يجب أن تكون مصرياً أو جزائرياً حتى تتحمل.. ماذا يعني غياب المنتخبين عن “قطر 2022″؟

عدد القراءات
14,997
عربي بوست
تم النشر: 2022/04/04 الساعة 09:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/04 الساعة 09:07 بتوقيت غرينتش

كان لإقصاء مصر والجزائر من بلوغ مونديال قطر وقع كبير في الأوساط الإعلامية والجماهيرية والرسمية في البلدين، وحتى في دولة قطر التي كانت تراهن على مشاركة عربية قياسية في مونديال العرب ، تضمن حضوراً جماهيرياً عربياً قياسياً، وأجواء عربية متميزة بمشاركة النجمين العالميين محمد صلاح ورياض محرز.

حتى أن مدير البطولة السيد ناصر الخاطر أكد على هامش قرعة المونديال أن غياب مصر والجزائر يشكل ضربة موجعة لعشاق كرة القدم رغم أن وجود قطر والسعودية والمغرب وتونس يمهد بدوره لنجاح جماهيري كبير في كأس عالمية أريد لها أن تكون قطرية وعربية قبل أن تكون عالمية، لكن شاءت الأقدار أن تغيب الجزائر التي صنعت الحدث في كأس العرب، ومصر التي بلغت نهائي كأس إفريقيا في الكاميرون.

صدمة في مصر

في مصر كانت صدمة الغياب عن مونديال قطر كبيرة رغم أن الإقصاء كان أمام السنغال بطل إفريقيا، أحد أحسن منتخبات العالم الذي تفوق عليه المنتخب المصري في القاهرة ذهابا، وصمد أمامه على مدى 120 دقيقة إياباً في ظروف أمنية صعبة، لم يكن بإمكان العناصر المصرية أن تخرج منها سالمة لو لم تترك تأشيرة العبور إلى المونديال، وتخسر للمرة الثانية في أقل من شهرين بعد خسارة نهائي كأس أمم إفريقيا أمام نفس المنتخب.

وبالتالي تغيب مصر عن أول عرس عربي عالمي ينظم في المنطقة العربية، لا يمكن تصوره من دون مصر بثقلها وإرثها ورصيدها الكروي، وجماهيرها التي ستخسرها دون شك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وهي التي صنعت أجواء رائعة في بطولة كأس العرب فيفا 2021 التي احتضنتها الدوحة نهاية السنة الماضية.

خروج مؤلم للجزائريين..

نفس السيناريو حدث للجزائر بشكل دراماتيكي أكبر وأكثر قساوة على القلوب والنفوس، خاصة أن الجزائر كانت أوفر حظاً من مصر، وهي التي كان عليها تأكيد فوزها على الكاميرون في لقاء الذهاب ، أو على الأقل الحفاظ على نتيجة التعادل التي تحققت في الدقيقة الـ 118 من المباراة، لكن قبل 10 ثوان من نهاية الوقت بدل الضائع حدثت الصدمة في غفلة من دفاع المنتخب الجزائري الذي كان لاعبوه يفكرون في إقامة الأفراح قبل انتهاء المباراة، مما كلفهم ثمن الإقصاء والغياب عن موعد كان في المتناول بشهادة كل عشاق الكرة الذين تحسروا على الطريقة وليس على الإقصاء في حد ذاته لمنتخب كان الأحسن إفريقيا وعربياً على مدى ثلاث سنوات، وتأسفوا لخروجه أكثر من خروج إيطاليا للمرة الثانية على التوالي.

غياب صلاح ومحرز..

غياب مصر والجزائر يعني غياب اثنين من أفضل لاعبي العالم حالياً محمد صلاح ورياض محرز، وغياب جيل جديد كان يستحق التواجد في المونديال، ويعني أيضاً غياب عمق جماهيري فريد من نوعه كان بإمكانه أن يضيف نكهة عربية خاصة تضاف إلى حضور جماهير المغرب وتونس، وخاصة قطر والسعودية على أرضهم وفي بيئتهم الخليجية التي تضفي على مونديال العرب صبغة خاصة لم تكن في مونديال روسيا مثلاً، ولا في أي مونديال سابق، ولو كان بإمكان قطر أن تختار ضيوفها لاختارت مصر والجزائر وإيطاليا لما لهم من رصيد فني وجماهيري، يضيف للمونديال طابعاً خاصاً، يضاف إلى كل الخصوصيات التي يتميز بها في توقيت مختلف عن المعتاد، وملاعب تفوق الخيال، وأجواء لم يسبق لها مثيل ولن تتكرر على الأقل في المستقبل القريب.

 مصر الجزائر محمد صلاح ورياض محرز خارج كأس العالم
محمد صلاح ورياض محرز خارج كأس العالم

مونديال العرب يخسر مصر والجزائر

الخروج المؤلم لمصر والجزائر كان له وقع كبير في قطر التي كانت تأمل في حضور عربي قياسي لعدد المنتخبات المتأهلة، وحضور جماهيري يزيد من متعة الشعوب العربية بمباريات المونديال على الأقل طيلة مباريات الدور الأول، لأن القرعة أسفرت عن مجموعات جد صعبة على المنتخبات العربية بما في ذلك قطر التي ستواجه هولندا وبطل إفريقيا السنغال ومفاجأة تصفيات أمريكا الجنوبية الإكوادور، في حين ستواجه تونس بطل العالم فرنسا والدانمارك، ويواجه المغرب بلجيكا ونائبه بطل العالم كرواتيا، بينما وقعت السعودية في مجموعة الأرجنتين والمكسيك وبولندا، مما ينذر بمباريات صعبة للعرب، وحظوظ ضئيلة في بلوغ الدور الثاني الذي يبقى غاية لكل المنتخبات العربية وجماهيرها.  

يجب أن تكون مصرياً وجزائرياً حتى تتحمل..  

المصريون والجزائريون لا يلومون إلا أنفسهم، وكان عليهم أن يكونوا في المستوى مثل تونس والمغرب والسعودية لكي يتأهلوا إلى المونديال، لكن بالنظر للسيناريو الذي حدث يمكن القول بأنه ليس في متناول أي واحد أن يكون مصرياً حتى يتحمل في ظرف شهرين خسارة نهائي اللقب القاري، وورقة التأهل إلى المونديال أمام نفس الفريق.

وليس في مقدور أي كان أن يكون جزائرياً حتى يتحمل الإقصاء من المونديال في الثواني العشر الأخيرة من المباراة أمام الكاميرون بعد أن يعود منتخب بلادك في اللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي، ويسجل هدف التأهل، ثم يتلقى هدف الإقصاء ويخرج  في عقر دياره أمام جماهيره التي تحملت صدمة لا تقدر على تحملها كل جماهير الكرة ، ولا تقدر على النهوض بعدها كل منتخبات الكرة بما في ذلك إيطاليا التي تعرضت لصدمة ثانية من نوعها في ظرف أربع سنوات.

عند الفوز والتأهل يبدو كل شيء جميلاً لأصحابه، وعند الخسارة والإقصاء تظهر معادن الشعوب والجماهير والمنتخبات ومدى قدرتها على رفع التحديات مجدداً، وتحويل الانكسار إلى انتصار ما دامت الحياة مستمرة، ومصر والجزائر بإمكانهما فعل ذلك مستقبلاً لأنهما مصر والجزائر بكل الرصيد الذي تتوفران عليه.  

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

حفيظ دراجي
المُعلق الرياضي الجزائري
إعلامي شهير، ومُعلق رياضي جزائري.
تحميل المزيد