قد تكون مصاحبة شخص يفتح الشهية أحد أسباب “الجوع العاطفي” ونصائح عمليّة للتغلب عليه

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/17 الساعة 13:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/18 الساعة 14:16 بتوقيت غرينتش
iStock/ الجوع العاطفي

لا شكّ أن تناول الطعام لا يكون دائماً من أجل إرضاء الجوع الجسدي، بل يكون أحياناً لإرضاء الجوع العاطفي، إذ يلجأ الشخص لما يسمى بـ"الأكل العاطفي" من أجل تخفيف التوتر أو الإحباط أو الغضب أو الحزن الذي يشعر به.

وفي أغلب الأحيان يميل هذا الشخص إلى تناول الوجبات السريعة والشيبس والشوكولا وغيرها من المأكولات غير الصحية، فأنا أعرف شخصاً يأكل كيلوغراماً كاملاً من الآيس كريم عندما يشعر بالإحباط.

ما هو الجوع العاطفي؟

الجوع العاطفي هو استخدام الطعام ليشعر الشخص بالتحسن من أجل سد الاحتياجات العاطفية، مثل الشعور بالتوتر أو عدم الراحة أو بالمشاعر السلبية، فيميل هذا الشخص إلى تناول الوجبات غير الصحية حتى ولو لم يكن جائعاً، وفقاً لما ذكره موقع Helpguide.

ولسوء الحظ فإن الأكل العاطفي لا يحل المشاكل العاطفية، وإنما يجعل حالتك أكثر سوءاً، إذ يمكن أن تشعر أيضاً بالذنب للإفراط في تناول الطعام.

كيف تجري دورة الجوع العاطفية؟

بشكل عام لا يعد تناول الطعام، لاسيما الوجبات السريعة، من أجل الاحتفال أو كنوع من المكافأة لنفسك أمراً سيئاً، لكنه يصبح كذلك عندما يصبح الأكل مجرد آلية من أجل التأقلم، مثل أن تتجه لفتح باب الثلاجة كلما شعرت بالتوتر أو الانزعاج أو الوحدة أو الملل.

في الحقيقة لا يمكن ملء الجوع العاطفي بالطعام، إذ إنّ المشاعر ستبقى على حالها حتى ولو تناولت كل ما تشتهيه، وغالباً ستشعر بالسوء بعد ذلك بسبب السعرات الحرارية غير الضروريّة التي استهلكتها.

ومما يزيد المشكلة تعقيداً أنك تتوقف عن تعلم طرق أكثر صحة للتعامل مع عواطفك، وسيكون لديك وقت أصعب في التحكم في وزنك، كما ستشعر بشكل متزايد بالعجز تجاه كل من الطعام ومشاعرك.

ولكن بغضّ النظر عن مدى شعورك بالعجز تجاه الطعام ومشاعرك، فمن الممكن إجراء تغيير إيجابي عن طريق تعلم طرق أكثر صحة للتعامل مع عواطفك، وتجنب المحفزات، وقهر الرغبة الشديدة في تناول الطعام ووضع حد للأكل العاطفي.

iStock/ الجوع العاطفي هو استخدام الطعام ليشعر الشخص بالتحسن من أجل سد الاحتياجات العاطفية، مثل الشعور بالتوتر أو عدم الراحة أو بالمشاعر السلبية
iStock/ الجوع العاطفي هو استخدام الطعام ليشعر الشخص بالتحسن من أجل سد الاحتياجات العاطفية، مثل الشعور بالتوتر أو عدم الراحة أو بالمشاعر السلبية

الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي

قبل أن تتمكن من التحرر من دائرة الأكل العاطفي، عليك أولاً أن تتعلم كيفية التمييز بين الجوع العاطفي والجسدي، فقد قد يكون هذا أصعب مما يبدو، خاصة إذا كنت تستخدم الطعام بانتظام للتعامل مع مشاعرك.

الجوع العاطفي مفاجئ

يأتي الجوع العاطفي فجأة، فتشعر بأنّ عليك تناول الطعام بشكل عاجل، في حين يأتي الجوع الجسدي بشكل تدريجي، والرغبة في تناول الطعام لا تكون قوية أو عاجلة ما لم تكن جائعاً منذ فترة طويلة.

الرغبة في أطعمة معينة

يشتهي الجوع العاطفي أطعمة معينة، لاسيما الوجبات السريعة أو الوجبات الخفيفة السكرية، كما تشعر أنك بحاجة إلى فطيرة الجبن أو البيتزا ولن يفيدك أي شيء آخر.

أما عندما تكون جائعاً جسدياً فإن أي شيء تقريباً سيبدو جيداً لك، بما في ذلك الأشياء الصحية مثل الخضراوات.

تناول الطعام بشكل طائش

غالباً ما يؤدي الجوع العاطفي إلى الأكل الطائش، مثل أن تتناول كيساً كاملاً من رقائق البطاطس أو شرب لتر كامل من الكولا، أو كمية كبيرة من الآيس كريم دون الالتفات إلى ما تأكل أو حتى الشعور بالاستمتاع تماماً.

أما عندما تأكل استجابةً للجوع الجسدي، فأنت عادةً أكثر وعياً بما تفعله.

لن تشبع

لن تشعر بالشبع بمجرد تناول كميات طعام أكثر من المعتاد، بل ستستمر في رغبتك في المزيد، وغالباً ما تأكل حتى تشعر بالضيق.

من ناحية أخرى، لا يحتاج الجوع الجسدي إلى حشو معدتك عن آخرها، بل ستشعر بالرضا عندما تكون معدتك ممتلئة بشكل طبيعي.

شعور الجوع يأتي من الرأس وليس المعدة

الجوع العاطفي لا يأتي من المعدة، فبدلاً من هدير بطنك أو وخز في معدتك ستشعر بالجوع، كرغبة لا يمكنك التخلص منها من رأسك.

الشعور بالندم بعد تناول الطعام

غالباً ما يؤدي الجوع العاطفي إلى الندم أو الشعور بالذنب أو الخجل، فعندما تأكل لإشباع الجوع الجسدي فمن غير المرجح أن تشعر بالذنب أو الخجل، لأنك ببساطة تعطي جسمك ما يحتاجه، أما إذا شعرت بالذنب بعد تناول الطعام، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب معرفتك أنك لا تأكل لأسباب غذائية.

الجوع العاطفيالجوع الجسدي
مفاجئتدريجي
لا تستطيع تأجيلهيمكن تأجيله
ترغب في أطعمة معينة أي شيء سيكون مناسباً
لا يُشبع المعدةيشبع بشكل طبيعي
تشعر بالذنب والخجل من نفسك بعد تناول الطعاملا تشعر بالسوء تجاه نفسك

أسباب الجوع العاطفي

تتمثل الخطوة الأولى في وضع حد للأكل العاطفي في تحديد الأسباب والمحفزات، مثل المشاعر أو المواقف أو الأماكن التي تجعلك تصل إلى هذه المرحلة.

الإجهاد والتوتر

لا شكّ أن التعب والإجهاد والتوتر يجعلان الشخص يشعر بالجوع، لأن الجسم ينتج مستويات عالية من هرمون التوتر، وهو الكورتيزول الذي يثير الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة المالحة والحلوة والمقلية، وهي الأطعمة التي تمنحك دفعة من الطاقة والمتعة.

كلما زاد التوتر غير المنضبط في حياتك زادت احتمالية لجوئك إلى الطعام من أجل الراحة العاطفية.

كتم المشاعر

يمكن أن يكون الأكل وسيلةً لإسكات أو تهدئة المشاعر غير المريحة، بما في ذلك الغضب والخوف والحزن والقلق والشعور بالوحدة والاستياء والعار.

أثناء قيامك بتخدير نفسك بالطعام يمكنك تجنب المشاعر الصعبة التي تفضل ألا تشعر بها.

الملل أو الشعور بالفراغ

هل سبق لك أن تأكل لمجرد إعطاء نفسك شيئاً لتفعله أو لتخفيف الملل، أو كطريقة لملء فراغ في حياتك؟

تشعر أنك غير ممتلئ وفارغ، والطعام هو وسيلة لشغل فمك ووقتك، إذ يشعرك هذا بالشبع، ويشتت انتباهك عن المشاعر الكامنة وراء عدم الرضا عن حياتك.

عادات الطفولة

فكِّر في ذكريات طفولتك عن الطعام، هل كافأك والداك بالآيس كريم بسبب سلوكك الجيد؟ أو اصطحبوك لتناول البيتزا عندما حصلت على علامات جيدة في المدرسة؟ غالباً ما تنتقل هذه العادات إلى مرحلة البلوغ أو قد يكون الدافع وراء تناولك الطعام هو الحنين إلى الماضي لتذكر ذكريات عزيزة عليك.

التأثيرات الاجتماعية

يعد الالتقاء بأشخاص آخرين لتناول وجبة طريقة رائعة لتخفيف التوتر، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى الإفراط في تناول الطعام.

إذ من السهل الإفراط في تناول الطعام لمجرد وجود الطعام، أو لأن الآخرين يأكلون معك، وقد تُفرط في تناول الطعام أيضاً في المواقف الاجتماعية بسبب التوتر، أو ربما تشجعك عائلتك أو دائرة أصدقائك على الإفراط في تناول الطعام، وتجد أنه من الأسهل أن تتماشى مع المجموعة.

علاج الجوع العاطفي

إذا كنت أحد الأشخاص الذين يعانون من حالة الأكل العاطفي، تعرف على هذه النصائح التي يقدمها موقع Mayoclinic، والتي ستساعدك في اتخاذ خطوات من أجل السيطرة على رغبتك الشديدة في تناول الطعام.

احتفظ بمفكرة طعام

اكتب ما تأكله، وكم تأكل، ومتى تأكل، وكيف تشعر عندما تأكل، ومدى جوعك؟ وبمرور الوقت قد ترى أنماطاً تكشف العلاقة بين الحالة المزاجية والطعام.

خفِّف من توترك

إذا كان التوتر يساهم في الأكل العاطفي، فجرّب أسلوب إدارة الإجهاد، مثل ممارسة اليوغا أو التأمل أو التنفس العميق.

قم بفحص حقيقة جوعك

هل جوعك جسدي أم عاطفي؟ إذا كنت قد أكلت قبل ساعات قليلة فقط ولم تكن لديك قرقرة في المعدة، فمن المحتمل أنك لست جائعاً، امنح نفسك المزيد من الوقت قبل تناول الطعام.

احصل على الدعم

من المرجح أنك تستسلم للأكل العاطفي إذا كنت تفتقر إلى شبكة دعم جيدة، لذلك ننصحك بشرح الموضوع لعائلتك وأصدقائك من أجل دعمك.

حارِب الملل

بدلاً من تناول الوجبات الخفيفة عندما لا تكون جائعاً، شتت نفسك واستبدل تناول الطعام بسلوك أكثر صحة، مثل أن تتمشى أو تقرأ كتاباً أو تشاهد فيلماً أو الاتصال بصديق.

بل تحتفظ بالأطعمة غير الصحية

لا تحتفظ بأطعمة أو حلويات يصعب مقاومتها في منزلك، وبدلاً من ذلك اشترِ الأطعمة الصحية التي ستساعدك على تجنب شعور عدم الرضا مثل: ( زبدة الفول السوداني، الشوكولاتة الداكنة، التوت المجمد، الزبادي الطبيعي، الفواكه والأجبان).

لا تحرم نفسك

إذا كنت تحاول إنقاص وزنك فلا شكّ أنك قد تحد من السعرات الحرارية أكثر من اللازم وتتناول نفس الأطعمة بشكل متكرر، وقد يؤدي هذا فقط إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام، خاصةً عند الاستجابة للمشاعر.

تعلَّم من أخطائك

إذا كانت لديك نوبة من الأكل العاطفي فاغفر لنفسك وابدأ من جديد في اليوم التالي، كما يجب أن تحاول أن تتعلم من التجربة، وقم بوضع خطة لكيفية منعها في المستقبل.

لذلك ركّز على التغييرات الإيجابية التي تُجريها في عاداتك الغذائية، وامنح نفسك الفضل لإجراء تغييرات ستؤدي إلى صحة أفضل.

تحميل المزيد