توصلت دراسة علمية جديدة إلى أن الركض لخسارة الوزن هو أحد أفضل الطرق لتجنب السمنة.
وغالباً ما يشجع الأطباء مرضاهم كثيراً على ممارسة الرياضة بشكل أكبر وتناول طعام بكميات أقل من أجل الحفاظ على أناقة الخصر. ولكن النصائح تختلف بين المشي والجري البطيء والسباحة وحتى رفع الأثقال.
والآن، استطاع باحثون من الصين تحديد 5 أنواع من التمارين الأكثر فاعلية في مساعدة الناس المعرضين للسمنة على كبح اكتساب الوزن.
الركض لخسارة الوزن أفضل أنواع التمارين
ووفقاً للدراسة، والتي نُشرت في دورية PLOS Genetics، فإن الركض البطيء المعتاد هو أفضل أنواع التمارين للتعامل مع السمنة وتجنب اكتساب الوزن.
إلى جانب ذلك، صُنفت أربعة تمرينات أخرى على رأس القائمة، من بينها:
تسلق الجبال
المشي (بما في ذلك المشي السريع)
بعض أنواع الرقص
تمارين اليوغا الطويلة
وقد توصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد أن طلبوا من 18,424 بالغاً من عرقية الهان الصينية، ممن تتراوح أعمارهم بين 30 و70، تسجيل روتين التمارين الخاص بهم.
بعد ذلك، قارنوا سجلات التمرينات مع جينات كل فرد منهم، وفق ما أوضح موقع Health Line.
وفيما لا يمكننا تعميم هذه النتائج على المجموعات العرقية الأخرى، فإن هذه الدراسة تركز على قدرة النشاط الجسدي في المساعدة على تجنب السمنة.
وقد يسهم هذا النوع من الأبحاث كثيراً في تشجيع الحركة والنشاط اللذين قد يكونان مُجزيين.
الدراسة الحديثة شملت شكل الجسم
على عكس الدراسات السابقة لفقدان الوزن المتعلق بالتريض، استخدم هؤلاء الباحثون خمسة مقاييس مختلفة للسمنة تضمنت:
مؤشر كتلة الجسم (BMI)
نسبة دهون الجسم
نسبة محيط الخصر إلى الأرداف
والهدف تحديد أي التمارين أكثر فاعلية في إدارة ومنع زيادة الوزن.
فيما لم تأخذ أكثرية الأبحاث السابقة في الاعتبار سوى مؤشر كتلة الجسم وحسب، وهو مقياس لم يعد مفضلاً لدى الكثير من مقدمي الرعاية الصحية.
أما الأربعة تمرينات التي أثبتت أنها الأقل فاعلية في خسارة الوزن، فهي: قيادة الدراجات، والإطالات، والسباحة، وDance Dance Revolution، وهي لعبة الفيديو الكلاسيكية التي حازت شهرة كبيرة والتي تشجع الناس على الحركة في شكل خطوات رقص مصممة.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن الأنشطة الجسدية المتكررة قد تحمل آثاراً مفيدة على الوزن للبشر بكافة أحجامهم، بما في ذلك مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالوزن كأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومن اللافت أن الأبحاث تشير إلى أن الخمول، حتى بالنسبة لمن يقعون في نطاق الوزن الطبيعي، قد يؤثر سلباً على الصحة.
ما الرائع بشأن الركض البطيء؟
تقول بيانكا بيلديني، طبيبة العلاج الطبيعي ومدربة معتمدة من الولايات المتحدة الأمريكية في رياضة الترياتلون: "يُبقي الركض معدل ضربات القلب في أقل نطاق له وهو ما يعتبر نطاق حرق الدهون".
وتضيف: "يعني ذلك أن الجسم يستخدم الدهون كمصدر رئيسي لوقوده للحفاظ على معدل ضربات القلب في هذا النطاق".
وتابعت بيلديني: "كلما زاد الشخص من معدل الإجهاد بزيادة المقاومة أو السرعة، ينتقل إلى معدلات ضربات قلبٍ أعلى، ما يستهلك الغلايكوجين أو السكر كوقود. أقول لمرضاي كثيراً إن مناطق النشاط المنخفض مثل حرق الوقود في منتصف الليل، لذا يمكن للمرء أن يستمر في مثل هذه الأنشطة لوقت طويل، لأنه يستخدم الدهون المخزنة كوقود".
وبحسب إريك ب. فليشمان، المدرب الشخصي ومضيف برنامج Celebrity Sweat على موقع Amazon Prime، تتطلب التمرينات الأخرى التي أبرزها الباحثون "قدراً كبيراً من المجهود للحفاظ على تمارين ذات وتيرة ثابتة. فالقدرة الرياضية المطلوبة أكبر بكثير من البدائل".
وأضافت بيلديني: "الجيد في هذه التمارين الأخرى هو حرقها المرتفع للسعرات الحرارية، ما يعني أن أداءها يحرق سعرات حرارية أكثر لأنها أصعب في الأداء. كلما تزيد السعرات المستهلكة، تزيد سرعة فقدان الوزن".
ويشير فليشمان إلى أن التدريبات التي لم يظهر أنها ذات فاعلية مماثلة، فيبدو أن لديها جميعاً عاملاً مشتركاً واحداً: لا تتطلب منك استخدام كتلة جسمك للتمرن، وهو ما تقول بيلديني إنه قد يفسر عدم وجود نتائج.
وقالت: "أثناء ركوب الدراجة يكون الجسم أخف بالمقارنة مع الجري البطيء، لأنك تكون جالساً، فتحتاج إلى طاقة جسدية إجمالية أقل. وهو ما لا يفرض ذات الضغط على النظامين: القلبي الوعائي والميكانيكي الحيوي".
وأضافت: "تمارين الإطالات أو streching هي أنشطة ساكنة ومفيدة جداً لمرونة الألياف العضلية لكنها لا ترفع معدل ضربات القلب بدرجة كافية لتحسين التمثيل الغذائي للدهون".
وختمت قائلة: "تمثل لعبة Dance Dance Revolution نشاطاً رائعاً للتنقل بين معدلات ضربات القلب السريعة والمنخفضة، لذا فهم يحظون على الأرجح بتمارين هوائية ولا هوائية؛ ولكن ليس من المعتاد أن يحافظ المرء على مثل هذه التمرينات لفترة طويلة".