للوهلة الأولى سيقال إن طباع أهل الموصل من الانضباط والجدية والدقة أسهمت في ذلك، لكن ربما كان الأمر هو العكس بالضبط، ربما كانت هذه الطباع قد تولدت في أهل الموصل؛ لأنهم في مرحلة مبكرة ما قد تعسكروا؟

صديقي أنت كل يوم يولد فيك شيءٌ جديد، لكن هذه الولادات تلاحظها، أم أنك في سُباتٍ عنها؟ شئت أم أبيت سيولد فيك هذا النورُ قريباً، كما ولدْتُ في هذا اليوم المسرور، الذي أشرق به وجه أبي، نالت أمي أحلى التهاني والسرور، سائلاً ربي أن يحفظهما من كل سوء وشرور.

فكان هذا المناخ المشحون بالطائفية مناسباً جداً لظهور وانتعاش التنظيمات الإسلاموية المسلحة المتطرفة مثل أنصار السنة والقاعدة وتنظيم الخلافة، ولم تبذل هذه التنظيمات جهداً كبيراً في استقطاب قطاع واسع من أبناء المدينة من الطائفة السنية، خاصة الذين ينحدرون من أصول قروية بعد أن وجدتهم معبأين بمشاعر الحقد والثأر ضد سلطة عاملتهم بقسوة شديدة.

فوجود الحب وصحة التنشئة وأسس التربية السلمية أكبر عامل محدد للفرد وشخصيته وسلوكه ومستقبله بكل أشكاله وتفرعاته، فأي اختلال في الصغر يؤثر على الكبر، خصوصاً أن الصغر مليء بالمغالطات والأسس الخاطئة، أما آن لنا أن ندرك ذلك جيداً؟!

اليوم هو عيد كالأعياد التي رأيتها، عيد الدوالي أو هو عيد انتصار النور على الظلام، أو قد يسمى انتصار الحق على الشيطان، تشعُّ الليالي بالأنوار، وتُسمع أصوات الفرح من الأطفال والكبار، يتشارك الجميع فيه.

كانت كل من الموصل وحلب تمتلكان موقعاً مهماً بالنسبة لتجارة الدولة الصفوية، خاصة تجارة الحرير المتجه إلى البحر الأبيض؛ لذلك كان طرد الصفويين منهما يمثل ضربة اقتصادية للصفويين، بالإضافة إلى ما تحقق للعثمانيين من نصر في جالديران؛ حيث احتلوا مدينة تبريز التي كان الشاه إسماعيل الأول قد أعلنها عاصمة له.

يمكن القول إن تقارب تركيا والسعودية وأربيل هو السبب الذي يقف خلف انقلاب يوليو/تموز 2016، ورب ضارة نافعة فقد دفع الانقلاب أربيل وأنقرة والرياض لتقارب أكثر، بعد أن أدركوا أنهم مستهدفون بلعبة داعش وماعش التي تتقنها ولاية الفقيه.