يُعد البروتين أحد اللبنات الأساسية في الجسم، وبالتالي من الطبيعي أن تتساءل عن احتمال ظهور أعراض نقص البروتين عند عدم تناول الكمية الكافية منه في النظام الغذائي اليومي.
تشير الدلائل إلى أن نقص البروتين في النظام الغذائي يؤدي إلى مجموعة واسعة من الآثار الجانبية.
لماذا يُعد البروتين مهماً؟
يحتوي البروتين على 20 حمضاً أمينياً، بما فيها 9 أحماض أمينية أساسية. لا يمكن للجسم أن يصنع الأحماض الأساسية بنفسه، لذا يجب أن يستمدها من الطعام، هذا وفقاً للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة.
أما الأحماض الأمينية غير الأساسية، يمكن أن يفرزها الجسم بشكل طبيعي أو يستمدها من الطعام.
طبيبة الطوارئ في مركز كليف لاند الدكتورة آندي بريل قالت لمجلة SELF الأمريكية: "تشارك جميع هذه الأحماض الأمينية في كل شيء: الدم والأنسجة والعضلات والجهاز المناعي".
عندما تكون الحصة اليومية من البروتين منخفضة للغاية، يواجه جسمك صعوبة في أداء ما يفترض عليه فعله للبقاء على قيد الحياة.
ماذا يحدث عند نقص البروتين في جسمك؟
يُعد نقص البروتين حالة طبية تظهر عادة من خلال أعراض كالضعف والإعياء والعدوى المتكررة بسبب ضعف جهاز المناعة وتساقط الشعر وتقصفه وضعف الأظافر وسهولة كسرها.
ما مقدار البروتين الذي تحتاج إليه؟
تختلف الكمية من شخص لآخر، إذ يعتمد الاحتياج إلى البروتين على السن والجنس والتاريخ الصحي ومقدار التمرينات اليومية، وذلك وفقاً للمكتبة الوطنية للطب بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن انطلاقاً من الحالة العامة، تساوي الكمية الغذائية المبدئية للبالغين الأصحاء ممن يمارسون الحد الأدنى من النشاط البدني 0.8 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من الجسم، بحسب ما ورد في إرشادات نُشرت في دورية Annals of Nutrition and Metabolism.
واستكمالاً لهذا، قد يحتاج الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل متكرر إلى مقدار أكبر من البروتين.
ففي بيان موقف أصدرته أكاديمية التغذية في كندا والكلية الأمريكية للطب الرياضي عام 2016، نصح الخبراء البالغين الذين يؤدون الأنشطة والرياضيين بتناول 1.2 غرام إلى غرامين لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
يتمثل السبب الرئيسي وراء نقص البروتين بالتأكيد في عدم تناول ما يكفي من الطعام الغني بالبروتين، مثل النباتيين وكبار السن. ولكن قد يصيب من يعانون من مشكلات صحية متعلقة بالمعدة والأمعاء، إذ تعرقل هذه الأمراض عملية امتصاص الأمعاء للبروتين بشكل سليم.
ما هي علامات نقص البروتين؟
تختلف أعراض نقص البروتين حسب مدى خطورة الحالة. ومع ذلك، ثمة إنذارات لا بد من أخذها في الاعتبار تنوه إلى نقص حقيقي، حتى لو كانت نادرة:
1. الرغبة الشديدة في تناول البروتين
إذا كنت لا تتناول ما يكفي من البروتين، يظهر الجسم هذا النقص عبر اشتهاء اللحم أو الدجاج بشدة، لذا يجب الاستماع لما يطلبه الجسم وتقديمه.
2. الرغبة الشديدة في تناول السكريات
تهضم المعدة البروتين (والدهون أيضاً) بدرجة أبطأ من هضم النشويات، ولكن إذا تناولت وجبة تتكون في الغالب من النشويات مع عدم احتوائها على ما يكفي من البروتين، فستُهضم بشكل أسرع وتتسبب في ارتفاع معدل السكر في الدم.
هذا الارتفاع يتبعه هبوط في المعدل، وعندما يرتفع معدل السكر في الدم وينخفض باستمرار، نتوق إلى المزيد من السكر. لكن المفتاح في تناول البروتين مع النشويات حتى يُهضم كل شيء بدرجة أبطأ، ويتغير معدل السكر في الدم بشكل تدريجي بمرور الوقت.
3. الشعور بالجوع
يقلل البروتين من إفراز هرمون الجريلين "الجوع" ويحفز إفراز الهرمونات الأخرى التي تعزز الشعور بالشبع. ونتيجة لذلك، فإن عدم تناول ما يكفي من البروتين تزيد من شهيتك وتجعلك في الواقع تتناول المزيد من الطعام.
4. الهزال والإعياء
الهزال والإعياء من الأعراض المبكرة لنقص البروتين، واكتشفت مراجعة منهجية أجريت عام 2018 نشرت في دورية Nutrients ارتباط عدم الحصول على ما يكفي من البروتين بالضعف لدى من هم في عمر الـ60 أو من هم أكبر، وهي متلازمة مرتبطة بالعمر تتسم بأعراض مثل الضعف والبطء وانخفاض مستوى الطاقة والنشاط وفقدان الوزن غير المتعمد.
5. فقدان كتلة العضلات
إذا لم نحصل على ما يكفي من البروتين، يخسر الجسم كتلة العضلات، وتحديداً لدى كبار السن. وفي ظل نقص البروتين، تظل هناك حاجة إلى تسخير الأحماض الأمينية لوظائف الجسم المهمة مثل إصلاح الأنسجة وإفراز الإنزيمات الأساسية، فيستخدم الجسم بروتينات العضلات بوصفها المصدر، مما قد يؤدي إلى فقدان كتلة العضلات.
6. مشكلات في البشرة والشعر والأظافر
تناولت دراسة أجريت عام 2019 ونُشرت في دورية Indian Dermatology Online الأشخاص الذين يستهلكون أقل من نصف الكمية الموصى بها من البروتين (مما يعني أنهم يعانون من النقص بشكل حاد) ولاحظت أنهم واجهوا مشكلات في البشرة والشعر بما فيها تساقط الشعر وحب الشباب والكلف والشيخوخة المبكرة. وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن أحد أسباب ذلك أن البروتين يعمل بمثابة لبنة أساسية من أجل شعر وبشرة وأظافر صحية.
7. إعاقة وظيفة المناعة أو بطء التئام الجروح
يؤثر نقص البروتين في التئام الجروح بمرور الوقت، حتى يفضي الأمر إلى بطء وتيرة إصلاح الأنسجة، الأمر الذي يساعد بدوره في الحفاظ على صحة جسمك.
8. خطر الإصابة بكسور العظام
يساعد البروتين في تكوين بنية جميع الخلايا، بما فيها العظام. وبالتالي ليس من المفاجئ أن يرتبط نقص البروتين بكسور العظام. ويكون ذلك واضحاً لدى كبار السن.
9. الكبد الدهني
تحدث الإصابة بالكبد الدهني عندما تعلق قطرات دهنية داخل خلايا الكبد، وهي من أعراض سوء التغذية المتعلق بالبروتين (مرض كواشيوركور)، الذي يؤثر على الأطفال والرضع في المناطق التي ضربها الفقر في العالم. وفي حال إهمال علاجه وعدم الحصول على مساعدة طبي،ة قد يفضي الأمر إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
10. الوذمة (التورم)
تُعد إحدى علامات النقص الحاد في البروتين هي التورم، التي تعرف طبياً باسم الوذمة، وهي أحد العلامات المنذرة بالإصابة بمرض كواشيوركور. يتراكم السائل في الأقدام والأرجل والبطون، مما ينتج عنه مستويات منخفضة للغاية من الألبومين (بروتين موجود في الدم)؛ وهو ما يفسر انتفاخ البطون في الدول التي يعاني أطفالها من سوء التغذية الشديد.