رسمياً: لا جائزة نوبل للآداب هذا العام.. والسبب: التحرش بالأميرة فيكتوريا

ذلك للمرة الأولى منذ نحو 70 عاماً؛ على خلفية فضيحة اغتصاب واعتداء جنسي طالت زوج عضوة في الأكاديمية.

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/04 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/04 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
Latvia's President Raimonds Vejonis welcomes Sweden's Crown Princess Victoria to Riga, Latvia April 27, 2018. REUTERS/Ints Kalnins

أعلنت الأكاديمية السويدية، الجمعة 4 مايو/أيار 2018، إرجاء جائزة نوبل للآداب لعام 2018، وذلك للمرة الأولى منذ نحو 70 عاماً؛ على خلفية فضيحة اغتصاب واعتداء جنسي طالت زوج عضوة في الأكاديمية.

وصرحت الأكاديمية في بيان، بأنها: "تعتزم اتخاذ القرار وإصدار الإعلان حول جائزة نوبل للآداب لعام 2018، في الوقت نفسه عند إعلان الفائز بها عن عام 2019".

وتمر الأكاديمية، التي أُسست في عام 1786 على نموذج نظيرتها الفرنسية، بأزمة منذ انعكاسات حركة #Me-Too للتنديد بالتحرش الجنسي في أواخر 2017.

بعد الإعلان عن المزاعم ضد أرنو في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، استقال 3 أعضاء من هيئة التحكيم المؤلفة من 18 شخصاً، والمُكلَّفة اختبار الفائز بالجائزة؛ احتجاجاً على قرار عدم طرده، خاصة مع اتهامه بالتحرش، بتسريب أسماء 7 من الفائزين السابقين بجائزة نوبل، لكن أرنو نفسه ينفي عن نفسه التهمتين كلتيهما.

ومع انخراط أعضاء الأكاديمية في معارك غير مسبوقة بالصحافة السويدية، استقالت السكرتيرة الدائمة للأكاديمية، سارة دانيوس، في 12 أبريل/نيسان 2018؛ ما أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق في السويد؛ بسبب ما نُظِر إليه باعتباره، ضمنياً، وقوعها ضحيةً لـ"سوء سلوك من جانب رجل"، كما فعلت فروستينسون، بعد اجتماع دامَ 3 ساعات.

هذا، وعلَّق السكرتير الدائم بالنيابة، أنديرس أولسون، في بيان، بأن "أعضاء الأكاديمية السويدية مدركون تماماً أن أزمة الثقة الحالية تُرغمهم على إجراء إصلاحات طويلة وقوية".

وتابع أولسون: "نرى من الضروري أن نأخذ وقتاً لإعادة كسب الثقة قبل تعيين الفائز المقبل"، مضيفاً: "وذلك احتراماً للفائزين السابقين والقادمين".

 سيدة السويد الثانية إحدى ضحايا التحرش

يأتي هذا بعدما تناولت الصحف العالمية خبر تقدّم سيدة السويد الثانية، الأميرة فيكتوريا، بدعوى تحرش ضد عضو أكاديمية نوبل العالمية، والمصور الفرنسي-السويدي جون كلود أرنو في عام 2006، وهو متزوج بالشاعرة كاتارينا فروستنسون، التي كانت تشغل منصب عضو في الأكاديمية السويدية.

وبحسب وسائل الإعلام السويدية، فإن جان كلود أرنو قد اكتسب نفوذاً كبيراً في عالم الأدب السويدي؛ بسبب زواجه بفروستنسون، وقد استغل هذا النفوذ بشكل متكرر للتحرش بسيدات، كما يواجه العديد من دعاوى التحرش، منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حيث اتهمته 18 سيدة بالتحرش بهن داخل المركز الثقافي للأكاديمية الذي يديره.

كما أقامت الأميرة فيكتوريا دعوى ضد أرنو، ودعمتها بشهادة 3 سيدات حضرن الواقعة في إحدى قاعات أكاديمية نوبل بالسويد، وأكدن أن المتهم قام فعلاً بتعمُّد لمس الأميرة والتحرش بها من الخلف.

وعاشت الأكاديمية أزمة متفاقمة بسبب المصور؛ إذ أشارت صحيفة Daily Mail البريطانية إلى احتمال أن تؤدي الفضيحة إلى إلغاء حفل توزيع جائزة نوبل في الأدب، الذي يجري سنوياً في العاصمة السويدية ستوكهولم، وذلك بعد اقتراح عدد من أعضاء الأكاديمية القيام بذلك.

يشار إلى أن الأكاديمية السويدية، التي تختار الفائزين بجائزة نوبل للآداب منذ عام 1901، تهزها -بجانب الفضائح الجنسية- أيضاً فضيحة فساد مالي، ما وضعها نصب أعين السلطات السويدية. وبسبب هذه الأزمات المتتالية، نقلت وسائل إعلام سويدية أن الأكاديمية تفكر جدياً في عدم منح جائزة نوبل للآداب هذا العام.

يذكر أنه  لم تُمنح جائزة نوبل للأدب في 7 مناسبات منذ إطلاقها في عام 1901، لكن لم يكن إلغاؤها في أي من هذه المناسبات نتيجةً لفضيحة؛ فلَم تُمنَح الجائزة في أعوام 1914 و1918 و1940 و1941 و1942 و1943 خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي عام 1935 لأسباب لم يُكشف عنها مطلقاً. كما جرى "حجزها"؛ بسبب عدم وجود فائزين مناسبين، في 1915 و1919 و1925 و1926 و1927 و1936 و1949، ومُنِحت بعد عام.

كما جرى التشكيك في سمعة الجائزة، التي فاز بها أدباء مثل صامويل بيكيت ورابندراناث طاغور، في عام 2016 عندما صوتت الأكاديمية لصالح الموسيقيّ بوب ديلان، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.

تحميل المزيد