لست خائفاً ما ينتظرني ليس أكثر من لحظة ألم على منصة الإعدام، وبعدها فليكن ما يكون، كانت حياتي حافلة، حاولت أن أهدي الناس، أن أرشدهم إلى الحق، وكان ما كان.... كنت أقرب إلى النجاح ربما أكون فعلاً نجحت، لكن لم تمهلني الأيام لأقطف ثمر نجاحي، لا يهم، المهم أن دعوة الحق صدحت ومسيرة الهدى بدأت، وسيكملها بعدي غيري، ولو بعد حين

يقال إن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة، لكننا إذا سألنا ببساطة عن كلمة تضاد لكلمة "علماني" فلن تكون سوى "ديني"، المسألة ليست فصلاً إذاً بل يمكن اعتبارها "تحدياً" أو "تعديلاً" أو "تهميشاً"، وما ينفك العلماني يشتكي قائلاً: وما الذي أقحم الدين في المسألة؟! أنا لا أعدله ولا أهمشه، أنا أتحدث في موضوع آخر!

عندما تمر بموقف محرج أول ما تقوم به هو الابتسامة، وهذه الغريزة تكسر الجليد بإحساسك بالحرج، ويشجع التساهل من قبل الآخرين على ما ورد منا، ويولد الشعور بالتعاطف.

كان اللقاء سريعاً، خاطفاً، على غير موعد، أحسست كأنني ألقى صاحباً قديماً في مطار وليس لنا إلا عشر دقائق نتحدث فيها معاً، نفرح بسرعة ونضحك بسرعة، ثم نلملم بعضنا ويمضي كل منا لرحلته.

فإذا كان المسلمون اليوم لا يملكون بواقعهم تحقيق هذه الأحكام فهم - اللحظة ومؤقتاً - غير مكلفين بتحقيقها - ولا يكلف اللّه نفسا إلا وسعها - ولهم في الأحكام المرحلية سعة يتدرجون معها حتى ينتهوا إلى تنفيذ هذه الأحكام الأخيرة عند ما يكونون في الحال التي يستطيعون معها تنفيذها، ولكن عليهم ألا يلوُوا أعناق النصوص النهائية لتوافق أحكام النصوص المرحلية.

صدمتني كما صدمت غيري، عبارات السيسي الفجة وتوجيهاته السمجة، وجرأته العجيبة حين طالب مواخير إعلامه على الهواء مباشرة، بخلق "حالة فزع من إسقاط الدولة" لدى المصريين.

لبّيت طلبها وأمسكت الياسمين في يدي وجذبته إلى أنفي، لم يجذبني هو إلى أي ثغرة حنين، فذلك الذي من أجله عاقبتني أمي دوماً عندما كنت أترك البيت دون علمها وأذهب إلى مزرعة جدّي أجمعه وأجلس لأشم رائحته، فتزداد فرحتي وتتوه ضحكاتي ملء المزرعة وما حولها.