إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في النوم، على الرغم من أنك مرتاح البال وهادئ الأعصاب، فقد يكون السبب نقص أحد المعادن المهمة في جسمك، إذ اكتشفت دراسات حديثة أنّ المغنيسيوم والنوم مرتبطان بشكل وثيق فيما بينهما.
المغنيسيوم والنوم
وقال الطبيب راج داسغوبتا، أستاذ الطب الرئوي وطب النوم لدى جامعة كاليفورنيا الجنوبية لصحيفة The New York Times الأمريكية: "يرتبط نقص المغنيسيوم بارتفاع مستويات التوتر والأرق وصعوبات الاسترخاء، التي تُعد من المكونات الرئيسية للحصول على نوم جيد في الليل"، مضيفاً أنّ المغنيسيوم يتفاعل مع ناقل عصبي مهم يفضل النوم.
وأكد داسغوبتا أنه أجرى تجربة سريرية صغيرة خضع لها 43 شخصاً من كبار السن في طهران، جعلهم تناولون إما 500 مللغم من المغنيسيوم، أو الدواء الوهمي لمدة 8 أسابيع.
ولفت إلى أن الدراسة وجدت أنَّ الأشخاص الذين تناولوا المكملات الحقيقية كانوا ينامون بصورة أسرع، ولوقت أطول أثناء استلقائهم، لكن المدة الإجمالية التي ناموها لم تكن أطول بالضرورة.
كما لفت إلى دراسة أصغر خضع لها 10 أشخاص قبل نحو 20 سنة وجدت أن الحصول على المغنيسيوم ساعد الأشخاص الذين يعانون من مشكلة تململ الساقين في الحصول على مزيد من النوم.
في حين تنصح مؤسسة النوم الأمريكية Sleep Foundation، أنّه في حال أردت تناول مكملات غذائية لمد جسمك بالمغنيسيوم، فعليك قبل البدء قبل البدء التركيز على الحصول على الكمية المناسبة من العناصر الغذائية في نظامك الغذائي.
وأضافت أنه وفقاً للإرشادات الغذائية الأمريكية للفترة 2020-2025، يجب أن تلبي معظم احتياجاتك الغذائية من خلال تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالعناصر الغذائية، ويشمل ذلك الخضار والفواكه الكاملة والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان والأطعمة البروتينية.
وأضافت المؤسسة أنّ المغنيسيوم الإضافي في نظامك الغذائي لديه القدرة على مساعدتك على النوم بشكل أفضل، لأن المغنيسيوم يلعب دوراً مهماً في تنظيم النوم.
أعراض نقص المغنيسيوم
المشاكل الصحية المرتبطة بنقص المغنيسيوم نادرة، ولكن إذا كانت مستويات المغنيسيوم لديك منخفضة على المدى الطويل بسبب حالات صحية أخرى، مثل إدمان الكحول أو تناول بعض الأدوية، فقد تكون أكثر عرضة للخطر.
ويمكن أن يؤدي نقص المغنيسيوم إلى مشاكل صحية بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، داء السكري، هشاشة العظام، وصداع نصفي.
ووفقاً لما ذكره موقع Health Direct الطبي فإن أبرز أعراض نقص المغنيسيوم هي:
- فقدان الشهية.
- الغثيان والقيء.
- التعب والضعف.
- شعور بالنخزات.
- تشنجات عضلية.
- فرط الاستثارة.
- النعاس.
- عدم انتظام ضربات القلب.
فوائد المغنيسيوم
بحسب ما ذكره موقع Medical News Today الطبي الأمريكي، فإنّ المغنيسيوم هو معدن أساسي، يلعب دوراً في العديد من العمليات الجسدية، بما في ذلك:
إنتاج الطاقة.
الحفاظ على هيكل العظام والأسنان.
الحفاظ على وظيفة العضلات.
الحفاظ على وظيفة العصب.
الحفاظ تكرار الحمض النووي.
تخليق الحمض النووي الريبي والبروتين.
وعلى هذا النحو، من الضروري أن يحصل الناس على ما يكفي من المغنيسيوم في نظامهم الغذائي كل يوم للبقاء بصحة جيدة.
أين يوجد المغنيسيوم؟
ولكن إذا كنت تشعر بالقلق من أنك لا تحصل على ما يكفي من المغنيسيوم، فإن تغيير حميتك الغذائية قد يكون خياراً أفضل من تناول المكملات؛ نظراً لأن "هناك أدلة نادرة حقاً تقول إن تناول جرعات دوائية فائقة من المغنيسيوم سوف تمنحك فائدة".
تتاح المعادن على نطاق واسع في الأغذية النباتية والحيوانية، وتقلل الكلى إفراز البول للمغنيسيوم، ومن ثم فإن نقصه يكون نادراً بين الأصحاء.
وتعد الخضروات الورقية والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة مصادر جيدة للمغنيسيوم، كما تحتوي الأسماك ولحوم الدجاج واللحم البقري أيضاً على المغنيسيوم.
لكن الأشخاص الأكبر سناً والأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية محددة مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض الجهاز الهضمي، وإدمان الكحول، قد يعانون من نقص كميات المغنيسيوم لديهم.
ما مدى شيوع نقص المغنيسيوم؟
بالنسبة لمعظم الناس، يبلغ خطر الإصابة بنقص مغنيسيوم الدم نحو 2%، ويعتبر الخطر أعلى بالنسبة لمجموعات معينة.
مثلاً المرضى في المستشفى لديهم فرصة 10% إلى 20% من نقص مغنيسيوم الدم، يرتفع هذا الخطر إلى حوالي 50% -60% للأشخاص في وحدات العناية المركزة بالمستشفى.
الأشخاص المصابون بداء السكري لديهم فرصة بنسبة 25% للإصابة بنقص مغنيسيوم الدم، وأولئك الذين يفرطون في تناول الكحول معرضون لخطر الإصابة به بنسبة 30% – 80% وفقاً لما ذكره موقع WebMD الطبي الأمريكي.
هل يمكن أن يسبب نقص المغنيسيوم مشاكل طويلة الأمد؟
إذا تُرك دون علاج، يمكن أن يتسبب نقص مغنيسيوم الدم في عدم انتظام ضربات القلب، وقد تكون معرضاً بشكل خاص لخطر الإصابة بـTorsades de Pointes، وهو نوع من عدم انتظام ضربات القلب.
قد تؤدي المستويات المنخفضة من المغنيسيوم أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بما يلي:
مرض قلبي: الأشخاص الذين لديهم ما يكفي من المغنيسيوم في وجباتهم الغذائية هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
داء السكري من النوع الثاني: الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من المغنيسيوم لديهم مخاطر أقل لمقاومة الأنسولين، مما قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
هشاشة العظام (ترقق العظام): المغنيسيوم مهم لكثافة العظام، يرتبط انخفاض المغنيسيوم بهشاشة العظام، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بكسور العظام.
صداع نصفي: يعاني الأشخاص المصابون بالصداع النصفي أحياناً من انخفاض المغنيسيوم، وقد يتمكنون من تقليل وتيرة الصداع عن طريق تناول مكملات المغنيسيوم تحت إشراف الطبيب.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.