شوهدت في تركيا مؤخراً.. ظاهرة “أضواء الزلازل” التي حيّرت العلماء وأبرز أماكن ظهورها

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/08 الساعة 14:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/21 الساعة 14:07 بتوقيت غرينتش
يوتيوب/ أضواء الزلازل Earthquake light

تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعية، عدّة مقاطع مصورة، تُظهر سطوع أضواء زرقاء، في السماء، أثناء حدوث الزلزالين الذين ضربا تركيا وسوريا، في 4 و 20 فبراير/شباط 2023.

وشوهدت الأضواء الزرقاء وهي تستطع بعد ثوان معدودة من بدء الزلزال، وهي أضواء نادرة الحدوث تحدث في أقل من 0.5 في المائة من الزلازل في العالم، ويستمر حدوثها أقل من ثانية، وفقاً لجمعية رصد الزلازل الأمريكية.

ما هي هذه الأضواء، كيف تتشكل، ما علاقتها بالزلازل، وما أبرز أماكن حدوثها؟

ما هي أضواء الزلازل Earthquake light؟

لطالما كانت أضواء الزلازل "Earthquake light" التي يقترن ظهورها بحدوث الزلازل مصدر حيرة للعلماء، وهي عبارة عن أشكال تشبه البرق والأضواء الساطعة مختلفة الأشكال والألوان والتوهجات الثابتة تظهر في السماء لثوانٍ معدودة، وقد تصل إلى دقائق أحياناً.

يختلف الجيوفيزيائيون في مدى اعتقادهم أن التقارير الفردية لهذه الأضواء الغريبة بالقرب من وقت ومركز الزلزال تمثل في الواقع أضواء الزلازل.

فوفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية USGS، فإن بعض العلماء يعتبرون أنّ ظهور هذه الأضواء يعني بشكل كبير أنّ هناك زلزالاً سيضرب المنطقة أو المناطق المجاورة لها.

في حين يعتبر البعض أنَّ ظهور أضواء الزلازل مرتبط بالكهرباء المنبعثة من اهتزاز خطوط الكهرباء.

ما علاقة الصخور بأضواء الزلازل؟

دراسة بحثية أُجريت في العام 2014، وشارك فيها العديد من علماء الزلازل، من بينهم فريدمان فرويند، أستاذ الفيزياء المساعد في جامعة ولاية سان خوسيه الأمريكية، وباحث أول في مركز أبحاث Ames التابع لوكالة Nasa، وجدت أنّ أضواء الزلازل تحدث بسبب الخصائص الكهربائية لبعض الصخور في أماكن محددة من العالم.

وقال فرويند في الدراسة إنّ أضواء الزلازل تُسمى أحياناً ببرق الزلازل، ويمكن أن تتخذ العديد من الأشكال والألوان المختلفة، موضحاً أنّ أشكالها تشمل اللهب الأزرق الذي يبدو وكأنه يخرج من الأرض، وكرات البرق التي تطفو في الهواء عشرات الثواني وتصل إلى دقائق، وومضات سريعة من الضوء الساطع الذي يشبه ضربات البرق العادية.

كما أشار إلى أنّ كل هذه الأضواء تخرج من الأرض وليس من السماء، ويمكن أن تمتد حتى مسافة 200 متر.

كيف تتشكل أضواء الزلازل؟

على مدى السنوات الماضية اقترح العلماء نظريات مُختلفة حول كيفية تشكُّل أضواء الزلازل، بما في ذلك تعطل المجال المغناطيسي للأرض بسبب الإجهاد التكتوني

الإجهاد التكتوني

الإجهاد التكتوني هو الضغط القوي الذي ينشأ على الصفائح التكتونية الموجودة في القشرة الأرضية، ما يؤدي إلى اصطدامها ببعضها البعض، أو التحرك بعيداً عن بعضها البعض، ما يؤدي إلى حدوث زلازل

.

لكن فرويند وزملاءه في الدراسة أفادوا أن أسباب حدوث أضواء الزلزال تبدو وكأنها عملية كهربائية مختلفة تماماً، ويقول: "عندما تضغط الطبيعة على صخور معينة، يتم تنشيط الشحنات الكهربائية، كما لو كنت تشغل بطارية في قشرة الأرض".

وأضاف أنّ أنواع الصخور الموجودة في المنطقة تلعب دوراً كبيراً في ذلك، فالأماكن التي تحتوي على صخور البازلت والغابرو هي الأماكن التي تحدث فيها أضواء الزلازل.

وأوضح أنّ تلك الأنواع من الصخور لها عيوب صغيرة في بلوّراتها، وبالتالي عندما تضرب الموجة الزلزالية تنطلق الشحنات الكهربائية في السماء.

وأوضح فرويند أن هذه الشحنات تتحد وتشكل حالة شبيهة بـ البلازما

البلازما

البلازما أو كما تسمى أيضاً الهيولى هي حالة تختلف عن الحالات المعروفة للمادة، فإذا كانت المادة توجد في الطبيعة بثلاثة أشكال: الصلب والسائل والغاز، فإنّ البلازما هي الحالة الرابعة.

وتعتبر البلازما غازاً متأيناً تكون فيه الإلكترونات حرة وغير مرتبطة بالذَّرة أو بالجزيء.

، التي يمكن أن تنتقل بسرعات عالية جداً، وتنفجر في السماء لتنتج تفريغاً كهربائياً في الهواء، مسببة أضواء الزلازل باختلاف أشكالها وألوانها.

مشيراً إلى أن الأضواء يمكن أن تحدث قبل أسابيع من وقوع الزلازل الكبيرة أو أثناء الاهتزاز الفعلي، وقد تم تسجيل مشاهدتها على مسافات تصل إلى 160 كيلومتراً من مركز الزلزال.

لماذا أضواء الزلازل نادرة الحدوث؟

ويفسر موقع National Geographic سبب ندرة هذه الظاهرة، وهي موجودة في أقل من 0.5% من الزلازل في جميع أنحاء العالم، إلا أنّ هذه الأنواع من الصخور ليست موجودة في كل مكان.

في حين أن أكثر الدول الشائع فيها حدوث ظاهرة أضواء الزلازل هي إيطاليا واليونان وفرنسا وألمانيا والصين، وأجزاء من أمريكا الجنوبية وبنسبة أقل في اليابان وأمريكا الشمالية.

أبرز الأماكن التي ظهرت فيها أضواء الزلازل

على مرّ القرون كانت هناك العديد من التقارير التي تتحدث عن أضواء الزلازل التي تظهر في السماء قبل وأثناء اهتزاز الأرض، لكنّ علماء الجيولوجيا لم يأخذوها على محمل الجد.

لكن في منتصف ستينيات القرن الماضي وخلال سلسلة زلازل ضربت محافظة ناغانو باليابان، التقط بعض العلماء صوراً لأضواء الزلازل كانت ترتبط بشكل واضح بالنشاط الجيولوجي للأرض.

وقال فرويند إنه منذ ذلك الحين بدأ العلماء بتسجيل هذه الظاهرة، ولكن اتساع رقعة التوثيق زاد خلال القرن الـ21 بسبب ظهور كاميرات المراقبة.

على سبيل المثال أبلغ الناس عن مشاهدة كرة ضوئية أرجوانية اللون على طول نهر سانت لورانس في مقاطعة كيبك الكندية، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، وذلك قبل 11 يوماً من وقوع زلزال قوي هناك.

في حين التقطت الكاميرات صوراً واضحة لأضواء الزلازل أثناء زلزال بقوة 8 درجات، ضرب مدينة بيسكو في بيرو، في أغسطس/آب 2007.

وقبل ثوانٍ فقط من زلزال لاكويلا بإيطاليا عام 2009 رأى الناس ألسنة اللهب، التي يبلغ ارتفاعها 10 سنتيمترات تومض فوق شارع حجري.

ليس ذلك وحسب، بل إنّ هناك الكثير من الفيديوهات التي رفعها الناس على موقع يوتيوب، تظهر أضواء الزلازل بشكل واضح في أوقات قالوا إنها سبقت وتزامنت مع حدوث زلزال في المنطقة، أبرزها أثناء زلزال ضرب نيوزيلندا في 2016، وآخر ضرب الصين في 2021.

أما آخر ظهور لأضواء الزلازل فكان في 7 سبتمبر/أيلول 2021، في المكسيك، عندما التقطت بعض الكاميرات فيديوهات لظهور أضواء زرقاء اللون بالتزامن مع حدوث زلزال بقوة 7,1 درجة بالبلاد، وتسبب في مقتل شخص واحد على الأقل.

تحميل المزيد