يحب بعض الناس تناول وجبة خفيفة قبل النوم، ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص فإن تناول الطعام ليلاً يمتد إلى مرحلة ما بعد النوم. إذ يستيقظ هؤلاء الأشخاص مرة أو أكثر بشكل شبه يومي وهم يشعرون بالجوع أو برغبة شديدة في تناول الطعام، وهو ما يُعرف باسم اضطرابات الأكل الليلية أو الجوع الليلي.
هناك نوعان من اضطرابات الأكل الليلية
يوضح موقع Everyday Health، أن هناك نوعين من اضطرابات الأكل الليلية، وهما متلازمة الأكل الليلية (NES)، واضطراب الأكل المرتبط بالنوم (SRED).
يتمثل الاختلاف الرئيسي بين النوعين في أن متلازمة الأكل الليلية يكون الشخص فيها على دراية كاملة بأفعاله عندما يستيقظ، ولديه رغبة ملحة في تناول الطعام، بغض النظر عن مدى جوعه، ويذهب لتناول الطعام.
بينما يستيقظ الأشخاص المصابون بـSRED جزئياً في منتصف الليل في وضع مشابه للسير أثناء النوم واضطرابات النوم الأخرى، ثم يبدأون في تناول الطعام أثناء النوم، والذي يكون نتيجته عادةً تناول كمية كبيرة من الأطعمة غير الصحية عالية السعرات الحرارية دون وعي.
على عكس متلازمة الأكل الليلي، حيث يتذكر الأشخاص أثناء الليل تناولهم للطعام، قد لا يتذكر الأشخاص المصابون باضطراب الأكل المرتبط بالنوم أنهم استيقظوا في الليل وتناولوا الطعام، أو قد يتذكرون الحدث جزئياً فقط في الصباح.
وفي كثير من الأحيان يحدث ذلك عندما يجدون مطبخهم في حالة من الفوضى في صباح اليوم التالي.
وفقاً لدراسة قام بها مركز اضطرابات النوم وقسم الطب النفسي وعلم النفس، في كلية الطب في مينيسوتا الأمريكية عام 2006، ما يقارب 1.5% من عامة الناس يعانون من أحد اضطرابات الأكل الليلية هذه، التي تعتبر اضطراباً في الأكل والنوم معاً.
آثار اضطرابات الأكل الليلية
يمكن أن تؤدي اضطرابات الأكل الليلية، إذا تركت دون علاج، إلى زيادة كبيرة في الوزن ومشاكل صحية أخرى، مثل مرض السكري من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب.
الأسباب الكامنة وراء اضطرابات الأكل الليلية
تظهر اضطرابات الأكل أثناء النوم لدى الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء، وهي أكثر شيوعاً عند النساء، كما هو الحال في معظم اضطرابات الأكل، وتحدث غالباً عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.
يمكن أن تكون اضطرابات الأكل الليلية نتيجة لمشكلة طبية أساسية، مثل قرحة المعدة، أو انقطاع النفس النومي، أو الاكتئاب، وغير ذلك من اضطرابات الأكل مثل الشره المرضي.
وقد تكون نتيجة لاضطرابات النوم الأخرى مثل السير أثناء النوم أو تناول بعض الأدوية مثل الزولبيديم (أمبيان)، وهو وصفة طبية للمساعدة على النوم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر SRED على الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً صارماً ويذهبون إلى الفراش وهم جائعون بسبب نظامهم الغذائي المقيد، ثم يأكلون دون وعي في الليل.
علامات اضطرابات الأكل الليلية
إذا لاحظت هذه العلامات والسلوكيات التالية تتكرر لمدة شهرين على الأقل، فقد تكون مصاباً بمتلازمة الأكل أو الجوع الليلي:
كثيراً ما تستيقظ في الليل وتشعر أنه يجب عليك تناول الطعام من أجل العودة إلى النوم.
كمية الطعام التي تتناولها بعد العشاء وقبل فترة النوم أكثر من تلك التي تتناولها أثناء العشاء أو قبله.
شهيتك قليلة أو معدومة لتناول الإفطار.
أما بالنسبة لأعراض اضطراب الأكل المرتبط بالنوم فتتمثل بما يلي:
- كثرة الأكل أثناء النوم: تحدث النوبات عادةً كل ليلة، ولكنها قد تحدث فقط ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، يمكن أن تحدث أيضاً عدة مرات في الليلة.
- لا تتذكر أنك استيقظت في الليل وتناولت الطعام.
- تناول المواد السامة أو غير الغذائية: في بعض الأحيان يأكل الأشخاص المصابون بالـSRED أو يشربون أشياء ليست طعاماً، مثل القهوة المطحونة أو مواد التبييض أو أعقاب السجائر. وقد يأكلون أيضاً الأطعمة المجمدة أو النيئة، والتي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي.
- الإصابات العرضية: نظراً لأنك نائم جزئياً أثناء نهوضك لتأكل، فقد تُجرح أو تحرق نفسك.
- العواقب الصحية: يعاني العديد من الأشخاص الذين يعانون من SRED من زيادة الوزن والتعب والاكتئاب ومشاكل صحية أخرى.
علاج اضطرابات الأكل الليلية
إذا كنت تشك في إصابتك باضطراب الأكل الليلي، فتحدث إلى طبيبك بشأن الحصول على تقييم صحي كامل وإجراء التشخيص الدقيق.
يمكن وصف الأدوية لعلاج الأكل الليلي والتي تكون عبارة عن مضاد للنوبات يمكن استخدامه لعلاج كل من NES و SRED. يعمل هذا الدواء على مركز الشهية في الدماغ لتثبيطه قليلاً، كما أنه يساعد في إنقاص الوزن.
أما إذا كان الاكتئاب يتسبب في تناول الطعام ليلاً فقد يتم وصف مضادات الاكتئاب جنباً إلى جنب مع الدعم النفسي.