ترتبط متلازمة التمثيل الغذائي بظهور مجموعة من الأمراض معاً، فهي مزيج من الاضطرابات الصحية تنتج بصفة رئيسية عن زيادة الوزن والسمنة، وهي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وداء السكري، يُمكنك هنا التعرف على متلازمة التمثيل الغذائي وأعراضها، وكيف يمكن التعامل معها.
ما هي متلازمة التمثيل الغذائي؟
مبدئياً يُمكننا تعريف التمثيل الغذائي بأنه مجموعة كاملة من العمليات البيوكيميائية التي تحدث داخل الكائن الحي، وتُحول الطعام إلى طاقة، ويُشار إليها أيضاً بمصطلح الأيض، للإشارة على وجه التحديد لتكسير الغذاء وتحويله إلى طاقة.
تُعرف مُتلازمة التمثيل الغذائي أيضاً باسم متلازمة الأيض، وهي مجموعة من خمسة عوامل خطر تُزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية، هذه العوامل الخمسة هي:
1- زيادة ضغط الدم (أكبر من 130/85 مم زئبق).
2- ارتفاع مستويات السكر في الدم.
3- الدهون الزائدة حول الخصر.
4- مستويات الدهون الثلاثية العالية.
5- مستويات منخفضة من الكوليسترول الجيد HDL.
تحدث هذه الاضطرابات بسبب كون بعض المواد الكيميائية في الجسم المستخدمة في عملية التمثيل الغذائي إما مفقودة أو لا تعمل بشكل صحي.
وجود واحد فقط من عوامل الخطر السابقة لا يعني أن لديك متلازمة التمثيل الغذائي، ومع ذلك، فإن وجود واحد فقط من هذه العوامل هو أمر يُزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ووجود ثلاثة أو أكثر من هذه العوامل سيؤدي إلى تشخيص متلازمة التمثيل الغذائي، وسوف يُزيد من خطر حدوث مضاعفات صحية.
إذا كانت لديك متلازمة الأيض أو أي من مكوناتها، فإن التغييرات الحادة في نمط الحياة يمكن أن تؤخر أو حتى تمنع حدوث مشاكل صحية خطيرة.
أعراض مُتلازمة التمثيل الغذائي
معظم الاضطرابات الصحية المرتبطة بمتلازمة الأيض لا تكون مصحوبة بأعراض، على الرغم من أن محيط الخصر الكبير يُعدُّ علامةً واضحةً، كذلك ارتفاع نسبة السكر في الدم يؤدي إلى ظهور بعض العلامات الواضحة أيضاً، مثل الشعور الزائد بالعطش والحاجة إلى التبول، بالإضافة إلى التعب وعدم وضوح الرؤية.
أسباب الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي
تتمثل أسباب الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي في واحد أو أكثر من الأسباب التالية:
1- السمنة المركزية أو الدهون الزائدة حول الأجزاء الوسطى والعليا من الجسم، فترتبط هذه المُتلازمة ارتباطاً وثيقاً بزيادة الوزن أو السِّمنة وعدم النشاط.
2- مقاومة الأنسولين، مما يجعل من الصعب على الجسم استخدام السكر، فعادةً ما يقوم الجهاز الهضمي بتفكيك الأطعمة التي تتناولها، والأنسولين هو هرمون يصنعه البنكرياس، ويساعد السكر/ الجلوكوز في دخول خلاياك؛ لاستخدامه كمصدر للطاقة.
وعندما لا تستجيب الخلايا للأنسولين بشكل طبيعي، ولا يُمكن أن يدخل الجلوكوز إلى الخلايا بنفس درجة السهولة في الأشخاص الطبيعيين، فإن مستويات الجلوكوز في الدم ترتفع رغم محاولة الجسم السيطرة على مستوى الجلوكوز عن طريق زيادة كمية الأنسولين.
3- هناك عوامل أخرى يمكن أن تُزيد من خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وتشمل: العمر، التاريخ العائلي للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، عدم الحصول على قسط من ممارسة الرياضة، كذلك فإن النساء اللواتي تم تشخيصهنّ بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أكثر عُرضة للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي.
كيف يتم تشخيص متلازمة التمثيل الغذائي؟
لتشخيص متلازمة التمثيل الغذائي، يحتاج طبيبك إلى إجراء عدة اختبارات مختلفة، سيتم استخدام نتائج هذه الاختبارات للبحث عن ثلاث علامات أو أكثر من الأمراض المُرتبطة بالمتلازمة، قد يقوم الطبيب بفحص واحد أو أكثر مما يلي:
محيط الخصر، نسبة الدهون الثلاثية في الدم أثناء الصيام، مستويات الكوليسترول، مستوى ضغط الدم، مستوى الجلوكوز في الدم أثناء الصوم.
ثبوت ثلاثة أو أكثر من هذه الأمراض يُشير إلى وجود متلازمة التمثيل الغذائي.
مضاعفات متلازمة التمثيل الغذائي
المضاعفات التي قد تنجم عن متلازمة التمثيل الغذائي غالباً ما تكون خطيرة وطويلة الأجل/ مزمنة وتشمل:
تصلّب الشرايين، داء السكري، الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، مرض الكبد الدهني غير الكحولي، مرض الكلى، مرض الشريان المحيطي، أمراض القلب والأوعية الدموية.
إذا تطور مرض السكري، فقد تكون عُرضة لخطر مضاعفات صحية إضافية، بما في ذلك: تلف العين/ اعتلال الشبكية، تلف الأعصاب/ الاعتلال العصبي، مرض الكلى، بتر الأطراف.
كيف يتم علاج متلازمة التمثيل الغذائي؟
إذا تم تشخيصك بمتلازمة التمثيل الغذائي، فإنَّ الهدف من العلاج هو تقليل خطر الإصابة بمزيد من المضاعفات الصحية.
سيوصي الطبيب بتغييرات في نمط الحياة قد تشمل فقدان ما بين 7 و10% من وزنك الحالي، والحصول على ما لا يقل عن 30 دقيقة من التمارين المعتدلة إلى الشديدة من 5 إلى 7 أيام في الأسبوع، قد يقترح الطبيب أيضاً الإقلاع عن التدخين.
قد يصف الطبيب أدوية لتقليل ضغط الدم والكوليسترول ونسبة السكر في الدم، قد يصفون أيضاً جرعة منخفضة من الأسبرين للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
يمكن أن تكون التوقعات بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي جيدة جداً إذا تمت معالجة الأعراض.
فالأشخاص الذين يأخذون نصيحة الطبيب، ويأكلون بشكل صحيح، ويمارسون الرياضة، ويتوقفون عن التدخين، ويفقدون الوزن، سوف يقلل هذا من نسبة تطور المشاكل الصحية الخطيرة مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
على الرغم من أن إدارة الأعراض سيُقلل من المضاعفات الصحية، فإن معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يكون لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.
كيف يمكن الوقاية من متلازمة التمثيل الغذائي؟
الوقاية من متلازمة التمثيل الغذائي هو بالتأكيد أمر ممكن، فالتخلص من الدهون الزائدة حول الخصر، وضبط ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، يُقلل من خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، يمكن أن تساعد التمارين الرياضية وفقدان الوزن في هذه الجهود وتقليل مقاومة الأنسولين.
على وجه الخصوص يجب الالتزام بما يلي:
1- تناول نظام غذائي صحي يشمل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
2- الالتزام بنشاط بدني منتظم لتقليل ضغط الدم والسكر ومستويات الكوليسترول.
المفتاح هو محاولة الحفاظ على وزن صحي، يجب التحدث إلى الطبيب قبل البدء في برنامج تدريبي أو تغيير نظامك الغذائي بشكل جذري، كذلك يجب التحكم في التوتر، وذلك من خلال النشاط البدني والتأمل وممارسة اليوغا وغيرها من البرامج الأخرى التي تساعد على التعامل مع حالات الإجهاد وتحسين صحتك الجسدية والانفعالية.
سوف تتطلب الوقاية من متلازمة التمثيل الغذائي أيضاً إجراء اختبارات جسدية منتظمة، مثل قياس ضغط الدم، وغيرها من الاختبارات التي تساعد على التشخيص المُبكر للحالة، والحصول على العلاج الذي بإمكانه تقليل المضاعفات الصحية على المدى الطويل.
مُتلازمة التمثيل الغذائي لدى الرُّضع
التمثيل الغذائي يعني كيفية امتصاص الجسم للطاقة من الطعام، واستخدامها للقيام بالعديد من المهام المختلفة، بما في ذلك التنفس والحركة والتفكير والنمو، عندما يعاني الرضيع أو الطفل أو البالغ من اضطراب في هذه العملية، تكون بعض المواد الكيميائية في الجسم المستخدمة في عملية التمثيل الغذائي، كما سبق الذكر، إما مفقودة أو لا تعمل بشكل صحي.
تنجم أمراض التمثيل الغذائي التي تُصيب الأطفال حديثي الولادة عن طفرات وراثية، سببها التاريخ الوراثي لحديثي الولادة أو شذوذ الكروموسومات.
قد تظهر العديد من الأمراض المُرتبطة بمُتلازمة التمثيل الغذائي في الأيام الأولى من الحياة للطفل بعد الولادة، ويمكن أن تكون العلامات والأعراض محاكية للمشاكل الولادية الشائعة.
لذلك يجب النظر في أمراض الأيض في أي من حديثي الولادة، إذا كان الطفل يُظهر عرضاً سريرياً غير متناسب مع ما هو متوقع، أو لا يمكن تفسيره بسهولة من خلال الأسباب الأكثر شيوعاً لمُشكلات حديثي الولادة الصحية.
المفتاح لتشخيص مُتلازمة الأيض في حديثي الولادة هو إدراج اضطرابات الأيض في التشخيص المبدئي للطفل، والاستخدام الذكي للاختبارات المعملية التي يمكن أن تزيد أو تقلل من الشكوك حول اضطرابات التمثيل الغذائي، واختيار الاختبارات المناسبة التي تعتمد على عدد من الأعراض السريرية المختلفة مثل وجود أو عدم وجود نقص السكر.