بدأ الجيل المقبل من المثلجات التي يُزعَم أنها أفضل لصحتك يحتل الثلاجات في الأسواق. تروج الشركات عنها بأنها عالية البروتين وقليلة السكر والدهون. لكن يمكن تناول علبة كاملة من هذا النوع "الملائكي" من الحلوى المثلجة أو الآيس كريم الصحي ، فتكون الإجابة على جميع دعواتنا من أجل تحلية صحية خالية من الشعور بالذنب؟
أولاً: كيف تصنع الآيس كريم؟
تُصنَع المثلجات، كما هو معروف، من كريمة ثقيلة بها نسبة سكر عالية يُمزج معها أي نكهة أو إضافات مرغوبة.
وبعض المثلجات المصنوعة منزلياً قد تحتوي أيضاً على صفار البيض.
وإضافة إلى هذه المكونات الأساسية، يمكن أن تحتوي المثلجات أيضاً على أنواع عديدة من رقائق الشيكولاته، والحلوى، ودوامات من المُحليَات، والفاكهة، من بين مُنكِهَات أخرى.
ولا تخلو أنواع المثلجات التجارية (مثل تلك المعروضة في ثلاجات محلات البقالة) من الإضافات والمُثخنات.
ويمكن أيضاً إضافة مواد مثل: صمغ الزانثان وصمغ الغوار وليسيثين الصويا وبروتين مصل اللبن؛ للمساعدة في الحصول على القوام والكثافة المطلوبين وإطالة فترة صلاحية استخدام المثلجات.
أي أنت تنظر إجمالاً إلى سلسلة من المكونات عالية السعرات، إضافة إلى وفرة من السكر والدهون المضرة.
إذ تحتوي علبة المثلجات بنكهة الفانيلا العادية وزن 473 غراماً على متوسط ألف سعرة حرارية، و64 غرام دهون، و16 غرام بروتين، وهي تقريباً كمية البروتين نفسها الموجودة في قطعة مشوية تزن 70 غراماً من الدجاج أو السمك.
فهناك إذاً وفرة من السكر في المثلجات، ومعه الدهون والسعرات الحرارية، إذا أضفت السكاكر والشيكولاته وغيرها من الحلوى.
وعلى الرغم من وجود بعض السكريات الطبيعية من اللبن والفاكهة، إذا أضيفت، إلى المثلجات، لكن السكر غالباً هو التشكيلة المضافة السائدة في المثلجات، وفق ما أوضح موقع Verywell Fit الأمريكي المتخصص بالصحة.
إذاً، هل نتناول الآيس كريم الصحي فقط؟
ليس من الغريب أنَّ متبعي الحميات الغذائية يميلون إلى فكرة تناول علبة كاملة من شيء يحتوي على سعرات حرارية أقل، على تناول مقدار بسيط من المثلجات العادية.
لكن ما لم تكن تخدع نفسك كلياً، ربما ترغب في أن تسأل "كيف يكون هذا ممكناً".
تحتوي علبة مثلجات تزن 473 غراماً بنكهة الفانيلا، من شركة Halo Top الأمريكية، على 240 سعرة حرارية، و8 غرامات من الدهون، و24 غراماً من البروتين، و20 غراماً من الألياف، أي 80 % من الألياف التي يحتاجها الإنسان طوال اليوم.
لا بد إذاً أن يدفعك فارق الـ800 سعرة حرارية بين هذا النوع من المثلجات قليلة الدسم والأنواع الأخرى التقليدية إلى التساؤل حول مكونات هذا النوع الصحي؟
تكشف قائمة مكونات مثلجات رقائق الشيكولاته والنعناع قليلة الدسم من نوع Enlightened عن أنَّ المكونات الأساسية تضم: لبن منزوع الدسم، وبروتين لبن معزول (نسبة 90% بروتين أو أعلى)، وإريثريتول، وألياف ذرة قابلة للذوبان.
وأسفل هذه القائمة ستجد مكونات أخرى؛ هي: الكريمة، والسكر، واللبن، والنعناع، ومستخلص فاكهة الراهب، وصمغ الغوار وليسيثين الصويا.
ما الذي تعنيه أسماء المكونات المعقدة هذه فعلاً؟
ربما تسأل نفسك: كيف يصنعون نسخة من الآيس كريم الصحي أقل من حيث السعرات الحرارية؟ إليك تفاصيل مكونات المثلجات المتنوعة:
يُستخدَم السكر بنسب قليلة، لكن هذا النوع المُقلَّد من المثلجات يحوي وفرة من المُحلِّيات، بفضل إضافة بديلي السكر الإريثريتول أو إكسليتول، أو المعروفة بالكحوليات السكرية.
وبينما توجد هذه المواد حلوة المذاق بنسب قليلة في العلكة، وغيرها من الأطعمة التي يبدو أنها تسبب مشاكل بسيطة، اقترن وجودها بنسب عالية بحدوث ارتفاع في سكر الدم واضطرابات المعدة.
ولأنَّ قوام أغلب أنواع المثلجات "الصحية" لا يتميز بأنه قشدي، فللحصول على قوام متماسك، تُضاف أنواع عديدة من الألياف إلى علب المثلجات هذه.
إذ تُضاف مكونات مثل ألياف الذرة القابلة للذوبان والإينولين للمساعدة في الحصول على قوام متماسك، لكن هذه العناصر يمكن أيضاً أن تُحدِث اضطراباً في جهازك الهضمي.
إذ سيعزز وجود هذه الأشكال من الألياف المُكَمِلَة محتوى الألياف المدون على ملصق العلبة فقط، لكنه يوفر مكوناً غير قابل للهضم بدلاً من مصادر ألياف تقليدية، مثل: الفاكهة والخضراوات والحبوب.
وأخيراً وليس آخراً كميات البروتين الهائلة الموجودة في هذا النوع من المثلجات، وهي ليست بالشيء الغامض؛ إذ يُضاف بروتين اللبن المعزول ومسحوق البروتين المُنَكّه لتحسين القوام، لكنها أيضاً مكملات تعزز نسبة البروتين.
خلاصة القول.. اقرأ قبل أن تأكل ولا تكثر
حين يتعلق الأمر بالمثلجات الحقيقية، ستحصل على وفرة من السعرات الحرارية كما هو مكتوب على العلبة؛ لذا اطلع على الحقائق وقارن المكونات.
اقرأ ملصقات المعلومات على المنتج بتركيز، واتخذ قراراً حول ما ستأكله عن اقتناع.
وتذكر أنَّ علبة كاملة من المثلجات تزن 473 غراماً سواء النوع العادي أو الأقل من حيث السعرات الحرارية "الأصح" تتسبب بشكل ما من أشكال اضطرابات المعدة.
لا يوجد عيب في الاستمتاع بين الحين والآخر بأحد نوعي هذه الحلوى المجمدة، لكن ابتعد عن أن تلتهم علبة كاملة من أي منهما.