قالت صحيفة The Sun البريطانية، إنه من الممكن أن تكون الطائرة المنكوبة -التي كانت تُقِلُّ اللاعب الأرجنتيني إيمليانو سالا واختفت قبل أيام- قد هبطت في منطقة وادٍ تحت الماء يبلغ عمقه 183 متراً تقريباً مليء بالذخائر والنفايات المشعة، فضلاً عن غواصة غارقة.
إذ كان يُستخدَم وادي "هارد ديب" تحت الماء، الواقع قُبالة جزيرة آلديرني في القنال الإنجليزي، مكبَّاً لنفايات الأسلحة الكيماوية في الحرب العالمية الأولى.
ويقبع هناك في الأخدود البالغ عمقه 183 متراً أيضاً حطام الغواصة HMS Affray التابعة لسلاح البحرية الملكي البريطاني على بعد نحو 96.6 كيلومتر قبالة الساحل الإنجليزي.
وباتت في العام 1951 آخر غواصة بريطانية تُفقَد في البحر.
تحقيق حول طيار اللاعب إيمليانو سالا
يأتي ذلك في خضم ادعاءات بأنَّ الطيار الذي كان يُحلِّق بلاعب كرة القدم إيمليانو إلى نادي كارديف سيتي بمدينة كارديف لم تكن لديه رخصة تجارية وكان يعاني من ديون تبلغ 23.6 ألف دولار.
وقالت مصادر في الطيران إنَّ ديف إبوتسون (59 عاماً) لم تكن لديه إلا رخصة طيار خاصة، وكان يعمل مهندس أنظمة تدفئة ومنسق موسيقى (DJ) بالمراقص من أجل توفير المال اللازم لإشباع شغفه بالطائرات.
ولم يكن واضحاً ليلة 24 يناير/كانون الثاني 2019 لِمَ وُثِقَ في الطيار–المعروف باسم "إبو"- لنقل الصفقة القياسية(19.6 مليون دولار) للنادي الذي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (Premier League) من فرنسا إلى بريطانيا.
من هو الطيار إبوتسون؟
وكان إبوتسون، الوالد لأربعة أبناء، يروِّج لمشروعه في مجال السباكة وتوصيلات الغاز، ويطلب من أصدقائه البحث في موقعه لتعزيز ترتيبه وتقييمه في محرك البحث جوجل قبل تلك المأساة.
وقِيل أيضاً إنَّ إبوتسون، من بلدة سكونثورب بمقاطعة لينكولنشاير الإنجليزية، حصل على وظائف طيران بدوامٍ جزئي، بعدما قطع آلاف الساعات في رحلاتٍ أقل تطلُّباً لنقل هواة القفز بالمظلات فوق مواقع القفز.
هل كانت الرحلة قانونية أم لا؟
وأكَّد مسؤولو شعبة التحقيق في الحوادث الجوية البريطانية أنَّهم يحققون فيما إن كانت الرحلة التي استأجرها وكيل سالا قانونية أم لا.
وكشفت استقصاءات صحيفة The Sun كذلك أنَّ إبوتسون كان يبحث عن عمل في الطيران على صفحات "الوظائف الغريبة" على فيسبوك.
وأفادت تقارير بأنَّ وكيل اللاعب سالا، ويُدعى مارك مكاي، حجز إبوتسون ليُحلِّق بالطائرة من طراز بايبر ماليبو التي تعود لأكثر من 25 عاماً إلى مدينة نانت الفرنسية ثم العودة منها بعدما طلب اللاعب العودة سريعاً في الموعد المحدد للتدريب مع زملائه في فريقه الجديد.
وكان الطيار العامل بدوامٍ جزئي مُدرَجاً على قائمة من 4 طيارين يستخدمهم مكاي لنقل لاعبي كرة القدم وفرسان السباقات.
وقال مصدر بهيئة الطيران المدني البريطانية: "سيتطرق التحقيق إلى مسألة ما إن كانت الرحلة تمت على أساسٍ تجاري أم لا، وكذلك إلى مسألة مستوى مؤهلات الطيار. لكن الأولوية في الوقت الراهن هي العثور على الطائرة ومعرفة ما حدث لمن كانوا على متنها".
ويُعَد إبوتسون عضواً بثلاث مجموعات "لرحلات نقل الطائرات بدون ركاب" بموقع فيسبوك، تنشر الشركات فيها إعلانات لوظائف في مجال الطيران، وكان قد عمل لصالح مكاي من قبل باستخدام نفس الطائرة.
اختفت الطائرة..
واختفت الطائرة وعلى متنها المهاجم الأرجنتيني البالغ من العمر 28 عاماً قبالة جزر القنال الإنجليزي مساء الإثنين 21 يناير/كانون الثاني 2019.
ودقَّ مدرب كارديف سيتي،ناقوس الخطر مساء الإثنين بعدما اتصل بمكاي يسأله عن سبب عدم وصول النجم الجديد.
وأُوقِفَت عمليات البحث الجوية البحرية الخميس 24 يناير/كانون الثاني فيما سافرت شقيقة اللاعب مفطورة القلب "رومانيا" من الأرجنتين لتقابل وارنوك.
وتوسلت رومانيا، فرق الإنقاذ باكيةً أن تواصل عملية البحث.
وقالت: "رسالتي هي: من فضلكم، من فضلكم، من فضلكم لا توقفوا البحث. بالنسبة لي، لا يزالان على قيد الحياة".
ويعتقد الخبراء أنَّ أجنحة الطائرة ربما تجمَّدت في ظروف الطقس الثلجي، وقالت فرق الإنقاذ إنَّه "لا أمل" في العثور على الرجلين على قيد الحياة.
وأرسلت البحرية الفرنسية مروحية مراقبة متخصصة من طراز فالكون 50 فوق القنال الإنجليزي للبحث عن الحطام.
رسالة اللاعب الأرجنتيني إيميليانو سالا "تقشعر لها الأبدان"
وفي رسالة تقشعر لها الأبدان أرسلها سالا إلى أصدقائه، وقالت صحيفة "كلارين" الأرجنتينية إن والده تأكد من مصداقيتها، عبّر اللاعب عن مخاوفه بشأن الطائرة التي كان يستقلها وهي ذات محرك واحد ومن طراز "بايبر ماليبو". وقال سالا: "أنا في الطائرة ويبدو أنها ستسقط… أبي، أنا خائف حقاً".
وبعث سالا برسائل على تطبيق "واتساب" إلى مجموعة من أصدقائه، قال فيها: "مرحباً إخوتي الصغار، كيف حالكم أيها المجانين؟ أنا منهك للغاية، قمت بأشياء كثيرة في نانت، أشياء، أشياء، أشياء، الأمر لا يتوقف أبداً".
وأضاف: "أنا على متن طائرة يبدو أنها ستسقط وتتفتت إلى قطع، أنا ذاهب لكارديف، وسأبدأ غداً بالفعل، أمر جنوني، في المساء أبدأ التدريبات مباشرة مع فريقي الجديد".
وبعث اللاعب برسالة أخيرة، قال فيها: "كيف حالكم إخوتي هل تسير الأمور بشكل جيد؟ إذا لم تتلقوا أية أخبار مني خلال ساعة ونصف، لا أعرف، ولكن سيحتاجون أن يرسلوا أحدهم للبحث عني، أنا خائف".