كان المشهد سيبدو عظيماً لو وصلت عشرات الحافلات القادمة من السعودية إلى الأراضي السورية، بينما كانت كاميرات النظام السوري تنتظرها لتصور "العائدين إلى حضن الوطن".
وسائل الإعلام كانت قد نصبت كاميراتها عند المدخل الحدودي، بعد تلقِّيها رسالة من الحكومة السورية، بانتظار الحدث الكبير، لكن قراراً مفاجئاً من الأردن وقف بوجه نجاح تلك العملية، التي كانت ستكون حافزاً لعودة باقي اللاجئين في مناطق مختلفة.
شركات نقل سعودية قامت بالنصب على المسافرين
أحمد الشعار وهو أحد المسافرين روى لـ "عربي بوست" تفاصيل القصة، وقال إن هناك شركات نقل سعودية بدأت بنشر إعلانات عن رحلات من الرياض إلى دمشق لنقل السوريين بأسعار رخيصة، وذلك بعد بدء الحديث عن عودة اللاجئين.
ولفت إلى أن من بين هذه الشركات "نجمة المنى للنقل الدولي"، التي أكد القائمون عليها تواصلهم مع المعابر الحدودية الأردنية، واستكمال كافة الإجراءات.
بداية الرحلة
صباح الجمعة 17 أغسطس/آب، انطلقت 30 حافلة ترفع علم النظام السوري باتجاه الأردن، يقول الشعار إنه بعد حصول المسافرين على تأشيرة الخروج من السعودية، والوصول إلى النقطة الأردنية، رفض الموظفون تمرير الحافلات، بداعي عدم فتح الحدود مع سوريا.
مشيراً أن قسماً من المسافرين لم يتمكنوا من العودة إلى الأراضي السعودية، وبقوا عالقين على الحدود.
كما لفت إلى أن شركات النقل السعودية رفضت إعادة ثمن التذاكر للمسافرين، وتهربت من المسؤولية عمَّا حدث بشكل كامل، حتى إن الشعار ذهب أبعد من ذلك بقوله "ربما نسقت تلك الشركات مع النظام السوري للقيام بذلك"، الأمر الذي لا إثبات عليه.
ولفت الشعار إلى أن الأوضاع تزداد صعوبةً في السعودية، وعلى الأخص زيادة الأسعار والضرائب المرتفعة بحق الأجانب، وأضاف أن تلك هي الأسباب الرئيسية وراء القبول بالعودة إلى سوريا، رغم معرفتهم بالأوضاع الصعبة التي لا تزال قائمة هناك، وليس كما يقال إنه بتنسيق مع النظام السوري وأجهزة المخابرات.
الخوف من زيادة عدد اللاجئين في الأردن
وبيَّن الشعار أن الموظف الأردني أخبرهم أنه لا توجد ضمانات بقبول النظام السوري فتح معبر "نصيب" وإدخال الحافلات إلى الأراضي السورية، وهذا ما يثير مخاوفهم من أن يصبحوا لاجئين جدداً في الأردن.
ونشرت صفحة موالية للنظام على موقع فيسبوك، تدعى "معبر نصيب الحدودي"، تعليقاً قالت فيه إن "وحدات الجيش السوري لا تزال تعمل على تنظيف معبر نصيب الحدودي مع الأردن من مخلفات العبوات الناسفة والألغام"، وأضافت أنها ستعمل على فتح المعبر "لا محالة"، واستدركت: "لكن حرصاً على سلامة القادمين من الخارج لا تستطيع الحكومة السورية فتح المعبر إلى حين الانتهاء وتأمين كامل الطريق من درعا إلى دمشق".
الاستعدادات على معبر نصيب الان لاستقبال المهجرين القادمين من المخيمات على الحدود السورية الأردنية والعمل لايزال جار للبدء باستقبال الرحلات من خارج البلاد #معبر_نصيب_الحدودي
Geplaatst door أخبار معبر نصيب الحدودي op Dinsdag 14 augustus 2018
ومنذ الإعلان عن الخطة الروسية لإعادة اللاجئين السوريين، والعمل مع الحكومة السورية على فتح المعابر وإنشاء مراكز إيواء، لم تسِر الأمور على النحو المطلوب، فلم يتم تسجيل عودة لاجئين من الأردن أو تركيا أو الاتحاد الأوروبي، باستثناء المئات من اللاجئين في لبنان.
اقرأ أيضاً