اُلتقطت صور لأكبر نحلة في العالم وهي على قيد الحياة بعد اختفائها لما يقرب من أربعة عقود.
عثر باحثون على النحلة المعروفة باسم "نحلة والاس العملاقة"، واسمها العلمي ميغاتشيلي بلوتو (Megachile pluto)، في إحدى الغابات المطيرة بإندونيسيا، ويبلغ حجم النحلة أربعة أضعاف حجم نحلة العسل وتشبه أنيابها أنياب خنافس الآيل.
اكتشاف النحلة المهددة بالانقراض
World's largest bee photographed after vanishing for decades. https://t.co/P0Fkd2qbjx pic.twitter.com/3I6r9gaPli
— ABC News (@ABC) February 21, 2019
كانت هذه المرة الثالثة التي يجري التأكيد فيها على رؤية هذه الأنواع -الذي خشي العلماء انقراضها قبل ذلك- والأولى منذ عام 1981.
أُعيد اكتشاف النحلة عن طريق فريق يتكون من علماء أحياء أمريكيين وكنديين وأستراليين انطلقوا بحثاً عن هذه الأنواع في جزر الملوك الشمالية الاستوائية بإندونيسيا.
وخلال البعثة الاستكشافية التي انطلقت في الشهر الماضي، عثروا على أنثى وحيدة من نحلة والاس العملاقة في عشٍ للنمل الأبيض مُقام أعلى شجرة وعلى ارتفاع 8 أقدام.
قال كلاي بولت، وهو مصور طبيعة خرج في رحلة والتقط أولى الصور لهذه الأنواع وهي على قيد الحياة: "بالتأكيد كان مذهلاً أن نرى هذه الحشرة الكبيرة الطائرة التي لم نكن متأكدين أنها لا تزال موجودة، فيكون لدينا دليل حقيقي هناك أمامنا في البرية".
وأضاف: "كان من المذهل أن أرى على الواقع مدى جمال وضخامة هذه الأنواع، وأن أسمع طنين أجنحتها العملاقة وهي تطير بجانب رأسي".
اكتشاف النحلة في عام 1858
NOPE… NOPE… NOPE…
WORLD'S LARGEST BEE: Take a look at Wallace's Giant Bee. It's the biggest bee in the world and hasn't been seen in over 30 years … until now. pic.twitter.com/yTZCccBNG9— KDKA (@KDKA) February 22, 2019
اُكتشفت نحلة والاس العملاقة لأول مرة عام 1858 عن طريق عالم الطبيعة البريطاني المشهور ألفريد راسل والاس، أثناء استكشافه جزيرة باكان الإندونيسية الاستوائية.
ووصف أنثى النحلة بأنها بطول إبهام إنسان بالغ، وأنها "حشرة سوداء في حجم الدبور، ولديها فك ضخم مثل خنافس الآيل".
ولم تُشاهَد هذه الأنواع مرة أخرى حتى عام 1981، عندما اكتشفها عالم الحشرات الأمريكي آدم ميسير مرة أخرى في ثلاث جزر إندونيسية.
ورصد سلوكيات بعض من هذه الأنواع، بما فيها استخدامها لفكها السفلي الضخم كي تجمع الصمغ والخشب من أجل بناء أعشاشها.
ولم تنجح عمليات البحث عن هذه الأنواع من النحل من بعد ذلك التاريخ حتى الشهر الماضي.
قال إيلاي وايمان، وهو خبير نحل وعالم حشرات بجامعة برنستون كان ضمن البعثة الاستكشافية الناجحة: "منحنا إعادة اكتشاف النحلة عن طريق ميسير لمحةً ما، ولكننا ما زلنا شبه لا نعرف شيئاً عن هذه الحشرة الاستثنائية".
وتابع: "أتمنى لهذا الاكتشاف أن يطلق بحوثاً مستقبلية تمنحنا فهماً أعمق لتاريخ حياة هذه النحلة الفريدة ويلهم جهوداً مستقبلية لحمايتها من الانقراض".
بالرغم من عدم معرفة الكثير عن النحلة، يعتقد العلماء أنها تعتمد في الأساس على الصبغ وأعشاش النمل الأبيض في غابات الأراضي المنخفضة بإندونيسيا، وهي بيئة طبيعية تهددها التوسعات الزراعية عن طريق إزالة الغابات.
بيع أنثى من نحل والاس
ندرة النحلة وحجمها جعلاها هدفاً للمعنيين بجمع الأحياء البرية، وليس هناك حالياً أي حماية قانونية حول التجارة في هذه الأنواع.
في العام الماضي، بيعت نحلة أنثى من نحل والاس العملاق على موقع eBay مقابل 9100 دولار، وفق صحيفة The Independent البريطانية.
قال روبن مور، مدير الاتصالات في منظمة Global Wildlife Conservation، التي تدير مشروعاً للبحث عن الأنواع المفقودة: "نعلم أن الكشف عن هذه الأخبار حول إعادة اكتشافها قد يشكل خطراً كبيراً نتيجة لارتفاع الطلب عليها، لكن الحقيقة أن هؤلاء الأشخاص المتجردين من المبادئ المعنيين بجمع الأحياء البرية يعلمون بالفعل أن النحلة موجودة".
وأضاف: "عملية حماية النحلة التي تمضي قدماً في طريقها ستعتمد أولاً على المسؤولين الحكوميين الملائمين والأطراف المعنية بمعرفة وجود النحلة بالفعل، ثم استعدادهم للمساعدة في حمايتها".