قريباً سنقول وداعاً للنحل والفراشات.. انقراض عالمي للحشرات على وشك الوقوع، وتداعياته كارثية على الكوكب

في العقود القليلة القادمة قد ينقرض أكثر من 40% من فصائل الحشرات، على رأسها الفراشات، والنحل، وخنافس الرَّوث. والسبب الرئيسي هو خسارة الأراضي.

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/18 الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/19 الساعة 07:53 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية للنحل

في العقود القليلة القادمة قد ينقرض أكثر من 40% من فصائل الحشرات، على رأسها الفراشات، والنحل، وخنافس الرَّوث. والسبب الرئيسي هو خسارة الأراضي.

تلك هي الخلاصة المفزعة لمراجعة جميع الدراسات الاستقصائية طويلة الأجل للحشرات التي نُشرت خلال السنوات الأربعين الماضية.

قاعدة بيئية للكوكب

بحسب ما نشر في موقع new scientist الأمريكي، جاء في الورقة البحثية التي نشرها فرانشيسكو سانشيز-بايو بجامعة سيدني في أستراليا، وكريس ويكهايس في الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية في بكين: "تداعيات ذلك ستكون على النظام البيئي للكوكب كارثيةً على أقل تقديرٍ، حيث إن الحشرات تمثل قاعدة العديد من الأنظمة البيئية في الكوكب".

ترى جورجينا ميس عالمة البيئة في كلية لندن الجامعية أن الدراسة تمثل خطوةً كبيرةً للأمام. غير أنه لا يزال هناك الكثير من الفجوات في معرفتنا. وتقول: "لا أعتقد أنها تُعطينا المعلومات المفصلة التي نحتاجها لتقييم العواقب بدقةٍ".

وضع الحشرات الاستوائية أسوأ

زد على ذلك أنه فيما تُقدم الدراسة على أنها عالميةٌ، فتكاد تكون أغلب الدراسات البالغ عددها 73 دراسةً قد جرت في أوروبا وأمريكا. وفيما يتعلق بقارتي إفريقيا وأمريكا الجنوبية على سبيل المثال استطاع المراجعون إيجاد دراسةٍ متعلقةٍ واحدةٍ من البرازيل، وأخرى من جنوب إفريقيا.

وتقول الورقة البحثية: "المعلومات المقدمة هنا تُشير في معظمها إلى دولٍ متقدمةٍ من أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث إن تلك المناطق لديها السجلات التاريخية الأكثر شمولاً". لذا فإننا لا نعرف تُبلي الحشرات في قطاعٍ كبيرٍ من الكوكب.

ولو أنه من غير المرجح أن تكون تلك أنباءٌ جيدةٌ. تقول ميس: "في الواقع فإن وضع الحشرات الاستوائية أسوأ من وضع الحشرات في المناطق المعتدلة. ربما تقلل الدراسة من شأن الوضع في المناطق الاستوائية".

المتهم الأول.. التلوث

ووفقاً للدراسات التي رُوجعت فإن السبب الأبرز لانخفاض أعداد الحشرات هو فقدانها مواطنها الطبيعية. ويأتي التلوث الناجم عن استخدام المبيدات والأسمدة في المزارع  وانبعاثات المصانع والمدن في المرتبة الثانية.

تلعب الطفيليات والأمراض دوراً كذلك. فمثلاً انتشار عثة الفاروا يسهم في انخفاض أعداد نحل العسل، رغم أن نحل العسل نفسه هو صنفٌ دخيلٌ في معظم بلدان العالم.

وأخيراً، يبدو أن التغير المناخي هو الآخر يلعب دوراً. قد يكون لدى الحشرات في المناطق الاستوائية هامشٌ ضيقٌ من التكيف مع درجات الحرارة، وقد تعاني من انخفاضٍ في أعدادها نتيجةً للاحترار العالمي.

تحميل المزيد