أغلبنا عندما يقوم باتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن تأتي عليه فترة ملل وتأفف من هذا "الدايت" وهذا الأمر من أكبر أسباب عدم الاستمرار على الأنظمة الغذائية عند أغلبنا.
إذن ما هو علاج هذه المشكلة؟
العلاج بسيط وسأكتبه لكم في عدة نقاط
أولاً: يجب الاقتناع تماماً أنه لا يوجد شيء اسمه الممنوعات في الدايت أو النظام الغذائي للتخسيس، يعني لا المانجو ممنوعة ولا الموز، العنب، البطاطا وغيرهم، كل أصناف الطعام متاحة بشرط أن تسخدم طريقة صحيحة في طبخه.
يعني إذا أردت تناول البطاطس مثلاً فأمامك طرق صحية عديدة لتحضيرها، إما سلقها أو شويها بالفرن وخلافه من الطرق الصحية.
والنقطة الأهم في الممنوعات أنك يجب أن تعرف أن الدهون ليست ممنوعة تماماً لكن هناك كمية معينة عليك ألا تتجاوزها، هذه الكمية تقارب ربع سعراتك ما يساوي من معلقتين إلى 4 معالق زيت يومياً، مسموح لك أن تستخدمها في طبخ طعامك حتى يكون للأكل مذاق شهي ومقارب للأكل ما قبل الدايت.
ثانياً: يجب أن تتمتع بنسبة مرونة في نظامك الغذائي وهذا أفضل من حرمان نفسك من بعض الأكل غير الصحي كالشيكولاته التي تحبها أو رقائق البطاطس أو أنواع أخرى من العصائر.
أمامك حلان في هذه الحالة، إما أن تأكل ما تحبه من المنتجات بشرط أن يكون مصنوعاً أو مطهياً بأقرب طريقة صحية، حينها تناول منها حتى لا تشعر بالحرمان، أما الحل الآخر أن تستمر في تناول ما تحب بشكل يومي وان لم يكن صحياً ولكن بكميات أقل بكثير.
مثال: شخص ما يعشق شيكولاته النوتيلا ولا يقدر على التوقف عن تناولها ولم يجد بديلاً شبيهاً بها، فحينما يقوم بعمل الدايت سيجد نفسه بعد 3 أو 4 أيام من الحرمان من هذه الشيكولاته التي يحبها لم يعد يستطيع التحمل والاستمرار في الدايت فيعود مرة ثانية للأكل بنهم شديد وبكميات كبيرة ومضرة.
حينها من الأفضل أن يستخدم يومياً معلقة صغيرة منها حتى لا يشعر بالحرمان ويتمكن من الاستمرار في نظامه الغذائي.
ثالثاً: يجب أن تربط فكرة الدايت بصحتك وليس بوزنك.
أغلبنا للأسف يربط فكرة الدايت بوزنه فقط، وأنه فقد رقماً من الكيلوغرامات على الميزان، أو لم يفقد شيئاً فيشعر باليأس الشديد ويتوقف عن الاستمرار في الدايت.
لكن لو ربط هذا الشخص الموضوع بصحته وأن فوائد الدايت تتعدى وزنه بل إن ذلك سيُشعره بفارق في حياته كلها، حينها سيختلف الموضوع بالنسبة له 360 درجة، لأنه سواء فقد وزنه أم ظل ثابتاً أو فقد القليل، في كل الأحوال أنت بنظامك الغذائي هذا تحمي نفسك من أغلب أمراض العصر كالسكري والضغط والكولسترول وغيرها.
رابعاً: يجب أن تكون أهدافك في الدايت واقعية
أغلبنا يحدد لنفسه أهدافاً غير واقعية خصوصاً على مستوى الوقت، فمثلاً تجد شخصاً سميناً ونهماً في الأكل منذ سنوات وجسمه يحمل كتلة دهنية عالية، وحينما يقرر البدء في نظام لخسارة الوزن، يود أن يخسر كل ما يريد من وزن في شهر أو شهرين كحد أقصى، لأنه يعتقد أنه عندما يفقد كل وزنه الزائد في شهر سيعود لأكل ما يود بدون أي حرمان كما كان في السابق، وفي النهاية تجده يخسر قليلاً بعض الوزن ويزيد وزنه في أوقات أخرى، ولا يتمكن أبداً من تحقيق هدفه. لكنه من البداية لو وضع هدفاً واقعياً مثلاً أن يخسر وزنه الزائد في 6 شهور أو سنة سيكون راضياً تماماً بما يحقق من نتائج كل شهر حتى يصل في النهاية للوزن الذي يحلم به.
نفترض مثلاً أن هناك شخصاً يخسر من وزنه 3 كيلو فقط شهرياً، ربما سترى هذا الرقم قليلاً لكن بعد 3 شهور سيفقد 9 كيلو وبعد 6 شهور سيصل وزنه المفقود إلى 18 كيلو، حينها سيشعر هذا الشخص بفرق شاسع في حياته وصحته.
خامساً وأخيراً: يجب أن تقتنع بأن الدايت ليس معناه تقليل الأكل:
الدايت يعني تقليل سعرات، بمعنى أن طبق الأرز الذي تأكله بكمية كبيرة من السمن الزيت، ربما يحتوي على 2000 سعر، لكن لو طبخته بمعلقة زيت واحدة، ستكون عدد السعرات 500 أو 600 سعر بحد أقصى، ففي هذه الحالة أنت قللت من السعرات الحرارية وربما تكون الكمية هي نفسها أو لم تختلف بكثير.
وجبة الغداء التي كانت تحتوي على 3000 سعر حراري ، بعد تخفيف الدهون منها أصبحت 800 سعر والكمية هي نفسها، يعني ستأكل وتشبع وتخسر الوزن في نفس الوقت.
أهم نصيحة بعد كلامي هذا هو ممارسة الرياضة دائماً حتى لو في البيت، لأن الرياضة صدقني ستشعرك بفرق كبير في قوتك وصحتك وحياتك واستمرارك في الدايت وكل شيء.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.