ما سر الوميض الأزرق الذي صاحب زلزال تركيا وسوريا؟ هيئة الكوارث تحسم الجدل الذي رافق الظاهرة

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/21 الساعة 12:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/21 الساعة 12:23 بتوقيت غرينتش
زلزالان يضربان ولاية هطاي جنوبي تركيا/الأناضول

مع انتشار فيديوهات وثَّقت الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، أثير الكثير من الجدل حول ومضات زرقاء وأضواء تصاحب الزلزال؛ حيث ذهب بعض رواد تويتر إلى تفسيرات "زلزال مفتعل" أو كما سُمي بتفجيرات تسببت في الزلزال، فيما علقت هيئة الكوارث التركية على الظاهرة الثلاثاء 21 فبراير/شباط 2023 قائلة إن ما يحدث طبيعي جداً، كما قدمت تفسيرات للظاهرة التي لفتت انتباه المواطنين في سوريا وتركيا.

ويأتي هذا بعد أن رصدت كاميرات المراقبة في تركيا أضواء زرقاء ساطعة تُشبه البرق في المناطق المتضررة؛ الأمر الذي أربَكَ المشاهدين وأثار جدلاً واسعاً.

وتم رصد هذه الأضواء مساء الإثنين، بالتزامن مع الزلزال الجديد الذي ضرب مدينة هطاي التركية، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات جديد وثقت لحظة ظهور الوميض الأزرق الذي لاحظه مواطنون في سوريا وتركيا على حد سواء.

فيما قال بعض المواطنين في تركيا وسوريا إن الزلزال مفتعل بواسطة البرنامج عسكري أمريكي، وإن الأضواء الساطعة هي دليل ذلك.

"آفاد" تحسم الجدل 

إذ قال مدير وحدة تقليل المخاطر في آفاد، أورهان تاتار، إن ظاهرة الوميض الأزرق المصاحب للزلازل التي لفتت انتباه المواطنين هي ظاهرة طبيعية جداً وتحدث في جميع الزلازل، وأضاف أن القشرة الأرضية كانت تتكسر بعمق 8-9 كيلومترات على طول خط الفالق الزلزالي؛ لذا مع هذا الاحتكاك الكبير بين الصفائح تظهر كتل ضوئية شديدة تشبه الصواعق.

من جهته، قال رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية المصرية، شريف الهادي، حسب ما نشره موقع "روسيا اليوم" إن البرق الزلزالي أو أضواء الزلازل الزرقاء أو الشفق الزلزالي هي مسميات لظاهرة علمية معروفة شاهدناها وحدثت بعد زلزال تركيا وسوريا المدمر، وأوضح أن البرق الزلزالي ظاهرة طبيعية تحدث بعد حدوث الزلازل الكبيرة، حيث تخرج الشحنات من باطن الأرض وتصعد إلى السماء محدثة ظاهرة البرق الزلزالي الأزرق، وأن تلك الظاهرة لا تأتي قبل الزلزال ولكن بعده.

زلزال تركيا وميض الزلزال ضوء
حفار يعمل على هدم مبنى مدمر في أعقاب الزلزال في هطاي بتركيا/رويترز

فيما يقدم علماء تفسيرات لهذه الأضواء، والتي يمكن اعتبارها ظاهرة طبيعية تصاحب الزلازل العنيفة التي تسبب تشققات في قشرة الأرض. كما لوحظت هذه الأضواء في الزلازل السابقة التي حدثت في أكثر من مكان، ورصدها شهود العيان لعدة قرون، وسميت "أضواء الزلازل" (أضواء الزلازل)، لكن العلماء لم يتمكنوا من تحديد أسبابها الدقيقة لأسباب مختلفة.

كما أفاد مقال على موقع "ناشيونال جيوغرافيك" حسب ما نشره موقع "الجزيرة" الإخباري، بأنه في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، أبلغ الناس عن كرة ضوئية أرجوانية وردية زاهية على طول نهر سانت لورانس في كيبيك، كندا، قبل 11 يوماً من وقوع زلزال قوي، وفي بيسكو، بيرو، في عام 2007، كانت الأضواء ومضات ساطعة تضيء السماء التي تم التقاطها في فيديو كاميرا المراقبة قبل زلزال بقوة 8 درجات.

رسالة وداع أنقاض زلزال
الزلزال في تركيا وسوريا خلّف عشرات الآلاف من الوفيات – رويترز

ويشار إلى أن زلزال تركيا وسوريا ليس الأول الذي لاحظ فيه مواطنون هذه الظاهرة، ففي عام 2009 في إيطاليا، شوهدت ألسنة اللهب التي يبلغ ارتفاعها 10 سنتيمترات تومض فوق مسار حجري، وكذلك عندما ضرب زلزال بقوة 8.1 درجة المكسيك في عام 2017، ظهرت صور مرعبة للأضواء الخضراء والزرقاء في السماء على وسائل التواصل الاجتماعي.

زلزال جديد في هطاي 

قُتل أكثر من 5 أشخاص وأصيب 213 آخرون في الزلزالين المتتاليين اللذين ضربا ولاية هطاي التركية مساء الإثنين 20 فبراير/شباط 2023، في حين تسبب الزلزالان اللذان شعر بهما عدد من الدول العربية، في إصابة ما لا يقل عن 130 شخصاً في مناطق شمال غربي سوريا.

إذ أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، مقتل 3 أشخاص إثر الزلزال المزدوج الذي ضرب ولاية هطاي ونقل على أثره 213 شخصاً إلى المستشفيات، مشيراً إلى أن أعمال البحث والإنقاذ تتواصل في 3 مواقع بالولاية عقب الزلزال الجديد.

من جانبه، أعلن الدفاع المدني السوري عن إصابة أكثر من 130 مدنياً في مناطق شمال غربي سوريا، في حصيلة غير نهائية.

وفي تغريدة على حسابه بموقع تويتر، قال الدفاع المدني إن حالات الإصابة تنوعت بين كسور ورضوض وحالات إغماء وخوف وهلع، نتيجة الزلزال الذي ضرب المنطقة مساء الإثنين 20 فبراير/شباط، وأدى إلى انهيار عدد من الجدران والأبنية المتصدعة في المناطق التي ضربها الزلزال السابق.

وتابع الدفاع المدني: "تعمل فرقنا على إسعاف المصابين إلى المشافي وتفقُّد القرى والبلدات المتضررة، وإزالة الركام لفتح الطرقات أمام حركة المارة وسيارات الإسعاف".

تحميل المزيد