نعم السعودية آخر دولة في العالم نساؤها تقود السيارة.. لكن لماذا كل هؤلاء يرفضن الخروج إلى شوارع المملكة؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/24 الساعة 11:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/24 الساعة 11:41 بتوقيت غرينتش
Majdooleen, who is among the first Saudi women allowed to drive in Saudi Arabia, drives her car in her neighborhood in Riyadh, Saudi Arabia June 24, 2018. REUTERS/Sarah Dadouch

سمح للنساء السعوديات، اليوم الأحد 24 يونيو/حزيران، بأن يقدن السيارات بصورةٍ قانونية لأولِ مرةٍ منذ عقود، وبينما يتحمَّس غالبيتهن للآفاق المُنتَظَرة، يقول بعضهن أن خوفهن من التعرُّض للتحرُّش سيمنعهن من القيادة.

كان الديوان الملكي قد قرَّرَ في سبتمبر/أيلول الماضي أن المملكة شديدة المُحافَظة -وهي الوحيدة في العالم التي تحظر سائقي السيارات الإناث- سوف ترفع الحظر كجزءٍ من إصلاحات وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وانتشرت لافتات مختلفة في شوارع المملكة احتفالاً بهذه اللحظة التاريخية منها ما يقول "معك وين ما سقتي" و"كلنا إخواتك في الطريق"

قالت فادية المجلول، 23 عاماً، لـ "telegraph" وهي تدرس التكنولوجيا بمدينة جدة المُطِلَّة على البحر الأحمر: "أنا سعيدةٌ للغاية بأننا سوف تكون لدينا نفس الحقوق التي تتمتَّع بها النساء في كلِّ مكان. لكنني قرَّرت ألا أقود السيارة على الفور".

وأضافت: "سأنتظر بضعة أشهر لأرى ما تشهده نساء أخريات وما المشكلات التي تواجهن".

ليس أمرا اعتاد عليه الرجال

وقالت امرأةٌ أخرى إنها تقلق من ألا يُعامِل الرجال النساء اللاتي يقدن سياراتهن باحترام.

وقالت إيمان الأميري، ربة منزل، لصحيفة The Telegraph البريطانية: "إنه فقط ليس أمراً اعتادوا على رؤيته، بالأخص في المناطق الدينية، لذا من يعلَم إن كانوا سيحاولون مضايقتنا".

وأضافت: "سيحاول الرجال إثارة إعجاب النساء عن طريق الاستعراض بسياراتهم، أو سيحاولون إخافتهن. لكنني بالطبع أريد أن أقود السيارة في مرحلةٍ ما. أريد الحصول على وظيفةٍ، لكن لا معنى لذلك إن لم تكن لديّ وسيلةٌ للتنقُّل".

وتقول أخريات إن أزواجهن لم يحبوا الفكرة، لأنهم اعتقدوا أن ذلك سيُعرِّضهن للتحرُّش.

وتحسُّباً للمشكلة، أدرجت المملكة قوانين جديدة تهدف إلى تقويض مثل هذا السلوك.

وسيواجه أولئك الذين يُثبَت عليهم التحرُّش بالسائقات الإناث غرامةً قدرها 100 ألف ريال سعودي (ما يقرب من 27 ألف دولار)، أو الحبس لمدة عامين.

أخطر شوارع العالم

وقبل أن تنزل النساء السعوديات بسياراتهن إلى الشوارع، التي تُعد من بين أخطر الشوارع في العالم، سيكون عليهن اجتياز اختبار قيادة، أو تحويل رخصة القيادة الدولية إن كانت لديهن واحدة منها.

واستخرجت حوالي ألفيّ امرأة رُخَص قيادة بالفعل في المملكة منذ فتح مراكز القيادة في مارس/آذار الماضي.

ومن المُتوقَّع أن تُقدِّم 6 ملايين امرأة -أو 65% من الإناث في سنِّ قيادة السيارات- طلباتٍ للحصول على رُخَص قيادة بمجرَّد أن يُرفَع الحظر، وفقاً لشركة Facts Global Energy الاستشارية في لندن.

ويدعم شباب المملكة، الذين يُشكِّلون نسبةً طاغيةً من سُكَّان البلاد، إصلاحات الأمير محمد بن سلمان، لكن الكثير من السعوديين يساورهم القلقُ إزاء السرعة الكبيرة التي تحدث بها التغييرات، ويخشون أنها قد تثير ردةَ فعلٍ من رجال الدين المُحافظين الذين كانوا في موضع السيطرةِ ذي قبل.

وبدأ الرجال المعارضون لقيادة النساء السيارات حملةً مضادةً على موقع تويتر تحت هاشتاغ #لن_تقودي.

ومع ذلك فقد سارعت النساء السعوديات بالتكيُّف مع الوضع الجديد بأعدادٍ كبيرة وبالتقاط صورٍ لأنفسهنَّ وهنَّ يستخرجن رُخَص القيادة.

وعبَّر بعض الرجال الأكثر ليبراليةً، والذين يعيشون في المدن الكبرى كمدينة جدة على سبيل المثال، عن دعمهم للقرار.

وقال ناجم، وهو سائقٌ لدى شركة أوبر: "إنَّني سعيدٌ للغاية بأن النساء سينضممن إلينا في القيادة، فليس هناك سببٌ في الإسلام لمنعهنَّ." وقال مازحاً: "هذا بالإضافة إلى أنني أعاني من اضطراري القيام بتنقُّلات بناتي الثلاث وزوجتي طوال الوقت".

وكان على المرأة إما أن تستعين بأحد محارمها كالزوج أو الأب، أو أن تستقل سيارة أجرة حتى تتمكَّن من الذهاب إلى أيِّ مكان.

وشكَّل منع النساء من القيادة تحدياتٍ كبيرة في التنقُّل لأجل المهام اليومية، كالذهاب إلى العمل أو توصيل الأطفال إلى المدرسة.

وتستهدف إصلاحات الأمير محمد بن سلمان في جزءٍ منها توظيف المزيد من النساء، في إطار محاولات المملكة تقليل اعتماد المملكة على العمال الأجانب، إذ يُشكِّل الأجانب نسبةً كبيرةً من العاملين بالقطاع الخاص السعودي.

ويُنظر للأمر أيضاً باعتباره استجابةً للاستياء المتفشي بين نشطاء حقوق المرأة. ومع ذلك فقد وجد أولئك الذين يوصفون بأصحاب الصوت الأعلى أنفسَهم مُعتَقَلين في حملةِ اعتقالاتٍ شُنَّت مؤخراً


اقرأ أيضاً

هؤلاء من دخلن التاريخ في السعودية "فيديو"

تحميل المزيد