يُجري سلاح الجو الألماني، الجمعة 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، تحقيقاً في الخلل الذي أدى إلى هبوط طائرة الإيرباص التي كانت تقل المستشارة أنجيلا ميركل بشكل اضطراري الخميس، في آخر حادث من لائحة طويلة من الأعطال المهينة لهذه الطائرة التي يمكنك أن تطلق عليها الطائرة "المنحوسة".
سلاح الجو الألماني استبعد أي سبب إجرامي للعطل، وهي إمكانية تحدثت عنها أولاً صحيفة "راينيشه بوست" المحلية، لكن العطل المفاجئ كاد أن يكون كارثة كبرى قد تودي بحياة المستشارة الألمانية.
وكتبت مجلة "دير شبيغل" والصحيفة على موقعيهما الإلكترونيين أن نظام الاتصالات في طائرة الإيرباص "إيه340" توقف كلياً بينما كانت الطائرة تحلق فوق هولندا في حادث كبير. وتمكن الطاقم من تنظيم هبوط الطائرة بشكل طارىء مساء الخميس في كولونيا بهاتف عبر الأقمار الاصطناعية.
واستقلت المستشارة الألمانية في نهاية المطاف، صباح الجمعة، طائرة تابعة لشركة الطيران الإسبانية "لإيبيريا" أقلعت من مدريد، لتنضم بتأخير 12 ساعة إلى نظرائها المشاركين في قمة العشرين في بوينوس آيرس.
"عطل خطير"
ويتوقع أن تصل إلى العاصمة الأرجنتينية عند الساعة 17,55 (20,55 ت غ) وتم إلغاء الاجتماعين الثنائيين اللذين كان يفترض أن تعقدهما مع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ.
كما أنها ستتغيب عن الصورة الجماعية التقليدية لرؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة.
وقد اضطرت الطائرة الحكومية "كونراد أديناور" للعودة أدراجها مساء الخميس بسبب "عطل خطير" كما قالت ميركل. وقد حطت بشكل اضطراري في مطار كولونيا.
وأمضت المستشارة التي تم تصويرها وهي تنزل من الطائرة وهي تحمل مظلة وحقيبة يد، ليلتها في فندق في بون العاصمة السابقة، قبل أن تتوجه إلى مدريد فجراً لتستقل رحلة تجارية عادية.
وذكرت السلطات أولاً أن العطل أثّر على الأنظمة الكهربائي للطائرة.
لكن "دير شبيغل" ذكرت أن العطل كان أخطر من ذلك. فبعد ساعة من إقلاع الطائرة، توقف كل نظام الاتصالات مع الأرض عن العمل. والاتصالات مضمونة عادة بأجهزة بديلة للانقاذ، لكن هذه الأنظمة أيضاً لم تعمل.
وفي الصناعة الجوية، هذا النوع من الحوادث يعتبر حالة طارئة خطيرة ولا يقع إلا نادراً، مما دفع قبطان الطائرة وطاقمها إلى طلب الهبوط بشكل اضطراري.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن المستشارة أبلغت حوالي الساعة 20,00 بوجود حادث تقني بينما كانت تتحدث مع صحافيين على متن الطائرة. وقال لها أحد أفراد الطاقم إن "الأمر مهم" وأبلغها أن قائد الطائرة يريد التحدث إليها.
وتمكن الطاقم بعد ذلك من الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية مع المراقبين الجويين.
وجرى هبوط الطائرة التي كانت تقلّ وزير المال أولاف شولتز ووفداً كبيرًا، بصعوبة أيضاً.
فقد خضعت مكابح الطائرة لاختبار صعب إلى درجة تطلبت مساعدات شاحنات الإطفاء؛ لأن الطائرة المزودة بكمية كبيرة من الكيروسين، اضطرت للهبوط على مدرج قصير، إذ إن المدرج المخصص للطائرات الكبيرة يشهد أشغالاً عامة.
أسباب يجب تحديدها
ويستبعد سلاح الجو أي سبب إجرامي للعطل، لكن أسباب الحادث يجب أن تعرف؛ لأن الطائرة واجهت مشاكل من قبل.
واشترى الجيش الألماني في 2011 الطائرة من شركة لوفتهانزا. وهي تتسع لـ143 راكباً ومزودة بنظام دفاعي مضاد للصواريخ وبغرفة نوم وحمام.
وذكرت "دير شبيغل" أن الطائرة صنعت في 1999 وكانت عند شرائها من قِبل الحكومة قد قامت بخمسين ألف ساعة طيران.
والشهر الماضي في بالي بإندونيسيا ألحقت جرذان ضرراً بكابلات الطائرة، ما اضطر وزير المال الذي كان يشارك في اجتماع لصندوق النقد الدولي للعودة برحلة تجارية.
وفي 29 يونيو/حزيران اضطر رئيس الجمهورية فرانك فالتر شتاينماير لتغيير الطائرة من أجل التوجه إلى مينسك، بسبب عطل هيدروليكي في "كونراد أديناور".