تناوُل الوجبات مبكراً يساعد في خسارة الوزن، ولكن ليس للجميع

وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في دورية Obesity العلمية، فإنَّ تناوُل الوجبات مبكراً من اليوم قد يُساعد في كبح الشهية وتعزيز حرق الدهون

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/05 الساعة 05:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/01 الساعة 17:34 بتوقيت غرينتش
تناول الطعام في وقت مبكر من اليوم قد يُساعد في كبح الشهية وتعزيز حرق الدهون/ istock

في السنوات الأخيرة، يجرِّب عدد متزايد من الأشخاص الصيامَ المتقطع، باعتباره استراتيجية لخسارة الوزن.

يُستخدم مصطلح الصيام المتقطع لوصف أنماط مختلفة لتناول الطعام، إذ يتناوب الإنسان فيها بين فترات من الصيام، تدوم 12 ساعة أو أكثر، وبين فترات من تناول الطعام.

ومن بين أنواع الصيام المتقطع هناك نوع يحصر تناول الطعام في وقت مبكر؛ إذ يتناول الأشخاص وجباتهم خلال الصباح وبدايات فترة ما بعد الظهيرة، قبل أن يصوموا كلياً لما تبقَّى من اليوم.

ووفقاً لدراسة جديدة نُشرت في دورية Obesity العلمية، فإنَّ تناول الطعام في وقت مبكر من اليوم قد يُساعد في كبح الشهية وتعزيز حرق الدهون.

ففي حوارٍ أجرته مع موقع Healthline الأمريكي، قالت الدكتورة كورتني بيترسون، الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة، الحاصلة على درجة الدكتوراه والأستاذة المساعدة في قسم علوم التغذية بجامعة ألاباما في برمنغهام: "قبل هذه الدراسة، كانت لدينا أدلة على أن كلاً من الصيام المتقطع وتناول الطعام في وقت مبكر من اليوم يساعد على خسارة الوزن، لكننا لم نكن نعلم سبب ذلك".

وتابعت: "الهدف الرئيسي لهذه التجربة كان معرفة ما إذا كانت استراتيجيات توقيت الطعام تساعد في خسارة الوزن، من خلال مساعدة الناس على حرق المزيد من السعرات الحرارية، أم من خلال تقليل الشهية، أم كلاهما".

تناوُل الوجبات مبكراً قد يقلل الشهية

لإجراء هذه الدراسة، جمَع فريق البحث الخاص ببيترسون 11 شخصاً ممن يتمتعون بصحة جيدة في العموم؛ لكن من أصحاب الوزن الزائد، بمعدل كتلة جسم يتراوح بين 25-35.

وجرَّب كلُّ مشاركٍ جدولين لتناول الوجبات لأربعة أيام لكلٍّ منهما، إذ تناول المشاركون أنواع وكميات الطعام ذاتها أثناء اتِّباع كلا الجدولين.

في الجدول الذي يحصر تناول الطعام في وقت مبكر، تناوَل المشاركون كلَّ وجباتهم بين الثامنة صباحاً والثانية ظهراً يومياً. وفي الجدول المقابل، تناول المشاركون وجباتهم بين الثامنة صباحاً والثامنة مساءً.

لاحقاً، وجد الباحثون أن عدد السعرات الحرارية المحروقة لم يتأثر عند تناول المشاركين لوجباتهم بين الثامنة صباحاً والثانية ظهراً؛ ولكن وجدوا أنه قلَّل من شهيتهم.

وقالت بيترسون: "ما وجدناه هو أن معدلات الجريلين، هرمون الجوع، كانت أقل في الصباح، وتميل إلى أن تقلّ في المساء (عند اتباع الجدول الذي يحصر تناول الطعام في الأوقات المبكرة)".

وتابعت: "وجدنا أيضاً أنَّ الرغبة في الأكل كانت أقلَّ عند الأشخاص الذين جرَّبوا حصر تناول الطعام في الأوقات المبكرة، والوقت الوحيد الذي كانوا أكثر جوعاً فيه من مجموعة جدول المقارنة، كان قبل النوم مباشرةً، في الساعة العاشرة والنصف مساءً تقريباً".

وبدا أن حصر تناول الطعام في وقت مبكر يزيد كمية الدهون التي حرقها المشاركون على مدار 24 ساعة.

على الرغم من وجوب زيادة الأبحاث في هذا الموضوع، تشير هذه النتائج إلى أن تنسيق مواقيت الوجبات مع إيقاع ساعة الجسم البيولوجية قد يساعد على كبح الشهية وفقدان الوزن.

وأضافت بيترسون: "تشير البيانات إلى أنك تمتلك ساعة بيولوجية داخلية، تجعلك أفضل في أداء مهام مختلفة في أوقات مختلفة من اليوم، وهناك بعض العمليات الأيضية التي تزيد فاعليتها قليلاً في الصباح".

زيادة فترة تناول الطعام قد تكون أكثر استدامةً

لمعرفة المزيد عن الآثار المحتملة لقصر تناول الطعام على الأوقات المبكرة، يخوض فريق بيترسون عملية بحث مستمرة.

في هذه الأثناء، تشير بيترسون إلى أن كثيرين قد يجدون أنَّ من الأسهل اتّباع جدول لتنظيم أوقات الوجبات، يسمح بفترة أكل أكبر من الجدول المحدد الذي درسوه.

وقالت: "كنا نجرّب أخذ جدول تناول الطعام الذي ظننا أنه قد ينتج أكبر فوائد ممكنة؛ لذلك اختبرنا فترات تناول طعام الممتدة لست ساعات مع 18 ساعة من الصيام يومياً".

وتابعت: "لكن البيانات التي لدينا من الدراسات التي أُجريت في معملي ومعامل الآخرين، تشير إلى أن استهداف 8 إلى 10 ساعات أفضل بالنسبة إلى كثيرين".

لكنه نظام لا يناسب الجميع

قد يجد بعضُ الناس أنَّ تناول الطعام في الأوقات المبكرة حصراً أمر مفيد لإدارة شهيتهم ووزنهم؛ لكن يحذّر الخبراء من أنَّ هذه ليست الطريقة الصائبة للجميع.

تقول ليز ويناندي، الحاصلة على ماجستير في الصحة العامة واختصاصية تغذية معتمدة ومُرخصة: "قد يجد الرياضيون أو الأشخاص النشطون بشكل كبير الأمر صعباً، بناءً على توقيت تناولهم للطعام وأدائهم للتمارين الرياضية" .

وتتابع: "من بين العوائق الأخرى المحتملة، أن يمتلك شخص ما حالة تتطلب منهم تكرار تناول الطعام أكثر  مثل مرض السكري" .

وقد تجد الحوامل أو من يتعايشون مع حالة طبية مثل السرطان، أنَّه من الصعب تلبية احتياجاتهم الغذائية مع تناول الطعام في فترة سماحٍ قصيرة من الزمن فقط.

كذلك، قد يُصعِّب الصيام المتقطع تقاسم الوجبات مع العائلة والأصدقاء، أو اجتياز المناسبات الاجتماعية التي تتضمن طعاماً.

وتحذر كارولين ويست باسريللو، الحاصلة على ماجستير في العلوم، واختصاصية تغذية معتمدة ومُرخصة، والمتحدثة الرسمية باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، من أن "هذا النمط في تناول الطعام قد يؤدي أيضاً إلى تكوين علاقة غير صحية مع الطعام".

وتتابع: "بالتالي، ينبغي أن يتجنَّب أي شخصٍ لديه تاريخ وإصابة باضطراب في تناول الطعام هذا النهج".

الاستشارة ضرورية، ومراقبة الجوع

تشجع باسريللو الناس على التحدث مع اختصاصي تغذية مرخص، قبل أن يجربوا الصيام المتقطع. 

وتنصح باسريللو عملاءها الذين يبدون اهتماماً بالصيام المتقطع بالتفكير في أهدافهم ودوافعهم لتجربته. 

وتنصحهم أيضاً بأن يأخذوا في اعتبارهم التغييرات التي سيحتاجون إلى إدخالها على روتينهم اليومي، ليصبح متلائماً مع جدول الصيام المتقطع.

وتنصح ويناندي العملاء المهتمين بالبدء بفترة تناول طعام تبلغ 12 إلى 14 ساعة قبل تجربة جداول صيام أكثر صرامة.

وتنصح الناس أيضاً بتجنُّب تفويت وجبة الفطور، والانتباه الشديد لما يشعرون به أثناء الصيام.

فإذا ظهرت على أحدهم علامات انخفاض مستوى السكر في الدم أثناء الصيام، فقد لا تكون الطريقة المثلى بالنسبة إليه.

وقد يتناول البعض المزيدَ من الطعام أثناء الفترة المخصصة للأكل، في محاولة للحدِّ من الجوع لاحقاً، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن.

تقول ويناندي: "أفضل طريقة لهذا النوع أن يعود إلى تناول الوجبات العادية والوجبات الخفيفة الأصغر بعدد أكبر".

تحميل المزيد