العلم يقول إن مشاهير الشبكات الاجتماعية لا يعرفون الطريقة الآمنة لخسارة الوزن

يصعب العثور على معلوماتٍ عالية الجودة حول الأنظمة الغذائية من مواقع التواصل الاجتماعي. معظم مشاهير خسارة الوزن ليس لديهم أدنى فكرة عما يتحدثون عنه.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/14 الساعة 18:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/14 الساعة 18:49 بتوقيت غرينتش
مشاهير الشبكات الاجتماعية لا يعرفون الطريقة الآمنة لخسارة الوزن

إنستغرام ليس المكان الأفضل للحصول على نصيحة بخصوص فقدان الوزن.

قد يبدو لك هذا بديهياً، لكن لا أحد ينكر الإغراء القوي للعارضات ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الآخرين الذين يقدمون النصائح أو يسوقون لمنتج العجائب القادم لخسارة الوزن من خلال منصات الإنترنت.

يتمتَّع المُستهلك "المُتوسط" بالذكاء الكافي لتفادي خدعة شاي التخسيس عادةً، ولكن يصعب العثور على معلوماتٍ عالية الجودة حول الأنظمة الغذائية من المُدونات ومواقع التواصل الاجتماعي.

المشكلة هي أن معظم مشاهير خسارة الوزن ليس لديهم أدنى فكرة عما يتحدثون عنه.

الآن قدم مؤخراً بحث جديد في المجلس الأوروبي للسمنة في مدينة غلاسكو، يضع بعض الدعائم العلمية خلف هذا الاستنتاج.

وفقاً لما نشره موقع Health Line الأمريكي؛ وجدت الدراسة أن واحداً من بين كتاب مدونات الصحة وفقدان الوزن التسعة الأشهر في المملكة المتحدة يقدمون نصائح جيدة تستند للأدلة العلمية.

قالت كريستينا صباغ، المؤلفة الأولى للدراسة، الحاصلة على الماجستير، ومساعدة السياسات والبحوث في العمل على مكافحة السمنة في سكوتلاندا: "وجدنا أن معظم المدونات لا يمكن التعامل معها باعتبارها مصدراً موثوقاً لمعلومات فقدان الوزن، إذ عادة ما يقدمون آراءهم في صورة حقائق، وفشلوا في تحقيق المعايير الغذائية في المملكة المتحدة".

وأضافت: "ولهذا ضرر محتمل، لأن هذه المدونات تصل لقطاع عريض من الناس".

ماذا وجد الباحثون؟

ضم الباحثون المشاهير لدراستهم وفقاً لسلسلة من المعايير، مثل وجود أكثر من 800 ألف متابع على مواقع التواصل الاجتماعي، وجود علامة الصح الزرقاء لتأكيد الهوية على منصتين أو أكثر من مواقع التواصل الاجتماعي، ووجود مدونة نشطة عن التحكم في الوزن.

تعرض المحتوى الذي ينشره المشاهير مثل نصائح الأنظمة الغذائية ومخططات الوجبات إلى تحليل يدرس عوامل المصداقية مثل التحيز، والالتزام بالمواصفات الغذائية، والشفافية، والاستناد إلى المصادر.

الخلاصة، هل يستخدم المشاهير معلومات موثوقة عن التغذية وفقدان الوزن، وهل يتحققون من أين جاءت هذه المعلومات؟

ومن بين المشاهير التسعة في هذه الدراسة، نجح واحد فقط في الاختبار باعتباره يقدم نصائح موثوقة.

وبالنسبة لخطط الوجبات المنشورة في هذه المدونات، نظر الباحثون في 10 وصفات وحللوها إلى معلومات غذائية أولية، مثل محتوى السعرات، والسكر، والملح، والمواد الغذائية الأساسية. 3 منها فقط كانت في النطاق الحالي للسعرات الحرارية الصحية في المملكة المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، قدم أكثر من نصف المشاهير مزاعم غذائية وآراء وكأنها حقائق ودون تقديم مراجع تستند للأدلة.

وقال كريستين كيركباتريك، أخصائي تغذية مرخص ومسجل، ومدير خدمات التغذية الصحية في معهد كليفلاند كلينك ويلنس في أوهايو: "لم تفاجئني النتائج، إذ لا توجد أي درجة علمية مطلوبة، أو عملية تصديق لعمل مدونة أو صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي".

تقويض الجهود المستندة إلى أسس علمية

يقول كيركباتريك، الذي لم يشارك في الدراسة: "هذا محبط على صعيدين". وأضاف: "يمر أخصائيو التغذية برحلة تعليم، وتدريب شاقة وفهم الآليات المعقدة للهضم والأيض. وعادة ما نقضي -نحن الخبراء- أوقاتاً ثمينة في أثناء العمل لكشف الخرافات التي ربما يكون المرضى سمعوها من مواقع التواصل الاجتماعي".

ربما ليس من المفاجئ أن الوحيد الذي اعتبرته هذه الدراسة يمد الناس بمعلومات صحيحة كان أخصائي تغذية مسجلاً وحاصلاً على درجة علمية.

يتفق كيركباتريك مع صباغ على أن مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لديهم منصات قوية يمكن استغلالها فيما يفيد. لكن مثلما تشير هذه الدراسة، فإنها لا تكتفي بكونها غير مفيدة بل ربما تنشر معلومات غير دقيقة.

تقول صباغ لموقع Healthline الأمريكي: "قد تؤدي هذه المعلومات المغلوطة إلى تقويض جهود الحملات التي تستند إلى أُسس علمية".

وتأمل أن يكون لعملها القدرة على توفير المعلومات من أجل سياسة عامة في المستقبل للحد من انتشار معلومات الصحة وفقدان الوزن.

وقالت:

"عالم الإنترنت يصعب تنظيمه، لذا ربما يكون تقديم خطة للتصديق يمكن لأصحاب المدونات فيها الحصول على شارة المصداقية وعرضها على صفحاتهم حتى يتمكن العامة من رؤية أن هذه المدونة تعرضت للفحص على الأقل".

علامات الشبكات الاجتماعية الحمراء

حتى الآن، ما زال هناك بعض الطرق للتعرف على علامات الخطر التي تشير إلى أن هذه المعلومات مغلوطة أو مضللة:

1- هل لدى هذا الشخص مؤهلات مناسبة؟ ألق نظرة على قسم "عني" لتبحث عن شهادات اعتماد من مؤسسات معتمدة.

2- هل يتميزون بالشفافية فيما يتعلق في مصادر معلوماتهم؟ أي هل يقدمون روابط للمصادر؟ أو يلجأون للاقتباس؟

3-هل توصياتهم مبنية على حقائق أم آراء؟ إرفاق اقتباسات من دراسات علمية علامة جيدة على استخدام معلومات تستند للأدلة.

4- هل ينتقدون نوعاً معيناً من الطعام أو فئة معينة؟ هل يوصون ببرنامج يعتمد في الأساس على أنواع معينة من الشاي أو الحبوب أو المكملات المتخصصة؟ قد تكون هذه علامة حمراء بأن الخطة التي يقدمونها تفتقد المصداقية.

لكن الخلاصة هي عندما يتعلق الأمر بمشاهير فقدان الوزن والتغذية، توخ الحذر.

تقول صباغ: "إجمالاً، هذا يشير إلى أن مدونات التحكم في الوزن التي يديرها مشاهير الشبكات الاجتماعية لا يمكن أن ننصح بها جميعاً بصفتها مصادر موثوقة لمعلومات التحكم في الوزن".

تحميل المزيد