قد تتساءل كسائح متجول، أليست إسبانيا دولة علمانية؟ فلماذا ما زالت دور العبادة قائمة في كل زقاق؟! الجواب: نعم، إسبانيا دولة علمانية التوجه ولكن فهمهم للعلمانية يختلف عن فهم العلمانية لدى بعض (أقول بعض) أبناء جلدتنا الذين يجاهرون بإزالة كل مباني دور العبادة وإسقاط دور الدين في حياة المجتمع!

المفاهيم والصورة النمطية فضلاً عن سوء القصد وسطحية النخب والجماعات وانتشار الجهل، كل ذلك أسهم بشكل خطير في تبديد السلام الاجتماعي وقيم الحلم والعفو والتسامح والتسامي عن الصغائر في مصر هذه الأيام.

لا بد أن تُطرح أسئلة جوهرية بعد باصات نصر الله التي كشفت الكثير مما كان مستوراً: مَن الذي وقف وراء تهجير المسيحيين؟ مَن الذي وقف وراء قتل الأيزيديين وسبي واغتصاب نسائهم؟

منذ 2003 تحوَّلت البصرة بشكل رسمي إلى مدينة للبترول والفساد فقط، وتراجعت الحياة المدنية والثقافية والاجتماعية بشكل واضح، وبزغت سلطة الأحزاب التي سيطرت على المقدرات الاقتصادية، واستحوذت على المنافذ الحدودية والموانئ، وعلى المشاريع النفطية، وتحكمت بعائدات النفط التي تسربت بفعلها ملايين الدولارات إلى جيوب الفاسدين واللصوص، والجميع يعرف من كان يقف خلف كل ذلك.

الأدرينالين الذي ارتفع في دم حارس المرمى إبراهيم عالمة حين شاهد ولي العهد حافظ الصغير يشحذ همم اللاعبين وهو نفسه أي ولي العهد قد حل في المراتب الأخيرة في أولمبياد للرياضات أُقيم في البرازيل منذ فترة وجيزة.

- ليس أن تكون متحضراً، لكن أن تبدو مدنياً، ولو كان قاعك قحّاً ريفياً، وقناعاتك مصكوكة بالبداوة، وفكرك مُسَمداً بالضيق وأفقك مُسَمماً بالانغلاق، وقلبك مُسَبَخاً بالصد وثوابتك مُسَمرةً بالتماثل بالموروث.

لا أعلم لماذا فرحنا وظننا أنهم سيحمون الثورة.. تلك الثورة التي لم تكتمل بعد دبابات في كل مكان ومجندين "غلابة" وشعب "ماصدق" أن انتهت الثورة وحان وقت الاحتفال.