الحمص هو نبات صالح للأكل من نفس فصيلة البقوليات مثل الفول السوداني والفاصوليا ويؤكل في دول الشرق الأوسط منذ آلاف السنين، ويستخدم لتحضير العديد من الأطباق من أشهرها عالمياً غموس الحمص مع طحين السمسم أو البنجر.
ورغم أن شهرته تأتي من طعمه اللذيذ إلا أن هذه البقوليات الصغيرة غنية بالألياف والبروتينات والفيتامينات والمعادن. كما أن فوائد الحمص الصحية للقلب والجسم والدماغ تستحق الشهرة أيضاً.
من خفض الكوليسترول إلى مكافحة مرض السكري وحتى بعض أنواع السرطان، إن كنت تتساءل ما هي فوائد الحمص، إليك الإجابة في هذا التقرير.
1. الحمص مصدر غني بالفيتامينات والمعادن
يحتوي الحمص على عدد معتدل من السعرات الحرارية، حيث إن نسبة 67% من السعرات الحرارية في كل 164 غراماً منه تأتي من الكربوهيدرات، بينما يأتي الباقي من البروتين والدهون.
يوفر الحمص أيضاً مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن مثل المنغنيز وحمض الفوليك والنحاس والحديد والزنك والفوسفور والمغنيسيوم والسيلينيوم والبوتاسيوم.
2. الحمص يساعد على الشعور بالشبع
قد يساعد البروتين والألياف الموجودة في الحمص في الحفاظ على شهيتك تحت السيطرة؛ إذ يعملان معاً لإبطاء عملية الهضم، مما يساعد على تعزيز الشعور بالامتلاء. بالإضافة إلى ذلك، قد يزيد البروتين من مستويات هرمونات تقليل الشهية في جسمك؛ مما يساعدك على التحكم بالكميات التي تتناولها.
في الواقع، قد تؤدي تأثيرات البروتين والألياف الموجودة في الحمص إلى خفض كمية السعرات الحرارية التي تتناولها تلقائياً وفقاً لدراسة
كويتية أجريت في عام 2017 قارنت الشهية وتناول السعرات الحرارية بين 12 امرأة تناولن وجبتين مختلفتين.
قبل إحدى الوجبات، تناولت النساء (200 غرام) من الحمص، ثم شريحتين من الخبز الأبيض قبل الوجبة الأخرى. وكان لديهن انخفاض كبير في الشهية والسعرات الحرارية بعد وجبة الحمص، مقارنة مع وجبة الخبز الأبيض.
كما وجدت دراسة أخرى قامت بها جامعة تكساس الأمريكية عام 2020، أن أولئك الذين تناولوا المعجنات والحمص في وجبة خفيفة بعد الظهر قد تعرضوا لانخفاض بنسبة 70% في الشهية وزيادة بنسبة 30% في الامتلاء.
3. غني بالبروتينات النباتية
يعتبر الحمص مصدراً رائعاً للبروتين النباتي، مما يجعله غذاءً ممتازاً للأشخاص الذين لا يأكلون اللحوم والمنتجات الحيوانية.
توفر الحصة التي تحتوي على (164 غراماً) حوالي 14.5 جرام من البروتين، وهو ما يمكن مقارنته بمحتوى البروتين في الأطعمة المماثلة مثل الفاصوليا والعدس.
كما أن جودة البروتين في الحمص أفضل من الأنواع الأخرى من البقوليات. وذلك لأن الحمص يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية باستثناء الميثيونين.
لهذا السبب، عليك التأكد من حصولك على جميع الأحماض الأمينية في نظامك الغذائي عن طريق حبوب كاملة تحتوي على الميثيونين، مثل الكينوا.
4. فوائد الحمص للريجيم
قد يقلل البروتين والألياف الموجودة في الحمص من شهيتك، مما قد يحد من تناول السعرات الحرارية في الوجبات؛ وبالتالي يساعدك على فقدان الوزن الزائد.
وجدت إحدى الدراسات التي قامت بها جامعة جورج ميسن الأمريكية عام 2016، أن الذين تناولوا الحمص بانتظام انخفض لديهم مؤشر كتلة الجسم وكان محيط الخصر لديهم أقل من أولئك الذين لم يأكلوه.
كما وجدت مراجعة بحثية كندية في عام 2016، أن أولئك الذين تناولوا حصة واحدة على الأقل يومياً من البقوليات، مثل الحمص، فقدوا وزناً أكبر بنسبة 25% من أولئك الذين لم يأكلوا البقوليات.
5. من فوائد الحمص تنظيم نسبة السكر في الدم
قد يساعد الحمص في إدارة مستويات السكر في الدم؛ لأن المؤشر الجلايسيمي فيه منخفض؛ وهذا يعني أن نسبة السكر في الجسم تنخفض بعد تناوله.
كما أن الحمص يحتوي على نوع من النشا يهضم ببطء، يسمى أميلوز الذي يساعد على استقرار نسبة السكر في الدم ويمنع الإنسولين من الارتفاع بسرعة كبيرة، كما يشير موقع WebMD الطبي.
بالإضافة إلى ذلك، قد تساعد الألياف والبروتين في الحمص في تنظيم مستويات السكر في الدم. وذلك لأن الألياف تبطئ امتصاص الكربوهيدرات لتعزيز الارتفاع المطرد في مستويات السكر في الدم بدلاً من الارتفاع.
6. يعزز الحمص عملية الهضم الصحية
الحمص مليء بالألياف القابلة للذوبان المهمة لصحة الجهاز الهضمي والتي تمتزج مع الماء لتكوين مادة تشبه الهلام في الجهاز الهضمي.
قد تساعد الألياف القابلة للذوبان في زيادة عدد البكتيريا الصحية في أمعائك وتمنع فرط نمو البكتيريا غير الصحية.
قد يؤدي ذلك إلى تقليل مخاطر الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) وسرطان القولون.
7. قد يقي من بعض الأمراض المزمنة
قد يساعد الحمص في تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب؛ وذلك لاحتوائه على العديد من المعادن، مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم، والتي تدعم صحة القلب من خلال المساعدة في منع ارتفاع ضغط الدم وهو سبب رئيسي لأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أن الألياف القابلة للذوبان في الحمص تقلل من الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار، والتي قد تزيد مستوياتها من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وفقاً لموقع Cleveland clinic للطب والصحة.
كما أن تناول الحمص بانتظام قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان؛ وذلك لأن هذه البقوليات قد تعزز إنتاج الجسم لمادة الزبد، وهو حمض دهني قد يقلل الالتهاب في خلايا القولون، وربما يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون.
علاوة على ذلك، يحتوي الحمص على مادة الصابونين، وهي مركبات نباتية قد تساعد في منع تطور بعض أنواع السرطان.
يوفر الحمص أيضاً العديد من الفيتامينات والمعادن التي قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك فيتامينات ب، والتي قد تترافق مع انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي والرئة.
8. الحمص يعزز صحة الدماغ
بفضل خصائصه الغذائية المميزة، يدعم الحمص وظائف المخ والصحة العقلية؛ وذلك لأنه مصدر مميز لمادة الكولين التي تلعب دوراً مهماً في وظائف المخ لإنتاج النواقل العصبية التي تعمل كرسل كيميائية لخلايا الجسم العصبية، لذلك يعتبر الحمص مفيداً للحامل بشكل خاص وللأطفال في السنوات الأولى.
كما يحتوي الحمص أيضاً على نسبة جيدة من المغنيسيوم، وهو معدن رئيسي لوظيفة الأعصاب.
علاوة على ذلك، تظهر الأبحاث التي قامت بها جامعة بنسلفانيا الأمريكية عام 2018، أن العديد من العناصر الغذائية الموجودة في الحمص، بما في ذلك المغنيسيوم والسيلينيوم والزنك، قد تساعد في الحماية من الاكتئاب والقلق.
9. غذاء جيد لمحاربة فقر الدم
بدون الحديد، لا يستطيع الجسم توصيل الأوكسجين إلى خلاياه، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد الذي تشمل أعراضه التعب والوهن العام.
يحتوي 165 غراماً من الحمص على نصف احتياج الجسم من الحديد اليومي تقريباً. كما أنه يحتوي على نسبة من فيتامين سي الذي يساعد الجسم على امتصاص الحديد.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.