برغم كل ما نتحدث به من أن المسؤولية تكليف لا تشريف، ومن أن المرء عليه أن يفر من الإمارة فراره من الأسد، إلا أن المسؤولية والقيادة والإمارة تبقى رغبات نفسية طبيعية، فلا يسعد الفرد مثلما يسعد في اختياره لتولي القيادة!

وأتخيلها ترد عليّ وتقول: بل أنت ما هذا البرود الذي أصبحتِ عليه؟ لديك جبال من الذنوب مقارنة بي، ولكن لا تذرفين دمعة واحدة، ولا يبدو أنك تخشين الموت الذي أهابه. أنا في العشرين وأشعر بدنو أجلي وأخجل من لقاء ربي وأنتِ تقتربين من الأربعين، ولا يبدو عليكِ سوى اللامبالاة.

مجدداً أكتب هذا وأنا لم أعان اكتئاب ما بعد الولادة، فهو أمر آخر له أعراض وتداعيات خاصة، وكل ما مررت به كان تغييرات هرمونية طبيعية تؤدي إلى حالة اضطراب عاطفية تسمى (baby blues ) وكان وجود مالك بجانبي بلسماً لجرحي، وكان صبره عليّ شفاء لسقمي، وكان دعمه منقذاً مما هو أشد وأقسى .. فكيف تُترك الزوجة في هذه الحالة لتعايش كل هذا وحدها؟!

وقبل أن نجيب عن الأسئلة التي ذكرناها لا بد أن نتفق أولاً على معنى فقد الثقة، ونتعرف على صفات وعلامات فاقدي الثقة بأنفسهم؛ لأن التشخيص أهم من العلاج.

ومن هنا نتطرق إلى أمر مهم، المعلوم أن المرأة عاطفية ولعاطفيتها تلك، يكون من السهل عليها تتبّع قدوتها في الحياة، ولنا في أُم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- خير قدوة فإن تأملتن وحللتن شخصية أمنا عائشة -رضي الله عنها- قليلاً لرأيتن أننا وبكل بساطة لم نفهم كيف تبنى شخصية المرأة المسلمة المؤمنة.

أتساءل فعلاً: هل هذا هو نموذج المناضل "الديمقراطي" الذي يحتاجه المغرب؟ بل شبه مناضل يحضر اللقاءات ليحاضر في الديمقراطية وهو الذي لا يؤمن بالاختلاف واحترام التعددية؟ شبه مناضل يريد تكريس أيديولوجية الحزب الوحيد والتيار السياسي المهيمن في المشهد السياسي

قال لها: طالما كنت أعلم أنك لا تحبينني كما يجب.. فقررت أن أحقق لك أكبر أمنيه في حياتك.. ستجدينها في هذه الورقة.