يمر بعضٌ منا بمشكلة نفاد راتبه قبل نهاية الشهر، ليجلس تلك الأيام منتظراً "الفرج" الذي يأتي في الشهر التالي، وأحياناً كثيرة يعاود الكرة مرة أخرى بالشهر التالي، يا له من أمر مزعج للغاية!هل تعلم أن هناك بعض العادات التي لو تخليت عنها لن تقع في تلك المشكلة مرة أخرى؟ ومن أبرزها أنك لا تضع ميزانية ولا تخطط لراتبك، وكذلك الخلط بين الحاجات والرغبات.

من الممكن أن تتعارض فكرة التخلي عن وظيفة دون نية في البحث عن أخرى مع الحكمة المهنية التقليدية، ولكن أحياناً يمكن أن يكون القرار الصحيح هو إنهاء عملك دون أن تكون قد ضمنت فرصة جديدة.ولكن، قبل أن نصل إلى تلك الحالات المحتملة، فيجب أن نذكر في البداية، أن صديقك على حق إذا نصحك بعدم ترك وظيفة قبل الحصول على أخرى، إذ يكون من الأسهل الحصول على وظيفة بينما يكون لديك أخرى بالفعل.

هناك احتمال كبير أنك تقضي معظم يومك في وظيفة مكتبية، وللمخاطر الصحية الكثيرة التي تسمع بها حول أضرار العمل المكتبي على صحة الفرد، تحاول خطأً الابتعاد عن القيام بأعمال يدوية وحركية كثيرة علّها تجنبك تلك المخاطر الصحية، إلا أنك تتجاهل أن جلوسك أمام شاشة الكمبيوتر لثماني ساعات على الأقل يومياً لن يكون بديلاً صحياً مطلقًا.وسواء أكنت تعمل من المنزل أو تجلس وراء مكتب، فهناك بعض الطرق الواجب عليك اتباعها لتجعل مكتبك مكاناً أفضل لصحتك وتقلل من تلك المخاطر.

لا تتحدث عن نفسك بسلبية أو عن مشغلك السابق. تجنب استعمال "طرد" أو "تخلي"، أنت كنت مجبراً على تغيير وظيفتك لأسباب عملية، كنت مدفوعاً لتوسيع تجربتك، كنت بحاجة لرفع التحدي.. ليس هناك "طرد" أو "استغناء عنك" بمعجمك.

هل سيلاحظ مديرك إن تغيبت عن عملك ست سنوات متتالية؟ على الأرجح نعم، ولكن لم يحدث ذلك مع هذا الموظف الحكومي في إسبانيا. خواكين جارسيا…

أيقظت تلك المقالة كوامن دفينةً في نفسي تنبهني بأسلوبٍ قاسٍ بأنني في كثيرٍ من الأحيان ألجأُ إلى تقييم الآخرين على أسسٍ ماديةٍ ضيقةٍ كالرتبة الوظيفية وعدد سنوات الخبرة مع تجاهلٍ متعمدٍ للسؤال عن القيم والأخلاق التي يمتلكها الآخر.

حلمٌ شائعٌ أن تقوم بما أنت شغوفٌ به. المشكلة الوحيدة في هذا الطموح هو أننا نبرع أحياناً في أشياء بعيدة عن اهتماماتنا، أي كما في عبارة غلوريا ستاينم الشهيرة "نعلم ما نحتاج إلى تعلمه، ونكتب ما نحتاج إلى معرفته".