن "القدرة على أداء تمارين الضغط قد تكون طريقة سهلة وغير مكلفة للمساعدة في تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية"، حسبما قال في بيان له المؤلف الرئيسي للدراسة جاستن يانغ، وهو طبيب مهني مقيم في كلية تي إتش تشان للصحة العامة في بوسطن، التابعة لجامعة هارفارد.
ونُشرت الدراسة في 15 فبراير/شباط في مجلة JAMA Network Open الطبية.
اختبار بسيط
يعرف الأطباء أن اللياقة البدنية مرتبطة بتحسين صحة القلب. ولكن يصعب على الأطباء تقييم مستوى لياقة أي شخص تقييماً دقيقاً خلال زيارة روتينية. يستخدم الأطباء أحياناً "اختبارات المشاية الكهربائية" لتقييم مستوى لياقة الشخص. وفي هذه التقييمات، يركض الأشخاص على جهاز المشاية الكهربائية حتى يصل معدل نبضات القلب إلى مستوى معين.
لكن هذه الاختبارات تستهلك وقتاً طويلاً وتتطلب معدات باهظة، ومن ثم فإنها لا تجري بصفة روتينية.
اختبرت الدراسة الجديدة ما إذا كان تمرين بسيط مثل تمرين الضغط قادراً على تقديم أدلة على صحة القلب. ومن أجل اكتشاف الأمر، فحص الباحثون السجلات الطبية لأكثر من 1100 رجل إطفاء هندي (بمتوسط أعمار 39 عاماً) اجتازوا اختبار الضغط في بداية الدراسة.
جرى متابعة المشاركين بعد ذلك لعقد من الزمان لتحري ما إذا واجهوا أي حوادث مرتبطة بالقلب والأوعية الدموية، على شاكلة مرض الشريان التاجي، أو النوبة القلبية، أو توقف القلب.
ماذا عن مرّات أقل؟
وعلى مدى مدة الدراسة حدثت 37 حادثة مرتبطة بالقلب والأوعية الدموية بين المشاركين في الدراسة، غير أن مجموعة الرجال الذين تمكنوا من إتمام 40 مرة من تمرين الضغط لم يحدث بينها إلا حادث واحد فقط مرتبط بالقلب والأوعية الدموية.
أما هؤلاء الأشخاص الذي استطاعوا أداء تمرين الضغط لـ 11 مرة متواصلة على الأقل، فكانت مخاطر التعرض لأحداث مرتبطة بالقلب والأوعية الدموية أقل مقارنة بالأشخاص الذين لم يتجاوزوا 10 مرات متواصلة من تمرين الضغط، حسب نتائج الدراسة.
فيما كان الرجال الذين استطاعوا أداء 40 مرة متواصلة أو أكثر من التمرين، هم الأقل عرضة للإصابة من بين هذه المجموعة.
أهمية اللياقة البدنية
بيد أن الباحثين حذروا من أن القدرة على أداء تمرين الضغط ليست بالضرورة "مؤشراً مستقلاً للتنبؤ" بمخاطر أمراض القلب. يعني هذا احتمالية وجود عوامل أخرى متعلقة بمخاطر الإصابة بالمرض ومرتبطة أيضاً بعدد المرات من تمرين الضغط التي يستطيع المرء أداءها.
يمكن أن تتضمن مثل هذه العوامل عمر المرء، ومؤشر كتلة الجسم، ومستوى اللياقة البدنية التنفسية. ولكن في العموم قد تكون القدرة على أداء تمرين الضغط مؤشراً على اللياقة العامة، حسبما قال الباحثون.
وقال ستيفانوس كيلس، وهو باحث بارز ضمن مؤلفي الدراسة وأستاذ في قسم الصحة البيئية بكلية تي إتش تشان التابعة لجامعة هارفارد: "هذه الدراسة تؤكد أهمية اللياقة البدنية من أجل الصحة، وضرورة تقييم الأطباء للياقة (المرضى خلال زياراتهم إلى العيادات)".
وأشار الباحثون في ورقتهم البحثية إلى وجود حاجة الآن لإجراء مزيد من التدقيق في العلاقة بين القدرة على أداء تمارين الضغط وأمراض القلب لدى عامة السكان، بمن فيهم النساء والرجال لأقل نشاطاً.