غالباً ما تتميز مؤسسات بلداننا (الخاصة والعامة) بغياب هدفها، أو عدم وضوحه على أقل تقدير، والسبب في ذلك في أغلب الأوقات أنها مؤسسات تابعة لرجال السلطة، ورجال السلطة ليس لديهم الوقت لمتابعة ما يجري في مؤسساتهم، فهم يعتمدون على شخص يضعهم في الصورة، والتي قد لا تكون صحيحة.

ما لهذا التحرير يعرّض بشرفنا ويتهمنا بأكذوبة جهاد النكاح وبيع نسائنا للأغراب؟! ما لهذا التحرير يهرق دماءنا، ويقطف أرواح صغارنا، ويقوّض بيوتنا فوق رؤوسنا؟! ما لهذا التحرير يطهّر مدننا منا وينثرنا في البراري طعاماً للضواري؟! ما لهذا التحرير كله منّ وأذى؟! تحرير أم قيامة؟

وأتساءل هل غارات التحالف الدولي الذي تقوده أميركا اليوم جاءت انتقاماً وثأراً لما حدث في لندن قبل أيام؟ أم أنه خطأ فعلي في التصويب ﻻ يقتل إﻻ المدنيين كالعادة؟ أقول مستذكراً ملجأ العامرية ربما.

لربما كانوا يستطيعون إنقاذ "دنيا" لو أنهم وصلوا إليها مبكراً، طفلاها استطاعا الخروج من فتحة صغيرة تسربت منها أشعة الشمس، فأقضّت نومهما القسري، "أمير وأخوه" الأصغر

وسيبقى الشيعة العرب في العراق صمام الأمان الآن ومستقبلاً لضمان حكم عادل في العراق، وسيكونون الأداة الفاعلة للثورة، أو الانتفاضة القادمة ضد الفاسدين، وهم بذلك يعيدون أمجاد أجدادهم في ثورة العشرين التي ركَّعت الإنكليز، وعلى أيديهم سيركع كل معتدٍ باغٍ أثيم.

وأريد أن تسامحنا على أننا صِرنا نستحيي من السلام كما كان يفعل الأنبياء؛ حيث إننا وجدنا أنّ هذا السلامَ معقّد، ومن يقول لنا "السلام عليكم" نقول عنه هذا إسلاميٌّ، ويجب أن يتطور ويسلّم كما يسلم مجتمعنا المثقفُ المتطور

الفاشية سواء صدرت من الأنظمة أو التنظيمات، إذا لم تلقَ معارضة كابحة فإنها تتفاقم مثل كرة الثلج المتدحرجة، والمشكلة أن المعارضة الصريحة باهظة الثمن وقد تكون مميتة، فيصبح التعايش مع الفاشية والتماهي معها والاستسلام لمنطقها ووعيها أمراً مفروضاً وقسرياً وربما خياراً عقلانياً وواقعياً طبيعياً ولا مفرّ منه