قادت نساء سعوديات سياراتهن بكل حرية، الأحد 24 يونيو/حزيران، في شوارع عدد من المدن للمرة الأولى في تاريخ المملكة، في خطوة إصلاحية تاريخية قد تشكل بداية مرحلة جديدة من المرونة الاجتماعية في هذا البلد المحافظ.
وكانت السعودية حتى منتصف ليل السبت الأحد، بالتوقيت المحلي، البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات. وعلى مدى عقود، قال رجال دين متشددون في المملكة، إن السماح للنساء بقيادة السيارة "معصية"، وإن المرأة ينقصها الذكاء لممارسة حقها هذا.
الخوف من التحرش
وانقسمت آراء السعوديين من الرجال بين مَن يوافق على القرار ومن يعارضه. فالمرحبون يرون أنهم سيستفيدون وتستفيد، في قضاء حوائجهن وأغراضهن من دون الحاجة إلينا.. لكنهم عبروا عن تخوفهم من التحرش.
وتمهيداً لإلغاء منع قيادة السيارات، قامت السعودية بإقرار قانون يعاقب من يدان بالتحرش بالنساء، بالسجن لمدة يمكن أن تصل إلى خمس سنوات، ودفع غرامة قدرها 300 ألف ريال (80 ألف دولار).
كذلك عبَّر المؤيدون عن ترحبيبهم بقيادة المرأة للسيارة، خاصة بالنسبة للطالبات أو الموظفات المضطرات لانتظار أقاربهن كل يوم.
ربع السعوديين معارضون
وفي المقابل فقد أبدى نحو ربع السعوديين، الذين استطلعت آراؤهم حسب "رويترز"، في استطلاع أُجري في الآونة الأخيرة معارضتهم لرفع الحظر، وقال ثلث هؤلاء إنهم يخشون أن تهدد هذه الخطوة التقاليد الموروثة، أو بسبب عدم توفر البنية التحتية الملائمة.
غير أن الانتقادات تظل نادرة، خصوصاً بعد حملة على المعارضين، شملت اعتقال نحو 30 من رجال الدين والمثقفين والنشطاء، في سبتمبر/أيلول الماضي، وأكثر من عشرة ناشطين مدافعين عن حقوق المرأة خلال الشهر الماضي.
وشرعت المملكة، في يونيو/حزيران الحالي، بإصدار رخص القيادة للنساء للمرة الأولى منذ عقود، وقامت النساء اللواتي يمتلكن رخصة قيادة دولية باستبدالها برخصة سعودية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، دون أن يحدد عدد التراخيص التي صدرت بالفعل، إن 120 ألف امرأة على الأقل تقدَّمن بطلبات للحصول على رخصة قيادة.
وتشير شركة "برايس واتر هاوس كوبرز" للاستشارات إلى أن عدد السعوديات اللواتي سيمتلكن رخص قيادة بحلول عام 2020، قد يصل إلى ثلاثة ملايين.
اقرأ أيضا:
أخيراً تحقق حلمهن بالقيادة… 5 تقارير تنقلك إلى أجواء عاشتها السعودية في يومها التاريخي هذا