تُعد حساسية الغلوتين مصدراً شائعاً لحساسيات الطعام المنتشرة بين الناس التي تُسبب تفاعلات عكسية للجسم مع الغلوتين باعتباره مصدراً غريباً. والغلوتين هو نوع من البروتين الموجود في الكثير من الأطعمة مثل القمح والشعير وغيرهما.
هناك العديد من الأسباب المحتملة لتطوير حساسية الغلوتين، أو عدم تحمُّل الغلوتين، بما في ذلك أمراض الاضطرابات الهضمية، وحساسية القمح، وغير ذلك من الاضطرابات الهضمية التي تؤثر على طريقة عمل المعدة بشكل طبيعي.
في هذا التقرير سنلقي نظرة فاحصة على بعض الأعراض الأكثر شيوعاً لحساسية الغلوتين، وكيف من الممكن إدارة الحالة لتحسين مستوى حياتك.
ما هي حساسية الغلوتين، ولماذا تحدث؟
يمكن أن يسبب عدم تحمل الغلوتين أعراضاً مشابهة لأمراض الاضطرابات الهضمية، ومع ذلك فهي مشكلة مختلفة لها تأثيرات متباينة وطويلة المدى.
قد تشبه أعراض حساسية الغلوتين أيضاً أعراض حساسية القمح أو الأمراض المعوية مثل متلازمة القولون العصبي (IBS).
ويُقدر الخبراء بحسب موقع Medical New Today للصحة والطب، أن 10-15% من البالغين في أمريكا وحدها يعانون من أعراض القولون العصبي، ما يرجّح أن الأعداد العالمية للمشكلة قد تكون كبيرة للغاية.
وبشكل خاص، يجب على الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الهضمية تجنب الغلوتين تماماً في نظامهم الغذائي؛ لأنه يمكن أن يتسبب في تلف الأمعاء ويمنع الجسم من امتصاص العناصر الغذائية الأساسية.
كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح تجنب جميع منتجات القمح، لأن استهلاك أي منها يمكن أن يهدد الحياة.
وتؤدي حساسية الغلوتين إلى الشعور بعدم الراحة والاضطرابات، ولكن من غير المحتمل أن تسبب أعراضاً شديدة وحادة تتطلب الحصول على رعاية طبية طارئة.
وقد وجد العلماء بحسب ذات الموقع، العديد من الأدلة على أن العوامل البيئية يمكن أن تلعب دوراً في الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية وبالتالي الاحتمالية الأكبر في تطوير حساسيات الطعام المختلفة ومن بينها حساسية الغلوتين.
ومع ذلك، فإن أبحث الحساسية وتحمل الطعام لم تتوصل بعد إلى الأسباب الأساسية التي تؤدي لاضطراب عدم تحمل الغلوتين وكيف يرتبط بأمراض مماثلة؛ لكن بعض الباحثين رجحوا أن المكونات الأخرى في القمح، وليس الغلوتين نفسه، هي التي تسبب بعض هذه التفاعلات المزعجة للجسم.
أعراض حساسية الغلوتين أو حساسية القمح:
يوضح موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية أن الشخص المصاب بعدم تحمل الغلوتين سيعاني من أعراض بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على القمح أو الشعير أو أي من الأطعمة التي تتضمن عناصر الغلوتين.
وقد تشمل الأعراض:
- التعب.
- الانتفاخ.
- وجع البطن.
- الإسهال والإمساك.
- القيء والشعور بالغثيان.
- الشعور العام بالتوعك.
ويتزامن الأمر أيضاً مع بعض الأعراض الصحية العامة، مثل:
- القلق.
- الصداع.
- عدم التركيز.
- ارتباك وتشوش.
- الشعور بالخدر.
- آلام المفاصل أو العضلات.
- الطفح الجلدي.
- فقدان الوزن.
وفي حال كنت تعاني من معظم الأعراض السابقة، يجب عليك استشارة الطبيب المتخصص لتحديد التشخيص الصحيح – ولكن على الأغلب العديد من الحالات التي تؤثر على القناة الهضمية لها أعراض متشابهة.
وبالرغم من القدرة على إدارة معظم الأعراض نسبياً، لكن يمكن أن يكون ألم البطن الحاد أحد أعراض مشكلة طبية خطيرة أخرى؛ لذا يجب أن يتلقى أي شخص يعاني منها عناية طبية فورية للوقوف على أسباب المشكلة.
حساسية الغلوتين وأمراض القلق والاكتئاب
يصيب الاكتئاب حوالي 6% من البالغين كل عام عالمياً، وفقاً لمجلة Depression العلمية لأمراض القلق والاكتئاب. ويمكن أن يكون للأعراض، التي غالباً ما تنطوي على مشاعر اليأس والحزن، تأثير كبير على الحياة اليومية.
وأثبت عدة أبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي يكونون أكثر عرضة للقلق والاكتئاب من الأشخاص الذين ليس لديهم أي حالات صحية تتعلق بالمعدة وقدرة الجسم على الهضم.
ويُعتبر الاكتئاب والقلق شائعين بشكل خاص بين الأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية وحساسيات الطعام، ويحدث ذلك لعدة أسباب من بينها:
1- مستويات السيروتونين المتضاربة عند المصاب بحساسية الطعام: السيروتونين هو ناقل عصبي يسمح للخلايا بالتواصل، وهو يُعرف باسم أحد هرمونات "السعادة"، حيث ارتبط انخفاض مستوياته بالاكتئاب.
2- اكسورفين الغلوتين: تتشكل هذه المركبات أثناء هضم بعض بروتينات الغلوتين. وقد تتداخل مع الجهاز العصبي المركزي، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
3- التغييرات في ماكروبيوتك الأمعاء: قد تؤثر الكميات المتزايدة من البكتيريا الضارة وانخفاض كميات البكتيريا المفيدة على الجهاز العصبي المركزي بالكامل، مما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب أيضاً.
حساسية الغلوتين وحساسية القمح
عندما يكون الشخص مصاباً بحساسية القمح، يتفاعل جسمه مع بروتين موجود في القمح، ومع ذلك قد لا يكون هذا البروتين بالضرورة هو الغلوتين.
وبحسب موقع WebMD الطبي، يمكن أن تسبب حساسية القمح أعراضاً تهدد الحياة لشدتها. ويحتاج أي شخص مصاب بهذه الحساسية وتعرَّض لمكونات القمح أن يحصل على عناية طبية فورية.
إذ قد يصاب الشخص المصاب بحساسية القمح بالقشعريرة، والتورُّم، وصعوبة في التنفس. وفي الحالات الشديدة، قد تتطور الحساسية المفرطة ويؤدي رد الفعل الخطير هذا إلى انخفاض ضغط الدم في الجسم، وقد يفقد الشخص وعيه ويتوقف عن التنفس.
وبينما يتطلب رد الفعل التحسسي رعاية عاجلة، فإن عدم تحمل الغلوتين يكون أقل حدة ولا يشكل خطورة على الفور. ومع ذلك، يمكن أن يسبب عدم الراحة وقد يؤثر على الصحة العامة للشخص وجودة حياته.
الأطعمة المُوصى بتجنبها للمصاب بحساسية القمح والغلوتين
الغلوتين -كما أسلفنا- هو عبارة عن بروتينات تُمكِّن القمح والحبوب الأخرى من امتصاص الماء، والالتصاق ببعضها البعض، والبقاء لزجة ومرنة.
وهو يساعد على إعطاء عجينة الخبز قوامها ويجعل من الممكن تشكيل العجين.
ويحتوي القمح والشعير على الغلوتين، والذي قد يكون موجوداً في:
المخبوزات بأنواعها.
البسكويت وحبوب الإفطار.
المعكرونة بأنواعها.
منتجات السميد والكسكس.
كما يمكن للغلوتين أن يتواجد في المنتجات التي لا تعتمد بشكل واضح على الحبوب والقمح وغيرها، مثل: التوابل، والصلصات، والحساء، والمعلبات، والبهارات.
ما هي الأطعمة التي يمكنك تناولها؟
- تشمل الأطعمة الآمنة لمرضى حساسية القمح والغلوتين:
- الفواكه والخضراوات.
- منتجات اللحوم والدواجن والأسماك العادية.
- البقول ، مثل الفول والعدس.
- الأرز والكينوا.
- البطاطا.
- بعض منتجات الشوفان.
ومع ذلك، يجب على الشخص الذي يتطلع إلى تجنُّب الغلوتين التأكد من فحص الملصقات الغذائية بعناية. قد يكون من الجيد أيضاً صنع الحساء والصلصات وتوابل الطهي في المنزل لضمان خلوها من أي مركبات أخرى.
لا تحتوي المنتجات التي تحتوي على ملصقات "خالية من الغلوتين" على ما يكفي من الغلوتين لإثارة أعراض مرض الاضطرابات الهضمية أو عدم تحمل الغلوتين لديك. ويقوم المصنِّعون بإزالة الغلوتين من دقيق القمح أو استخدام بديل، مثل دقيق الشوفان أو دقيق الحمص وغير ذلك.