أعلنت الأكاديمية السويدية التي تقدم جائزة نوبل، استقالة 4 من أعضائها على خلفية فضيحة التحرش التي عصفت بالأكاديمية وطالت ولية عهد السويد، وأدت إلى حجب جائزة نوبل للآداب عام 2018.
المستقيلون الأربعة هم من بين الأعضاء الذين ينتخبون لمدى الحياة، لينضموا إلى 6 آخرين قدموا استقالتهم من بين أعضاء لجنة التحكيم الثمانية عشر، بسبب الفضيحة ذاتها.
ومع توقف اثنين من أعضاء لجنة التحكيم عن العمل مع الأكاديمية منذ سنوات، أصبح عدد الحكام الفاعلين هو 10 فقط، وبحسب القانون الداخلي للأكاديمية لابد من توافر 12 عضواً فاعلاً باللجنة من الأعضاء الـ18، وهو ما لم يتوفر هذا العام ما أدى إلى حجب الجائزة.
وكان زوج إحدى أعضاء الأكاديمية وهو المصور الفرنسي جان كلود أرنو، اتهم بالتحرش بـ18 امراة، من بينهن الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد عام 2006
وبحسب وسائل الإعلام السويدية، فإن جان كلود أرنو قد اكتسب نفوذاً كبيراً في عالم الأدب السويدي؛ بسبب زواجه بفروستنسون، وقد استغل هذا النفوذ بشكل متكرر للتحرش بسيدات، كما يواجه العديد من دعاوى التحرش، منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حيث اتهمته 18 سيدة بالتحرش بهن داخل المركز الثقافي للأكاديمية الذي يديره.
كما أقامت الأميرة فيكتوريا دعوى ضد أرنو، ودعمتها بشهادة 3 سيدات حضرن الواقعة في إحدى قاعات أكاديمية نوبل بالسويد، وأكدن أن المتهم قام فعلاً بتعمُّد لمس الأميرة والتحرش بها من الخلف.
أعلنت الأكاديمية السويدية، الجمعة 4 مايو/أيار 2018، إرجاء جائزة نوبل للآداب لعام 2018، وذلك للمرة الأولى منذ نحو 70 عاماً؛ على خلفية فضيحة اغتصاب واعتداء جنسي طالت زوج عضوة في الأكاديمية.
وصرحت الأكاديمية في بيان، بأنها: "تعتزم اتخاذ القرار وإصدار الإعلان حول جائزة نوبل للآداب لعام 2018، في الوقت نفسه عند إعلان الفائز بها عن عام 2019″.
وتمر الأكاديمية، التي أُسست في عام 1786 على نموذج نظيرتها الفرنسية، بأزمة منذ انعكاسات حركة #Me-Too للتنديد بالتحرش الجنسي في أواخر 2017.
.ولم يسمع خبر إلغاء جائزة الأدب منذ عشرات السنوات إذ كانت آخر مرة ألغيت فيها عام 1943 بسبب الحرب العالمية الثانية.
وجدير بالذكر أن الأكاديمية السويدية لا تمنح كافة جوائز نوبل، إذ تختار لجنة نرويجية الفائز بجائزة نوبل للسلام، فيما تختار مؤسسات سويدية أخرى الفائز بنوبل للعلوم.
يشار إلى أن الأكاديمية السويدية، التي تختار الفائزين بجائزة نوبل للآداب منذ عام 1901، تهزها -بجانب الفضائح الجنسية- أيضاً فضيحة فساد مالي، ما وضعها نصب أعين السلطات السويدية. وبسبب هذه الأزمات المتتالية، نقلت وسائل إعلام سويدية أن الأكاديمية تفكر جدياً في عدم منح جائزة نوبل للآداب هذا العام.
يذكر أنه لم تُمنح جائزة نوبل للأدب في 7 مناسبات منذ إطلاقها في عام 1901، لكن لم يكن إلغاؤها في أي من هذه المناسبات نتيجةً لفضيحة؛ فلَم تُمنَح الجائزة في أعوام 1914 و1918 و1940 و1941 و1942 و1943 خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي عام 1935 لأسباب لم يُكشف عنها مطلقاً. كما جرى "حجزها"؛ بسبب عدم وجود فائزين مناسبين، في 1915 و1919 و1925 و1926 و1927 و1936 و1949، ومُنِحت بعد عام.
كما جرى التشكيك في سمعة الجائزة، التي فاز بها أدباء مثل صامويل بيكيت ورابندراناث طاغور، في عام 2016 عندما صوتت الأكاديمية لصالح الموسيقيّ بوب ديلان، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.